العمانية - الشبيبة
نجح فريقٌ جراحي متخصّص بمركز السُّلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث أمراض السرطان لأول مرة على مستوى سلطنة عُمان في إجراء عملية استئصال لورم في منطقة معقّدة بين البنكرياس والاثنى عشر والقناة الصفراوية بالمنظار الجراحي.
وتُعرف العملية في المجال الطبي بإجراء ويبل (Whipple procedure)، ويتم خلالها استئصال الورم السرطاني مع رأس البنكرياس والاثنى عشر وجزء من القناة الصفراوية، وإعادة توصيل الأنسجة المتبقية لضمان استمرار عملية الهضم لدى المريض. وتعد هذه العملية من العمليات الجراحية المعقدة وتنطوي على مخاطر جسيمة مما يمثل تحديًا جراحيًّا كبيرًا، وتتطلب فريقًا طبيًّا متخصّصًا ومستوىً عاليًا من الخبرة والكفاءة في الجراحة والتنظير، وإمكانات طبية متقدمة لضمان سلامة المريض خلال العملية وبعدها.
وقال الدكتور عبدالله بن يحيى الفرعي، استشاري جراحة أورام بمركز السُّلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث أمراض السرطان: "أجرينا أول عملية ويبل باستخدام المنظار الجراحي لمريض في الخمسينات من العمر مصاب بورم في المنطقة ما بين البنكرياس والاثنى عشر وقناة المادة الصفراء، وقد تمكن الفريق من إتمام العملية بنجاح دون الحاجة إلى اللجوء للجراحة المفتوحة"، مُشيرًا إلى أنّ تعافي المريض بعد العملية كان سلسًا حيث غادر المركز خلال أقل من أسبوعين.
وذكر أنّ عملية ويبل تعد من العمليات الكبرى التي تستغرق عادة بين 4 إلى 8 ساعات ويمكن أن تُجرى إما عبر الجراحة المفتوحة أو بالمناظير الجراحية. ووضّح أن إجراء العملية بالمنظار الجراحي يتميز بكونه يتطلب إحداث عدد من الشقوق الصغيرة في البطن لإدخال المناظير الجراحية واستئصال الورم، مما يساعد على خفض الألم ومستوى المضاعفات خلال العملية وبعدها، وتقليل الآثار الجراحية والندوب مقارنة بإجرائها عبر الجراحة المفتوحة، بالإضافة إلى تقليص مدة تعافي المريض.
وأعرب الفريق الجراحي لبرنامج سرطانات الجهاز الهضمي عن سعادته بتقديم هذا الخيار الجراحي (طفيف التوغل) باستخدام المناظير الجراحية لمرضى الأورام في سلطنة عُمان، لمن تسمح حالتهم الصحية بذلك ليضاف إلى العديد من التدخلات الجراحية التي يجريها الفريق لاستئصال الأورام بالمنظار ومنها استئصال ذيل البنكرياس بالمنظار الجراحي.
ويعمل مركز السُّلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث أمراض السرطان بشكل متواصل على إدخال أحدث التقنيات العلاجية وأكثرها مأمونية لضمان سلامة المرضى، وتقليل المخاطر المحتملة للعمليات، وتحسين جودة الرعاية السريرية.