بقلم : باسم الرواس
أفسد «البرغوث» الأرجنتيني ليونيل ميسي وهج حفل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لاختيار اللاعب المتوج بالكرة الذهبية لعام 2015.
لم يكن ثمة شك لدى معظم المراقبين والمحللين أن ميسي سيحظى بالجائزة، إذ ذهب الجميع إلى زيوريخ للاحتفال باللاعب الارجنتيني، وليس لمعرفة إذا كان سيفوز بالكرة الذهبية أم لا. كان يدرك الثنائي المنافس رونالدو ونيمار أن دورهما لن يتعدى التصفيق والتهنئة لحظة الإعلان الرسمي.
هو زمن ميسي بامتياز، وعصر وصيفه الدائم رونالدو بامتياز أيضا إذ احتكر الطرفان الكرة الذهبية منذ العام 2008، ولم يُسجل أي خرق في هذا الإطار .. لكن ما بات واضحا للجميع أن ثمة نجم قادم للتربع قريبا جدا على عرش الأفضل.
كان البرازيلي نيمار يعي جيدا أن الأوان لم يحن بعد. اعترف في تصريحات سبقت وأعقبت الإعلان الرسمي أن لا خلاف على أحقية «البرغوث» :»فهو كان الأفضل والأجدر العام المنصرم».
يمكن الآن لعشاق الساحرة المستديرة في العالم أن يتنفسوا الصعداء. ها هو نجم جديد دخل على حلبة المنافسة. كثيرون كانوا يعتقدون أن انجاز ميسي لن يتكرر لكن ما قدمه نيمار الموسم الفائت يؤكد ان نجم السيلساو سيُحّضر البدلة الرسمية ربما العام المقبل أو بعده .. وبعد بعده !
منطقية جاءت النتائج النهائية للجائزة الأهم. صحيح أنها تخضع لاختيارات بشر، لكنها كانت اقرب إلى الصواب، وان كان لافتا ذهاب بعض المصوتين (مدربو المنتخبات وكباتنها وإعلامي من كل بلد) الى اختيارات بعيدة عن الواقع، تتحكم بها العاطفة والجنسية .. والكيدية ربما (...).
قد لا يختلف كثيرون أيضا على أحقية من فاز بجائزة أفضل هدف وافضل مدرب وافضل لاعبة وافضل مدرب منتخبات للنساء ، لكن المثير للتساؤلات تمثل بالتشكيلة المثالية التي سقطت كما جرت العادة في فخ التسويق والشهرة والحسابات «غير الفنية»، إذ خلت على سبيل المثال من حارس يوفنتوس الايطالي جان لويجي بوفون الذي قاد فريقه الى نهائي دوري ابطال اوروبا فضلا عن مساهمته في تحقيق الدوري المحلي مع فريقه .. كما افتقدت للمنطق حين استبعدت مدافع «اليوفي» كيليني الذي كانت له بصمة مميزة في انجازات فريقه.
بدا واضحا أن الاختيارات كانت تراعي «التوازن» بين قطبي العالم حاليا برشلونة وريال مدريد .. فتم فرض أسماء كـ»داني الفليش» و»سيرجيو راموس» و»لوكا مودريتش» و»اندرياس انييستا» في التشكيلة المثالية رغم ابتعاد معظمهم عن مستواه في اغلب المباريات فضلا عن الغياب الطويل لآخرين بسبب الإصابة !
بات لزاما على (فيفا) الباحث عن ولادة متعثرة في انتخابات 26 فبراير المقبل أن يوجد معايير جديدة من شأنها أن تُحيي كرة القدم خصوصا أن استمرار الوضع على ما هو عليه سيجعل الجائزة محط تشكيك وسخرية خصوصا فيما يتعلق بـ»التشكيلة المثالية» ..
ما هي المعايير، وعلى أي أساس يتم الانتقاء، ومن هي اللجنة المنوط بها وضع التشكيلة المثالية ؟ أسئلة باتت الإجابات عنها ملحة في العهد الجديد .. حتى لا يبقى (فيفا) غارقا في وحول «اللا - منطق» في الاستحقاقات الكبرى.
حسن الختام :
كنت أحسُد من سبقني على المرور في زمن الجوهرة السمراء بيليه، وها هو ميسي يعوّض، ويضعني في خانة «المحسود» امام جيل قادم لن يستمتع بما يقدمه «البرغوث» .