الشبيبة - العمانية
في ظلّ ترقب دولي تأتي الانتخابات البرلمانية والرئاسية التُّركية التي تجري اليوم الأحد وسط متابعة محمّلة بكثير من السيناريوهات.
وشهدت الساحة السياسية التركية خلال الأيام الماضية معركة حامية في أهم انتخابات تُجرى في تركيا منذ عقود وتكتسب أهمية حاسمة في تحديد مستقبل السياسة في تركيا.
ويقول المحلل السياسي التركي محمد دمير باغ في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية إن أهمية الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا تنبع من أنها تأتي بعد مرور 100 عام على تأسيس الجمهورية التركية على يد مصطفى كمال أتاتورك.
وأضاف: "ما سيقرره الناخبون الأتراك لن يتعلق فقط بمن سيحكم تركيا بل بكيفية الحكم أيضا والمسار الاقتصادي الذي ستسلكه تركيا، ودورها الإقليمي في المنطقة".
ووفقا للهيئة العليا للانتخابات في تركيا فإن عدد الأتراك الذين يحق لهم الانتخاب 64 مليونًا و113 ألفًا و941 ناخبًا من ضمنهم الأتراك المسجلون رسميا مقيمين في الخارج ويحق لهم التصويت وعددهم 3 ملايين و416 ألفًا و98 ناخبًا.
فيما يصل عدد الشباب الذين يحق لهم التصويت لأول مرة بعد بلوغ السن القانونية في هذه الانتخابات 4 ملايين 904 آلاف 672 ناخبًا وناخبة.
ويتنافس في هذه الانتخابات 3 مرشحين لمنصب الرئاسة هم: رجب طيب أردوغان الرئيس التركي الحالي، ورئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم، والثاني هو كمال كيليتشدار أوغلو وهو مرشح تحالف الشعب الحاكم زعيم المعارضة التركية ورئيس حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة وهو مرشح تحالف الأمة التحالف الرئيس للمعارضة التركية والثالث هو سنان أوغان وهو مرشح تحالف "آتا" القومي اليميني المتطرف المعارض فيما انسحب المرشح الرابع محرم إينجا من السباق الرئاسي.
أما التحالفات الرئيسة بهذه الانتخابات فهي: تحالف الشعب الحاكم وهو تحالف يميني محافظ حرص على ضم أحزاب لها رمزيتها بالمعادلة السياسية المعقدة في تركيا يضم بشكل رئيس أحزاب العدالة والتنمية والحركة القومية والاتحاد الكبير والرفاه من جديد والدعوة الحرة واليسار الديمقراطي. ويرشح هذا التحالف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للرئاسة.
وتحالف الأمة المعارض أو ما يعرف بالطاولة السداسية وهو تحالف يضم أحزابا سياسية متباينة الخلفيات السياسية والأيديولوجية أبرزها الشعب الجمهوري (العلماني الأتاتوركي) والخير القومي المحافظ والسعادة الإسلامي المحافظ والمستقبل والديمقراطية والتقدم والديمقراطي ويرشح هذا التحالف كمال كيليتشدار أوغلو للرئاسة.
وتحالف الحرية والعمل الذي يعد حزب الشعوب الديمقراطية الكردي أهم أحزابه ويضم بشكل رئيس حزب العمال التركي وحزب العمل وحزب الحركة العمالية وحزب الحرية الاجتماعية ولا يسمي هذا الحزب مرشحا للرئاسة وأعلن رسميًّا دعمه لمرشح تحالف الأمة المعارض كمال كيليتشدار أوغلو.
وتحالف (آتا) أو (الأجداد) القومي اليميني ويضم بشكل رئيس حزب النصر القومي اليميني المتطرف المعادي للعرب والسوريين على وجه التحديد وحزب العدالة وحزب وطني/بلدي وحزب التحالف التركي. ويرشح هذا التحالف سنان أوغان للرئاسة.
وفي المحصلة تعدّ هذه الانتخابات مصيرية للرئيس أردوغان والمعارضة السياسية قاطبة على اعتبار أنها قد تكون آخر امتحان شعبي للمعارضة لكسر احتكار أردوغان وحزبه الحاكم على السلطة منذ أكثر من عقدين.