كان- عبدالستار ناجي
تنطلق مساء اليوم فعاليات الدورة التاسعة والستين لمهرجان كان السينمائي الدولي في مدينة كان جنوب فرنسا وسط احتفالية هي الأهم عالميا.
وتقترن فعاليات هذا العام بإجراءات أمنية مكثفة وبحضور لافت لعدد من أهم صناع السينما العالمية جاؤوا على أمل إضافة سعفة ذهبية جديدة لرصيدهم وإنجازتهم السينمائية الكبرى.
كما تقترن الدورة الجديدة التي تتواصل أعمالها خلال الفترة من 11 إلى 22 مايو الجاري بحضور عربي إيجابي حتى وإن كان خارج المسابقة الرسمية ولكنه يأتي ضمن الاختيارات الرسمية في تظاهرتي «انظروا ما» و»أسبوع المخرجين».
أول المحطات التي نتوقف عندها هو ملصق الدورة 69 ويمثل صورة مأخوذة من فيلم «الاحتقار» لجان لوك غودار ويبدو فيها الممثل الفرنسي ميشيل بيكولي من الخلف يصعد درجات تطل على البحر الأبيض المتوسط. وهو اختيار ذكي يؤكد ما يمثله المهرجان من حلم للارتقاء والنجومية عبر نشاطات وفعاليات عرس كان السينمائي الدولي.
المسابقة الرسمية لهذا العام جاءت حبلى بالأسماء الكبيـــرة، ولعل آخر الأسماء التي تم الإعلان عنها يمثل إضافة حقيقية لرصيد المهــرجـــان. وهو ما يتمثل باسم المخرج الإيراني اصغر فرهادي الذي سيعرض له فيلم «أصغر فرهادي» بفيلمه «البائع» - سيلزمان - في المسابقة الرسمية.
وفرهادي أحد أفضل وأشهر المخرجين الإيرانيين وقد حازت أفلامه على جوائز كثيرة ويعتبر فيلم «انفصال نادر وسيمين» (2011) أشهرها فقد حاز على جائزة الدب الذهبي في برلين وأوسكار أفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية وسيزار فرنسي لأفضل فيلم أجنبي.
أما فيلم الافتتاح سيكون من توقيع المخرج النيويوركي وودي الان بفيلم «كافية سوسياتي» وهو من بطولة كريستين ستيورات، والفيلم خارج المسابقة الرسمية كما هو حال «الطيب البدين العملاق» فيلم مواطنه ستيفن سبيلبرج.
أما في المسابقة فيلاحظ غياب السينما الإيطالية هذا العام إذ ثمة أربعة أفلام من فرنسا وثلاثة من الولايات المتحدة واثنان من بريطانيا ورومانيا وفيلم من كل من ألمانيا وبلجيكا وهولندا والدانمارك وإسبانيا وكندا والبرازيل والفلبين وكوريا الجنوبية.
ونجد من بين أسماء المشاركين أسماء مكرسة بعضها اعتاد الوجود في هذا المهرجان الشهير والسير فوق سجادته الحمراء مثل البريطاني كين لوش «أنا دانيال بلاك»، والأخوان جان بيير ولوك داردين «الفتاة المجهولة»، وبدرو ألمودوفار»جولييتا»، و الكندي كزافييه دولان «فقط نهاية العالم» والأمريكي جيم جارموش «باترسون».
بالإضافة لحضور مخرجين لمعت أعمالهم الأولى مثل الألماني طوني اردمان «مارين آده» الذي اكتشف مع فيلمه «كل إنسان آخر» العام 2008 والبرازيلي كليبر مندونسا فيلهو. كما سيحضر من يعتبر «الوجه الألمع للسينما الرومانية الجديدة» كريستيان مونجيو مع فيلمه «بكالوريا»، ويذكر أنه سبق ونال السعفة الذهبية العام 2007 عن فيلمه «4 أشهر و3 أسابيع ويومان».
وفي هذه العجالة نشير إلى أن لجنة التحكيم يترأسها المخرج الأسترالي جورج ميلر الذي عرف عالميا من خلال سلسلة أفلام «ماد ماكس» وكان المهرجان قد شهد له في العام الفائت عرض آخر أفلام تلك السلسلة بعنوان «ماد ماكس طريق الحرية».
وتتألف عضوية لجنة التحكيم من أربع نساء هن الممثلة كرستن دانست والممثلة والمغنية الفرنسية فانيسا بارادي والممثلة والمخرجة الإيطالية فاليريا غولينو والمنتجة الإيرانية كاتيون شهابي وتلعب هذه دورا مهما في السينما الإيرانية المستقلة وقد أنتجت أفلاما لمشاهيرها مثل أصغر فرهادي ورخشان بني اعتماد.
كما يشارك في اللجنة المخرج الفرنسي أرنو ديبلشان والهنغاري لازلو نيمس والممثل الهولندي مادس ميكلسون والممثل الكندي دونالد سوزيرلاند.