الاحتلال يحاكم الأطفال

الحدث الثلاثاء ١٠/مايو/٢٠١٦ ٢٣:٥٤ م
الاحتلال يحاكم الأطفال

القدس المحتلة – نظير طه – زكي خليل
أدانت المحكمة المركزية الإسرائيلية، صباح يوم أمس الثلاثاء، الطفل أحمد مناصرة (14 عاماً) بمحاولتي قتل خلال محاولة تنفيذ عملية طعن برفقة ابن عمه الذي استشهد في شهر تشرين الاول العام الفائن.
وقال محامي الطفل طارق برغوث إن محكمة الاحتلال المركزية أدانت الطفل مناصرة في جلسة حسم الإدانة التي عقدت أمس بمحاولتي قتل بعد إعتقاله وإصابته في مستوطنة "بيزجات زئيف" في شهر تشرين الاول العام الماضي بزعم محاولة الطعن.
وأضاف برغوث أن المحكمة "رفضت طلبنا بإلغاء لائحة الاتهام ضده كونه قاصر، وكان برفقة ابن عمه الشهيد حسن مناصرة (15 عاماً) ولم ينو القتل وإنما التخويف رداً على انتهاكات الاحتلال في المسجد الاقصى المبارك".
وأعلن المحامي نية التوجه إلى المحكمة العليا الإسرائيلية للاستئناف على قرار ادانة المحكمة المركزية، مشيراً إلى عقد جلسة للمداولة بالحكم في شهر تموز المقبل بالمركزية، ومن المتوقع أن يكون النطق بالحكم بعد شهر من تلك الجلسة.
ورفض ذوو الطفل الاسير التعليق على الحكم حيث أعربوا عن صدمتهم من القرار. يذكر أن الطفل احمد مناصرة نُكل به أثناء اعتقاله، وقد اثيرت صور من يوم اعتقاله وهو مدرج بدمائه في الشارع ويتلقى الشتائم من المستوطنين ردود فعل غاضبة، عدا عن تسريب فيديو سجل جلسة تحقيق قاسية معه، ويقبع الآن في إصلاحية "يركا" بالداخل الفلسطيني كونه اعتقل في سن الثالثة عشرة.
ميدانيا؛ نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس الثلاثاء، حملة اعتقالات طالت عددا من المواطنين في الضفة الغربية والقدس المحتلة، كما داهمت عدة بلدات وقرى.
وقالت مصادر امنية فلسطينية ان قوات الاحتلال اعتقلت المواطن براء نواف العامر من منزلة ببلدة كفر قليل قضاء نابلس وهو نجل الصحفي نواف العامر، ويدرس في كلية الحقوق بجامعة النجاح.
وفي مخيم نور الشمس بطولكرم اعتقلت قوات الاحتلال الاسير المحرر حمزة القرعاوي نجل النائب في التشريعي فتحي القرعاوي، من منزله، وقد امضى في سجون الاحتلال سبع سنوات .
وفي ضواحي القدس اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي محمد يوسف شماسنة من بلدة قطنة، ومحمد عمر ابو رومي من العيزرية .كما اعتقلت قوات الاحتلال حازم القواسمي من منزله في ام الشرايط برام الله، ومن بلدة مراح رباح جنوب بيت لحم اعتقلت المواطن عماد يوسف الشيخ، ونقلت جميع المعتقلين إلى مراكز التحقيق .
وداهمت قوات الاحتلال فجرا عدة منازل في بيت أمر شمال الخليل، وقرية زعترة شرق بيت لحم، وقامت بالعبث بمحتوياتها دون ان تسجل اعتقالات. وتعمد قوات الاحتلال إلى تنفيذ عمليات دهم وتفتيش واعتقال بشكل شبه يومي بالمدن والبلدات الفلسطينية، حيث كثفت من هذه الإجراءات منذ انطلاقة "انتفاضة القدس" في الأول من أكتوبر الفائت، في خطوة تهدف إلى التضييق على المواطنين، ومحاولة إخماد الانتفاضة.
وفي غضون ذلك كتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" انه بدأت في المحكمة العسكرية الإسرائيلية في يافا، محاكمة الجندي الإسرائيلي اليؤور أزاريا، المتهم بقتل الفلسطيني الجريح في الخليل، قبل شهر ونصف. وقرأت هيئة القضاة على مسمع ازاريا لائحة الاتهام التي قدمتها النيابة العسكرية، والتي تنسب اليه القتل غير المتعمد. وحسب لائحة الاتهام، فقد اطلق ازاريا النار على الشهيد عبد الفتاح الشريف، خلافا لأنظمة اطلاق النيران وبدون مبرر عسكري، حين كان الشريف ينام على الأرض إثر إصابته، ولا يشكل أي تهديد فوري وملموس. كما يتهم أزاريا بالسلوك غير الملائم.
وكتبت "هآرتس" في هذا الصدد ان رئيسة المحكمة العسكرية ورئيسة هيئة القضاة، اقترحت على الاطراف اجراء اتصالات لمناقشة امكانية التوصل إلى صفقة ادعاء. وقال محامي الجندي، ايلان كاتس، انه لا يعارض الاقتراح. لكن النيابة العسكرية، وان قالت انها ستدرس امكانية التوصل إلى تسوية، قد ترفض هذا الاقتراح. وقال المدعي المحامي نداف فايسمان انه "عندما تقترح المحكمة فإننا ندرس الاقتراح، رغم وجود فجوات كبيرة بين الجانبين".