بقلم: محمد بن رامس الرواس
تتمتع سلطنة عُمان بموقع محوري في محيطها الإقليمي وتعتبر مركزاً استراتيجياً دولياً شكلته عدة عناصر منها: التاريخ والأدوار السياسية
والعلاقات الدولية خاصة مع دول الجوار ، ومن هذه الدول جمهورية ايران الإسلامية، ولقد لعبت السلطنة خلال نصف القرن الفائت العديد من المهام الدولية التي طُلبت منها وانجزتها بامتياز كونها تملك تلك القوة الناعمة وما تختص بها من تأثيرات إيجابية تتماشى مع نهج سياستها المعتدلة.بالأمس القريب كانت كلمات الشكر والثناء والتقدير التي تلقاها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق - حفظه الله ورعاه - من ملك البلجيك (لويس فيليب) خير شاهد على تلك الجهود التي بذلتها السلطنة من أجل نجاح وساطة قامت بها بين جمهورية إيران الإسلامية ومملكة بلجيكا لتبادل رعايا متحفظ عليهم. هذا الموقف يذكرنا بالمكالمة الهاتفية التي تلقاها السلطان قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه – في عام ٢٠١٨م من الرئيس الفرنسي (إيمانويل ماكرون) شاكراً له الدور الكبير الذي قامت به السلطنة مما نتج عنه الافراج عن رهينة فرنسي يدعى (آلان غوما) لدى الحوثيين باليمن واطلاق سراحه والذي تم استقباله بعد ذلك في مسقط قبل مغادرته لموطنه الام (فرنسا) وبين الخبرين الأول والثاني نستطيع ان نشاهد مدى ما تستخدمه السلطنة من علاقاتها الدولية التي تمتلكها السلطنة من خلال ما سعت اليه وتسعى اليه والتزمت به خلال مسارها التاريخي في الحفاظ على نهجها السليم ، ولا يخفي على القارئ الكريم ان للسياسة العُمانية نهجها الثابت حيال القضايا الدولية وقيامها بالوسطات الدولية المتعددة ومناصرتها لقضايا العدل والحقوق ، وهي اليوم سياسة متجددة ومتواصلة ، وهو الامر الذي يضع سلطنتنا الحبيبة في مصاف الدول ذات القدرات الفاعلة التي يُلجا اليها متى ما طُلب منها القيام بمهام حوارية او إنسانية او لتقارب وجهات النظر او درءاً لصدام او انهاء لأزمة.لقد اثبتت سلطنة عُمان الحبيبة خلال العقود الفائتة ان متانة علاقتها الدبلوماسية مع جيرانها وما جسدته من سياسة حسن الجوار التي دعمت وساندت مثل هذه العلاقات لتقويتها ومتانتها ، ومن هذه الدول الجمهورية الإيرانية الإسلامية التي تربطها بالسلطنة علاقات تاريخية تجعل هذه العلاقات علاقات ثابتة ذات قيم راسخة مما اسفر عن وجود علاقة متكاملة في الجوانب الاجتماعية والسياسة والاقتصادية، وعزز أواصر الاخوة بما يخدم البلدين الجارتين الصديقتين في شتى المجالات.