بقلم : عيسى المسعودي
الحاج أحمد بن محمد بن عبدالله المرزوقي الذي يلقب (الوالي) من الشخصيات الرائعة والمحبوبة في منطقة خور الحمام بولاية صحم وله تقديرة واحترامه من الجميع لما يتمتع به من علم ومعرفة واخلاق رفيعة واينما ذهب او جلس نشر الفرح والسعادة في نفوس من حوله بكلامه الطيب ورأيه السديد ودائما ماكان يستشهد في حديثة بالقرآن الكريم وبسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ولا يبخل على من يجلس معه بالقصص الجميلة التي تحمل العديد من العبر والنصائح وبقصائد الشعر التي تنعش النفس وتبهجها كذلك الحاج أحمد الوالي حافظ للقرآن وامام مسجد وغيرها من الدلائل والصفات التي تؤكد جمال وروعة شخصيته التي اخذها من والده الحاج محمد المرزوقي ومن جده عبدالله ومن الشخصيات التي كان يعيش ويجلس معها في فترة ماتسمى بزمن الطيبين والذين تأثر بهم وبشكل كبير فتكونت شخصيته الرائعة التي تتميز بالتواضع والطيبه وبصفاء القلب والروح .
ورغم ان الحاج أحمد الوالي قد تجاوز الثمانين من العمر الا ان من يجلس معه ويستمع لحديثه ويشاهد ابتسامته يشعر بان قلب الوالي لايزال شابا نقيا لم تنجح متغيرات الحياة العصرية في التأثير عليه او تغير شخصيته ولا عجب وهو في هذا العمر تجده يهرول عند اللزوم خاصة اذا كان يريد ان يلحق بشخص يحبه او تذكر معلومة او بيت شعر يريد ان يقول له فقد يدخل الوالي بهذه الابيات من الشعر او بعض الجمل الفرح والابتسامة في نفوس من يحبهم ويحبونه فكان لايتأخر ابداً عن القيام بأعمال الخير وزيارة الاقارب والتمسك بالعادات والتقاليد العمانية الاصيلة والوالي صاحب واجب مهما كبر او مرض لايتأخر عن القيام بهذا الواجب حتى في أصعب الظروف.
تربطني بالجد أحمد الوالي علاقة اسرية ومعرفة طويلة وخلال السنوات الفائتة جمعتنا العديد من اللقاءات في صحم أو الخابورة وفي اماكن اخرى عديدة ، مؤخرا قمت برفقة والدي واخي بزيارة الحاج احمد في بيته الجديد بخور الحمام والذي يقع بالقرب من المسجد الذي كان للوالي واولاده دور كبير في بنائه حيث قمنا بزيارته للاطمئنان على صحته والسلام عليه ووجدته كعادته يستقبلنا بالابتسامة وبالاحضان وبكرم الضيافة وخلال الجلسة والحديث معه كان يوجه رسالة مهمة للجميع وخاصة للشباب وافراد عائلته بان عليهم ان يجلسوا مع كبار السن من اهلهم وقبيلتهم ويطرحوا الاسئلة التي تعرفهم بأهلهم اكثر حيث يتأسف الوالي بان شباب اليوم لايعرفون اهلهم الموجودين في الولايات او المحافظات او من القبائل الاخرى وهذا نتيجة عدم السؤال او الاستفسار ويتحسف الوالي لدرجة الحزن ان في كثير من المناسبات سواء المفرحة او الحزينة يتعرف على شباب او شخصيات لايعرفون ان لهم اهلا واقارب من قبائل اخرى وانه لايوجد تواصل بينهم ويعلل الوالي ذلك بان الجميع لا يسأل ولا يتحدث مع الاخرين وكذلك هي مسؤولية كبار السن الاباء والاجداد من الرجال والنساء ان يعرفوا اولادهم بالاهل والاقارب وبشجرة العائلة سواء من يعيشون في منطقتهم او المناطق الاخرى وكذلك تشجيع الابناء على تبادل الزيارات بين الاهل فهذا امر ضروري يسهم في زيادة المعرفة والتقارب والمودة بين افراد القبيلة او العائلة الواحدة.
من الامور المهمة ايضا التي تحدث عنها الحاج احمد الوالي في تلك الجلسة الطيبة دعوته للجميع ان يحرصوا على قبول زواج الاهل بعضهم ببعض ولا يبالغوا في المهور او يتحججوا بأسباب اخرى فعليهم ان يعرفوا انهم يختارون رجلا صالحا لبنتهم افضل من اي شي اخر، كذلك تحدث الحاج احمد المرزوقي عن امر اصبح لافتاً ومتكرراً في بعض المناطق وهو انه عندما تحدث حالة وفاة سواء كانت لرجل او امرأة تجد بعض اقارب المتوفى وخاصة من الدرجة الاولى يبتعدون عن قبر المتوفى ولا ينزلون لدفن ميتهم بحجة عدم المعرفة او انهم لايتحملون الموقف وهنا يقول الوالي علينا الحرص على المشاركة في الدفن وخاصة عند وفاة امرأة فكيف نرضى بان يقوم بانزالها للقبر رجال غرباء عنها فالاولى ان يدفنها ويلحدها اولادها او زوجها او اخوانها او من يقربون لها من الدرجة الاولى فهذا اولى وأأجر كذلك نجد البعض لايحرص على المشاركة في الجنازة رغم ان لها اجرا كبيرا ناهيك ايضا ان الذين لديهم خبرة في غسل الموتى اصبحوا قليلين وللاسف كثير من الشباب لايهتمون ولا يحرصون على تعلم كيفية غسل الميت ولا يسألون كبار السن او من لديهم الخبرة ولا حتى يحضرون او يشاركون فكيف سيتعلمون وكيف سيكون لدينا جيل من الشباب يأخذ من اجداده هذه المعرفة ليستفيد منها الجميع؟!.
ان الحديث مع الحاج احمد الوالي مثير ورائع ورسائله تحمل لنا الكثير من المعاني والافكار التي تهم حياتنا وندعو له بالصحة والسلامة والعمر المديد وبلاشك ان مثل شخصية احمد الوالي موجودة في كل مناطق السلطنة فعلينا الحرص على الجلوس معهم وطرح الاسئلة عليهم حتى نستفيد من خبرتهم ومعرفتهم ونجعلهم قدوه لنا وان نكتب هذه المعلومات والقصص والاشعار التي يذكرونها لنا حتى تبقى وتستمر وتنتقل من جيل الي جيل.