واشنطن – الخرطوم – القاهرة – ش – وكالات
كشف موقع "مونيتور" الأمريكي عن مخاوف مصرية من التأثير السلبي لرفض القاهرة التفاوض مع السودان بشأن حلايب وشلاتين على الدعم السوداني لمصر في مفاوضات سد النهضة الأثيوبي.
وأشار الموقع إلى طلب الرئيس السوداني عمر البشير في 17 أبريل التفاوض مع الحكومة المصرية بشأن حلايب وشلاتين بعد اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، والتي بموجبها تم تنازل القاهرة عن تيران وصنافير للسعودية، كما رفضت مصر مقترح الخرطوم باللجوء إلى التحكيم الدولي للفصل في تبعية حلايب وشلاتين، فيما أكدت القاهرة أن تلك الأراضي مصرية.
وكان عمر البشير قد صرح للتلفزيون الإثيوبيّ في 18 أبريل عن إيجابيّات السدّ لبلاده وإثيوبيا، وهو ما اعتبرته صحفا مصرية انعكاسا واضحا لتصاعد أزمة مثلّث حلايب من جديد بين القاهرة والخرطوم.
وفي تصريح لمصدر حكوميّ في اللّجنة المصريّة المعنيّة بملف مفاوضات سدّ النّهضة لـ"المونيتور" أكد أن هناك مخاوف مصريّة من أن يكون رفض مصر التفاوض حول حلايب وشلاتين مع السودان سببا في عرقلة مفاوضات سدّ النّهضة بين الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا، حيث وضعت القاهرة عدداً من السيناريوهات البديلة، وتعوّل على مساندة الخرطوم لتأييد موقفها أمام أديس أبابا.
كما أن اجتماع الّلجنة الثلاثيّة لسدّ النهضة في الخرطوم فبراير الماضي شهد مشادات حادة بين الوفد المصري ونظيره السوداني بسبب اعتراض مصر على وضع السودان خريطة تظهر حلايب وشلاتين ضمن الحدود السودانية.
وقالت مساعدة وزير الخارجيّة الأسبق للشؤون الإفريقيّة السفيرة منى عمر لـ “المونيتور” إنّ تصريحات الرئيس السودانيّ الّتي قال فيها إنّ السدّ يحقّق منافع كثيرة هي علامة بارزة عن أنّ الموقف السودانيّ في مفاوضات سدّ النّهضة مختلف تماماً عن الموقف المصريّ، ولا تفاوض حاليّاً في شأن سدّ النّهضة بين الدول الثلاث، فالأمر بات متوقّفاً على إنهاء أزمة التّعاقدات مع الشركات الاستشاريّة المعنيّة بإصدار التّقارير الفنيّة في شأن الأضرار الّتي يمكن أن يتسبّب فيها السدّ لمصر والسودان.
من جانبه أعلن العضو البرلماني سمير غطاس أن السودان في تصريحاته الرسميّة فقط يعلن مساندته لمصر، بينما في الواقع الفعليّ هو حليف لأديس أبابا في كلّ قراراتها الخاصّة بإنشاءات سدّ النّهضة مطالبًا الحكومة المصرية بتعديل مسار المفاوضات مع أثيوبيا .
كما أشار مدير وحدة دراسات حوض النيل في مركز الأهرام للدراسات السياسيّة والاستراتيجيّة هاني رسلان اتخاذ السودان أزمة حلايب لتبرير موقفه من التحالف المعلن مع إثيوبيا ضدّ مصرمهما حاولت اخفائه.
وأكد الموقع الأمريكي أنه لا جديد بشأن المفاوضات وان الزيارة الأخيرة لوزير الريّ المصريّ الدكتور محمّد عبد العاطي لكلّ من السودان وإثيوبيا للدفع بسير المفاوضات لم تسفر عن جديد،مؤكدًا أن أزمة حلايب وشلاتين أظهرت عمق الخلاف بين مصر والسودان.
وعلى صعيد متصل؛ أكد الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب أنه لم يصدر قرارًا بضم حلايب وشلاتين إلى محافظة أسوان، لافتًا إلى أن نص المادة 171 من الدستور تمنح رئيس مجلس الوزراء وحده سلطة إصدار القرارات اللازمة لإنشاء المرافق والمصالح العامة وتنظيمها، بعد موافقة مجلس الوزراء. وشدد عبد العال خلال كلمته بالجلسة العامة للبرلمان على أن هذا الاختصاص يخرج تمامًا عن اختصاصات رئيس مجلس النواب، قائلاً "ما نشرته بعض الصحف غير دقيق وكانت مجرد أفكار وأرجئت لحين إجراء حوار مجتمعي مع كل سكان المحافظات الحدودية، وليس هناك ضم لحلايب وشلاتين لمحافظة أسوان"، مطالبًا الصحافة بتحري الدقة.
وكانت وكالات وصحف عربية وأجنبية قد نقلت في وقت سابق عن قال رئيس مجلس النواب المصري، علي عبد العال، إنه سيتم ضم حلايب وشلاتين لتقسيم إداري جديد، مستندة في ذلك إلى ما نقلته الوكالة الرسمية المصرية الشرق الأوسط (أ.ش.أ).
*-*
وزير الري المصري : انفراجة وشيكة في أزمة "سد النهضة"
القاهرة – ش – وكالات
أكد وزير الري والموارد المائية المصري محمد عبدالعاطي أن اجتماع اللجنة الفنية الثلاثية في شأن «سد النهضة» الإثيوبي الذي عقد نهاية الأسبوع الفائت في أديس أبابا «أثمر عن تقدم ملموس في وجهات النظر للوفود التفاوضية لمصر وإثيوبيا والسودان، ما يمهد لاستئناف الدراسات الفنية لتقويم تأثيرات سد النهضة على مصر والسودان.
وأوضح عبدالعاطي في تصريحات له أن "الاجتماع استهدف التوصل إلى توافق على النقاط العالقة في شأن الدراسات الخاصة بسد النهضة المكلفة بإجرائها الشركتان الاستشاريتان الفرنسيتان".
وكان وزير الري والموارد المائية السوداني معتز موسى ذكر إن الاجتماعات «توصلت إلى توافق ممتاز». وقال إن الأيام المقبلة ستشهد انفراجة كبرى بين الدول الثلاث في ما يتعلق بسد النهضة.
وباتت الأطراف قاب قوسين أو أدنى من توقيع عقد الدراستين الاستشاريتين المتعلقتين بالبحث في الآثار السلبية للسد. واعتبر أن ذلك يضع الدول الثلاث على المسار الصحيح ويمكنها من الفهم المشترك للآثار الإيجابية للسد وتلك السلبية التي يجب إيجاد المعالجات لها.
وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري شدد أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأسبوع الفائت على متابعة القاهرة لمشروع «سد النهضة»، واعتبر أن لا مخاوف من تعرض الأمن المائي للخطر، والأمر تحت النظر المصري في شكل جيد ومستمر.
وأبدت مصادر في وزارتي الخارجية والري المصريتين ارتياحاً إزاء ما اعتبرته تقدماً تدريجياً وملموساً يمهد الطريق لاستئناف اللقاءات السداسية التي تجمع ما بين وزراء الخارجية والري في الدول الثلاث.