سالم السيابي يكتب: العودة للقمر…الرحلة المأهولة السابعة للقمر

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٠٣/مايو/٢٠٢٣ ١١:٢٨ ص
سالم السيابي يكتب: العودة للقمر…الرحلة المأهولة السابعة للقمر

بقلم : سالم السيابي

‏بعد انقطاع دام لأكثر من ‫نصف قرن تعود وكالة ناسا الفضائية التابع للولايات المتحدة الأمريكية إلى القمر عبر إطلاق مهمة جديدة تحمل اسم أرتميس والذي سبق أن زاره رواد فضاء الولايات المتحدة الأمريكية ٦ مرات فقط حتى الآن.

‏ اعلنت وكالة ناسا أنها تعتمد على برنامج أرتميس بحلول عام ٢٠٢٦ للإستكشاف القمر أكثر من أي وقت مضى باستخدام التقنيات المبتكرة وبالتعاون مع الشركاء المحليين والدوليين لإنشاء أول وجود للبشرية طويل المدى على القمر وحوله. بعد ذلك سيتم استخدام ما تم تعلمه على القمر للقيام بالقفازات العملاقة التالية وهي إرسال رواد الفضاء الأوائل إلى كوكب المريخ. حيث سيكون القمر هو خط بداية رحلات الاستكشاف الفضائية في المستقبل لسبر اغواره والتعرف على موارده القيمة والمعرفة العلمية التي ستقدمها.

‏هذه المهمة ستكون مختلفا عما سبقتها من المهمات السابقة حول الهبوط على القمر. ففي السابق كل رواد الفضاء كانوا أمريكيين وكانوا جميعهم رجال بيض وأغلبهم طيارين تجربين. في حين أن رحلة أرتميس مختلفة حيث أنها ستهبط إلى جانب قائد المهمه ريد وايزمان بأول امرأة تحت قدميها على القمر وهي كريستينا كوخ وأول شخص غير أبيض البشرة من أصول إفريقية وهو الطيار البحري فيكتور غلوفر بالإضافة إلى الكندي جريمي هانسن وهو أول شخص غير أمريكي يسافر إلى هذا الارتفاع. 

‏حيث سترسل ناسا رواد الفضاء الأربعة على متن مركبة الفضاء اوريون من خلال صاروخ ناسا الجديد وهو نظام لإطلاق الفضائي (SLS) الذي من المقرر إطلاقه من مركز كينيدي للفضاء في كيب كانا فيرال فلوريدا في مهمة أرتميس ٢ في رحلة مدتها ١٠ ايام دورانًا حول القمر دون الهبوط على سطحه ومن ثم العودة الى الكوكب الام. بعد ذلك ستكون هناك مهمة أرتميس ٣ المتوقعة بحلول ٢٠٢٦ وهي الأطول والأكثر تعقيدا والتي ستشمل هبوط اثنين من رواد الفضاء بالقرب من القطب الجنوبي للقمر .

‏ومن أسباب العودة للقمر هي وضع القمر كمحطة انطلاق لغزو الفضاء والعمل على تطوير التقنيات والتكنولوجيا و استراتيجيات العمل اللازمة لاستكشاف الفضاء في المستقبل والتوسّع في ذلك ليشمل المريخ. أيضاً دراسة القمر والنظام الشمسي هي مفاتيح مهمة لمعرفة نشوء المجموعة الشمسية مع كواكبها وأقمارها وأهمّها الأرض. وتسعى وكالة ناسا من خلال هذه الرحلات أن ترسخ وجود القيادة الامريكية على سطح القمر هادفة لتطوير اقتصادها وتوسيع شراكتها المحلية والدولية. بالإضافة إلى إلهام جيل جديد و تشجيع الوظائف في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.