بدأت الأندية تتقاطر نحو الاعلان عن التجميد لفرقها الكروية والتوقف عن المشاركة في دوري كرة القدم .. فبعد نادي السويق النادي الجماهير ..تبعه بعد ساعات نادي صحار أحد أكبر الاندية الجماهير في السلطنة.. ثم جاء صوت من وسط صحراء الربع الخالي ليعلن نادي الوسطى عن تجميد كرة القدم في توافق وتزامن متسلسل وكأن هناك اتفاق خفي مابين الاندية..!!
التجميد بغض النظر اسبابه ومسبباته هو اغتيال لمستقبل الشباب الذين يمارسون كرة القدم ويملكون الشغف لتحقيق انجازاتهم وبهكذا قرار كأنك تضع حبل المشنقة حول رقبة طموح وحماس وشغف الشباب بأي ذنب قتلت أحلامهم.. والتجميد هو اغتيال أخر لتاريخ النادي وجماهيره التي اعتادت ترفع اعلام فريقها وتعشق ألوانه وتغرس الحب في ابناءها جيلا بعد جيل.
على مايبدوا بأن الاندية " العاجزة " عن تسير شؤونها وتوفير الامكانيات للشباب وبعد أن ضرب الاعضاء صدورهم وتقدموا لقيادة الاندية وجدوا نفسهم أمام واقع صعب عليهم..بعد أن اعتقدوا بأن الاندية هي للوجاهة .. بينما الاندية هي مسؤولية تقع على عاتقهم الذين اختاروا بأن يتنافسوا في الانتخابات ويجمعوا الاصوات لتمتلئ بها صناديق الاقتراع..!!
لم نشاهد هذا " الشغب الفكري الكروي المنظم " بهذه الطريقة المتسلسلة وبهذا التناسق من قبل وكأن هناك أيدي خفية تقوم بتحريك " حجر النرد " لتتساقط الاندية تباعا وراء بعض وتصدر البيانات بشكل متناسق في الصياغة والاسلوب وتوجيه أصابع الاتهام لاتحاد الكرة الذي اصبح عليه ان يمول الاندية حتى تشارك في صورة غريبة ومقلوبة ..!!
حتى كتابة هذه المقالة قدمت ثلاثة اندية اوراق اعتمادها لدبلوماسية التجميد ولكن صدى التجميد يشير الى ان هناك عدد أخر من الاندية ستقوم بنفس التحرك لتشكيل موقف جماعي لايصال صوت الاندية ومطالبها المالية.. وكانت تستطيع ان تمارس حقها بايصال صوتها بأكثر من طريقة ..ورغم ان نادي السويق لم يرفع في بيانه راية الجانب المالي ..الا انه اتضح جليا من اعلان الاندية التالية قرار التجميد وراءه "نقص السيولة" اذا حبينا نخفف اللهجة بيننا هو في الاصل "عجز مالي" واضح من الاندية..!
في ٢٠١٤ وقعت بعض الاندية "اتفاقية مسقط" للاحتراف دون أن تدرك حينها تبعات الاحتراف.. واليوم أول الاندية التي وقعت على وثيقة الاحتراف هيه من تقرر التجميد وهذا دليل واضح لعدم القراءة الصحيحة للمشهد الكروي حينها بانها كانت تسير وراء سراب..وانها تتخذ مواقف متسرعة بدون دراسة حقيقية..!!
في تاريخي الصحفي تابعت الاندية منذ الثمانينات لم اشهد استسلام جماعي كما يحدث اليوم بعد اكثر من ثلاثة عقود.. وكانت الشخصيات التي تقود الاندية تعي تماما حجم ومسؤولية النادي وتقدم الغالي والنفيس بدون توقف.. الا ان المشهد اليوم اختلف فرئيس النادي يريد أن يجلس على كرسي الرئاسة ويقدم له موازنه لناديه واذا لم يحقق البطولة ربما يغضب ويقفل النادي في مراهقة رياضية لم اكن اتوقع أن نشهدها بأندية السلطنة..!!
الاندية تحتاج الى شخصيات رياضية ادارية قادرة تملك " صبر ايوب " .. وتحتاج الى فكر جماعي لتطويرها والبحث عن حلول للمعوقات وليس لرفع الراية البيضاء بهذا الشكل.. في العاب القوى هناك مسابقة تتابع المتسابق عندما يكمل مسافة السباق يسلم العصا لمتسابق أخر ليكمل المهمة حتى يحقق الانجاز يحتاج الى نفس جماعي .. فالذي نحتاجه بأن تأتي شخصيات تدير الاندية وعندما تنتهي من عملها تسلم الراية لشخصية أخرى بدون أن تصنع صدمة وضجيج في الوسط الرياضي..!
تحية للشخصيات الرياضية التي عرفناها وتحملت المسؤولية على أكمل وجه وقامت بدورها بدون ضجيج وساهمت في التطوير الكروي والرياضي بعضها مازال يقف على ارض صلبه لم يتأثر بالرمال المتحركة في مقدمتهم صاحب السمو السيد شهاب بن طارق رئيس نادي السيب المثال الذي يفرض نفسه كنموذج لقيادي رياضي وشبابي لم يكل ولم يمل يوماً.. تحيه للذين عملوا باخلاص ولم يرفعوا راية الاستسلام فهم كثر..مني كل التحية لاخلاصهم لانديتهم وشبابهم.