مسقط - ش
استطاع فريق طبي من المستشفى السلطاني تحقيق إنجاز نوعي هو الأول من نوعه بالسلطنة في مجال طب الألم، يتمثل في علاج مريض يعاني من التهاب في العصب الخامس "TRIGEMINAL NERVE" بواسطة تقنية الكي الحراري.
وقد أجرى هذا التدخل العلاجي فريق طبي من المستشفى السلطاني تترأسه د.سلامة الحارثية، استشارية علاج ألم، والدكتور تشموي روي، أخصائي طب أسرة وعلاج ألم تداخلي، والدكتور سميح المحاربي، أخصائي طب أسرة وعلاج ألم تداخلي، بالتعاون مع أطباء التخدير والطاقم التمريضي.
ويتمثل الإجراء العلاجي النوعي في إدخال إبرة ذات طرف طويل في أسفل الجلد بمنطقة الوجه، إذ تأخذ الإبرة مسارها وصولاً إلى العقدة العصبية للعصب الخامس بعدها يتم إرسال ذبذبات الإحساس والحركة عبر "جهاز الذبذبة" "RADIOFREQUENCY MACHINE" بغرض التعرف على الجزئية التالفة من العصب، وأخيراً يتم تنفيذ الكي الحراري للعصب الخامس، مع العلم أن هذا الإجراء العلاجي يتم تحت ملاحظة دقيقة بواسطة جهاز الأشعة السينية.
وفي هذا الصدد أوضح د.تشموي روي أن "تقنية الكي الحراري للعصب الخامس تعد أحدث الأساليب العلاجية التي تم توصل إليها في هذا المجال، إذ تسهم بفاعلية في التخلص من الآلام المصاحبة لالتهاب العصب الخامس بصورة نهائية، وبالتالي يُحرر المريض من اللجوء إلى العقاقير الطبية المسكنة للألم، فضلاً عن الاستغناء عن إجراء تدخلات جراحية للمريض".
وأضاف أن "هذا الإجراء العلاجي يتميز بقلة مضاعفاته الجانبية مقارنة بالأساليب العلاجية الأخرى، وقصر مدة مكوث المريض في المستشفى، إذ يستطيع المريض مغادرة المستشفى خلال يوم واحد من إجراء هذا التدخل العلاجي علاوة على قدرته على مزاولة أنشطته الحياتية بصورة طبيعية".
أما د.سميح المحاربي فأوضح: "أن هذه التقنية العلاجية تشتمل على مجموعة تحديات قد تواجه الطاقم الطبي، أبرزها: الحاجة الماسة إلى فريق طبي متكامل يضم أطباء وفنيين وممرضين يتصفون بالمهارة والدقة المتناهية عند إجراء العلاج بالكي الحراري".
وقد ثمن المريض التي أجري له هذا التدخل العلاجي جهود الطاقم الطبي قائلاً: "يشرفني أن أتوجه بالشكر والتقدير للطاقم الطبي الذي أجرى لي هذه التقنية العلاجية النوعية وعلى رأسه د.سلامة الحارثية والدكتور سميح المحاربي والدكتور تشموي روي".
وأشاد بحسن الرعاية واللباقة الذي يتمتع به "فريق الألم" بالمستشفى السلطاني، مع التنويه أن هذا الإجراء العلاجي في غاية السلاسة بحيث لا ترافقه أية أحاسيس بالألم أو مضاعفات جانبية.
الجدير بالذكر، أن الآلام المصاحبة لالتهاب العصب الخامس تعد أحد أقسى أنواع الآلام التي قد يتعرض لها الإنسان، إذ تتسبب في الشعور بآلام مبرحة في أماكن متفرقة بالجسم لاسيما، منطقة الفكين أو الذقن أو جانبي الوجه أو اللثة، لذلك تتجلى أهمية هذه التقنية النوعية في فتح آفاق علاجية للمرضى الذين يعانون من التهابات في العصب الخامس.