السفارة الصينية في سلطنة عمان تحتفل بتدشين النصب التذكاري للملاح الصيني تشنغ خه في صلالة

مزاج الأربعاء ٣١/مايو/٢٠٢٣ ١٧:٥٨ م
السفارة الصينية في سلطنة عمان تحتفل بتدشين النصب التذكاري للملاح الصيني تشنغ خه في صلالة

صلالة - خالد عرابي

احتفلت سفارة جمهورية الصين الشعبية المعتمدة لدى سلطنة عمان مساء الثلاثاء الماضي بولاية صلالة في محافظة ظفار بافتتاح النصب التذكاري للملاح الصيني تشنغ خه، وذلك بالتعاون مع وزارة الخارجية العمانية وبلدية ظفار.

أقيم حفل التدشين برعاية صاحب السمو السيد مروان بن تركي بن محمود آل سعيد محافظ ظفار، وبحضور سعادة الدكتور أحمد بن محسن الغساني رئيس بلدية ظفار، سعادة بنغ جاوفينج نائب رئيس اللجنة الدائمة لمجلس نواب بلدية قوانغتشوا، سعادة السفير يوسف بن عيسى الزدجالي رئيس دائرة آسيا والباسيفيك بوزارة الخارجية العمانية، وسعادة الدكتور خالد السعيدي رئيس مجلس إدارة الجمعية الصداقة العمانية الصينية. وبحضور عدد من المكرمين وأصحاب السعادة والمسؤولين.

وذكرت وكالة الأنباء العمانية أن هذا النصب التذكاري سيصبح معلما دائما في ولاية صلالة، وأنه يأتي في إطار علاقات الصداقة التاريخية بين سلطنة عمان وجمهورية الصين الشعبية، حيث تصادف هذه السنة الذكرى الـ 45 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الصديقين.

اشتمل الحفل على تقديم عرض مرئي حول تصميم النصب التذكاري للملاح الصيني "تشنغ خه" بصلالة إلى جانب تقديم نبذة مختصرة عن وصول سفينة صحار إلى الصين، والعلاقات التاريخية العُمانية الصينية، بالإضافة إلى عرض مسرحي هادف وفقرات فنية متنوعة.

وألقى المهندس طارق بن عامر الكثيري كلمة بلدية ظفار أكد فيها أهمية تشييد النصب التذكاري للملاح الصيني "تشنغ خه" بتقنية طباعة المباني ثلاثية الأبعاد في محافظة ظفار وتحديدًا في الواجهة البحرية لشاطئ منطقة الحافة بولاية صلالة، وسيُسهم بشكل كبير في تعزيز الترابط الثقافي وتقوية العلاقات التجارية والتاريخية والسياحية بين البلدين.

كما ألقى الدكتور خالد بن سالم السعيدي رئيس مجلس إدارة جمعية الصداقة العمانية الصينية كلمة أشار فيها إلى تأسيس الجمعية قبل أكثر من 12 عاما بمباركة سامية كريمة في إطار تعزيز التواصل التجاري والثقافي بين سلطنة عمان وجمهورية الصين الشعبية، موضحا أن النصب التذكاري يمثل أحد رموز الصداقة العُمانية الصينية، ويعزز العلاقات بين البلدين التي تشهد مزيدا من التطور والتقدم في شتى المجالات. واطّلع صاحب السمو السيد محافظ ظفار راعي المناسبة والحضور على مكونات مشروع النصب التذكاري للملاح الصيني "تشنغ خه" وتصميمه الفني الذي يرمز لأمواج البحر وقوس السفينة للدلالة على عمق الرحلات التاريخية البحرية بين البلدين.

صداقة ممتدة لأكثرمن ألف سنة

وقالت سعادة لي لينغ بينغ، السفيرة الصينية المعتمدة لدى سلطنة عمان في كلمتها في حفل التدشين: " يسعدني أن نجتمع في شاطي الحافة الجميلة في مدينة صلالة لمحافظة ظفار مرة أخرى احتفالا بتدشين النصب التذكري للملاح الصيني تشنغ خه. أولا، يطيب لي أن أتقدم نيابة عن السفارة الصينية لدى عمان بالتهاني الحارة لتدشين النصب التذكاري، وأعبرعن التشكرات الخالصة لوزارة الخارجية العمانية وبلدية ظفار والحكومة الشعبية لبلدية قوانغتشوا على ما تلقينا من المساعدات والدعم والتعاون من قبلهم، وأيضا، أود التعبير عن التقدير العالي لمعهد بكين للتصميم المعماري وجميع الهندسيين والتقنيين من شركة الصين للاتصالات والاعمار الذين تغلبوا على العديد من الصعوبات وأكملوا المشروع بنجاح وبجودة عالية! وأخيرا، بفضل الجهود المشتركة المستمرة منا جميعا ، تم بناء النصب التذكاري على هذا الشاطئ الجميل الذي يرمز إلى الصداقة الصينية العمانية الممتدة لأكثرمن ألف سنة وسنواصل توارث الصداقة والمشاعر الودية بين الصين وعمان من جيل إلى جيل للعالم.

وأضافت سعادتها: تعتبر سلطنة عمان دولة مهمة على طريق الحرير البحري منذ قديم الزمان، وتتمتع كل من الصين وسلطنة عمان بحضارة عريقة وثقافة زاهية، تربط الصين وسلطنة عمان الصداقة التقليدية حيث يرجع تاريخ التبادلات بين البلدين إلى أكثر من 1200 سنة، انطلق الملاح الشهير العماني أبو عبيد من مدينة الميناء صحار وأبحر بنجاح إلى قوانزو بالصين على متن مركب شراعي خشبي، وأصبح أول عربي مدون في كتب التاريخ الصيني حيث فتح مقدمة التبادلات بين الصين وعمان وبين الحضارتين الصينية والعربية بقصة تاريخية جميلة.

وأردفت سعادتها قائلة: "قبل أكثرمن 600 عام في عهد أسرة مينغ، قاد بطل النصب التذكاري والملاح العظيم الصيني تشنغ خه أسطولًا ضخمًا إلى غرب المحيط الهندي سبع مرات، وصلت الأساطيل إلى منطقة ظفار عمان أربع مرات. أصبحت ظفار منفذا متكررًا لأسطول تشنغ خه كأحد المحاور التجارية المهمة على طول المحيط الهندي. لقد ساهمت رحلات تشنغ خه إلى المحيط الغربي في تعزيز التبادلات الودية بين الصين القديمة والبلدان التي تقع على سواحل المحيط الهندي، ودفع التبدلات الاقتصادية والتجارية والثقافية بين الصين وهذه الدول. كانت رحلات تشنغ خه إلى غرب المحيط الهندي أرست أساسًا متينًا للصداقة بين الصين وهذه الدول ، وبذرت جينات السلام والصداقة بين الصين وعمان.

وبمناسبة العيد الوطني العاشر لسلطنة عمان في نوفمبر 1980م، انطلقت السفينة "صحار"-المركب الشراعي الخشبي العتيق الذي صنع بأوامر سامية من المغفور له باذن الله تعالي السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه نفس الطريق البحرية للملاح العماني أبو عبيد من مسقط إلى قوانزو لمدة 231 يومًا، ولقيت ترحيباً حاراً من شعب قوانغتشوا عند الوصول، وتم وضع سفينة "صحار" بشكل دائم في الدوار بين مباني البرلمان وقصر البستان بعد عودتها إلى عمان لذكرى الصداقة بين الصين وعمان. تعد هذه الرحلة إنجازًا نادرًا في تاريخ التبادلات المعاصرة بين الصين وعمان حتى بين الصين والدول العربية. إنها بداية لتجديد الصداقة التاريخية بين الصين وعمان، حيث دخلت علاقات الصداقة بين البلدين مرحلة جديدة من التطورات.

تم بناء النصب التذكاري "صحار" في مدينة قوانغتشو في ديسمبر 1995م. ومن أجل زيادة تعزيز علاقة الصداقة والتعاون الودي بين البلدين في مختلف المجالات، اتفقت الصين وعمان في عام 2010 على بناء النصب التذكاري للملاح الصيني تشنغ خه في صلالة ظفار، ثاني أكبر مدينة في سلطنة عمان لذكرى هذه التبادلات الودية في تاريخ البلدين، والتطلع إلى مستقبل مشرق للتبادلات الأبدية بين الشعبين.

سيصبح النصب معلم دائم

وأوضحت بينغ أن النصب التذكاري للملاح الصيني تشنغ خه يقع في المنطقة المحورية للثقافة والسياحة والتجارة على المستوى الوطني التي أنشأتها محافظة ظفار، سيصبح النصب معلما دائما في صلالة أيضًا. ويقف النصب التذكاري على خلفية البحر يروي القصة التاريخية لرحلات تشنغ خه والتبادلات الودية مع السكان المحليين ويتطلع إلى المستقبل المشرق للتبادلات بين الشعبين من جيل الى جيل، وانه كالمنشأ الثقافي يتميز بتصميم رائع وفنى وخيالي، سيجلب تجربة جديدة واستمتاعا مميزا للمقيمين والسائحين. فشكل جسمه الرئيسي مأخوذ من الأمواج وقوس السفينة واستعادة مشهدة اسطول تشنغ خه الذي يركب الرياح والأمواج، وكذلك ان المسار في داخل النصب يرمز إلى رحلة تشنغ خه المتعرجة إلى غرب المحيط الهندي. عندما نلقى نظرات الى الخطوط ذات الديناميكية والقوى لجدار النصب التذكاري تحت الأضواء في الليل، يبدو أنه رأينا اساطيل تنشغ خه يفتحون ِالأشرعة العالية ويقودون السفن السريعة ليل نهار"في وسط المحيط.

وقالت: تصادف هذه السنة الذكرى الـ 45 لاقامة العلاقة الدبلوماسية بين الصين وعمان، ففي يوم 25 مايو عام 1978، تمت اقامة العلاقة الدبلوماسية على مستوى السفراء بين بلدينا، وقبل أيام أقمنا حفل الاحتفال الكبير في فندق قصر بستان مسقط، وان حفل التدشين للنصب التذكاري تشنغ خه مساء اليوم، كذلك يعتبر أحد الاحتفالات الرئيسية بالذكرى الـ45 لإقامة العلاقة الدبلوماسية بين بلدينا. وتم انشاء النصب التذكاري في هذه اللحظة التاريخية الهامة لأمر يتحلي بالمغزى الخاص، ونثق بأن هذا النصب سيكون رمزا جديدا لتقدم علاقة الصداقة بين البلدين في العصر الجديد، وسيشهد أن الجانب الصيني سيعمل مع الجانب العماني على زيادة التفاهم والتعاون في المجالات المختلفة وتوطيد الصداقة، وبناء المجتمع المشترك للمستقبل علي المنفعة المتبادلة والتنمية المشتركة بين الصين وسلطنة عمان، وبما لخير شعبينا. واختتمت سعادنها حديثها متمنية أن تستمر الصداقة الصينية العمانية إلى الأبد.

أقدمت الصين في بدايات القرن الخامس عشر الميلادي وبين عامي (1405- 1433م) على إرسال أسطول الصداقة بقيادة البحار الصيني تشنغ خه بهدف نشر الدبلوماسية السلمية. وقد قام البحار الصيني تشنغ خه بزيارة عمان خلال خمس رحلات من أصل سبع رحلات قام بها الأسطول الصيني لمناطق مختلفة في آسيا وإفريقيا، فزار جنوب وغربي آسيا، وسواحل إفريقيا، وتشير الوثائق الصينية إلى أن زياراته كانت لكل من (مسقط، ظفار، مسندم، صور، قلهات، مصيرة، و رأس الحد).

الجدير بالذكر أن السفارة الصينية في سلطنة عمان احتفلت مؤخرا بمناسبة الذكرى الـ 45 لإقامة العلاقة الدبلوماسية بين الصين وعمان، ففي يوم 25 مايو من عام 1978، تمت إقامة العلاقات الدبلوماسية على مستوى السفراء بين البلدين. ويعتبر حفل التدشين للنصب التذكاري تشنغ خه الذي أقيم مساء الثلاثاء أحد الاحتفالات الرئيسية بالذكرى الـ 45 لإقامة العلاقة الدبلوماسية بين البلدين.

يأتي إنشاء النصب التذكاري الذي سيصبح معلمًا دائمًا في ولاية صلالة في إطار علاقات الصداقة بين سلطنة عُمان وجمهورية الصين الشعبية، حيث تصادف هذه السنة الذكرى الـ 45 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الصديقين.