بقلم:سالم بن سيف العبدلي
لكل مشروع عمر إفتراضي محدد من قبل الشركة المنفذه له وكذلك الحال بالنسبة للمعدات والاجهزة الكهربائية والاكترونية والمركبات لها عمر إفتراضي محدد من المصنع هذا العمر قد يزيد او ينقص قليلا حسب الاستخدام وبعد انتهاء ذلك العمر يصبح الجهاز او المعدة قيمتها صفر ومع مرور الوقت تنقص قيمة الاصول او المواد نتيجة الاستخدام والاستهلاك ، وعند تقييمها عادة يتم خصم نسبة الاهلاك السنوي وهكذا الحال لجميع الاشياء التي تستهلك حتى المباني والعقارات لديها عمر إفتراضي.
ولأجل استدامة المشاريع وإطالة عمرها الافراضي تقوم الجهات المسئولة عن إدارتها او الاشراف عليها بصيانتها والمحافظة عليها وتجديدها اولا بأول، وبالتالي تدوم ويتم استخدامها للاجيال الحاضرة والمستقبلة ،هذه مقدمة للحديث عن بعض مشاريعنا الخدمية والترفيهية والتي صرف عليها ملايين الريالات من خزينة الدولة وعند افتتحاها تكون براقة وجاذبة للزوار الا انه بمرور الوقت تتقدام هذه المشاريع وتفقد بريقها ورونقها بسبب الاهمال وعدم الصيانة والتجديد وفي هذا المقال سوف نذكر بعض هذه المشاريع.
منتزه القرم الطبيعي والذي يتعبر اكبر واهم متنفس في العاصمة مسقط عند افتتاحه في الثمانينات من هذا القرن الماضي تم تصميمه بطريقة جميلة مع المحافظة على الاشجار الموجودة مثل النخيل واشجار القرم وتم إنشاء بحيرة صناعية بها نافورة كبيرة وممرات رائعة ومهيئة لرياضة المشي بالاضافة الى الشلال الصناعي والذي ينزل من الجبل ويطل على الشارع الرئيسي ، الا انه وبعد مرور سنوات من الافتتاح اهمل المنتزه ولم يتم الاهتمام بصيانة مرافقه وبالتالي توقف العمل بالنوافير وحتى الشلال الصناعي والذي يطل على الشارع الرئيسي رأيناه خلال الفترة الاخيرة لا يعمل.
منتزه النسيم والذي نفذته بلدية مسقط وافتتح تحديدا في عام 1985 م بمناسبة العيد الوطني الخامس عشر والذي يعتبر باكورة الحدائق والمنتزهات على مستوى السلطنة فهو متنفس للجميع بسبب موقعه المميز ومساحته والتي تصل الى 750 الف متر مربع في هذا المنتزه تم إقامة عدد من المرافق مثل القطار والذي كان يستخدمه الاطفال والكبار يدور حول الحديقة وبرسوم رمزية وتم إنشاء محطة رئيسية له وكان زوار الحديقة يستمعون بتجربته هذا القطار لم يستمر طويلا وتوقف العمل به بعد عدة سنوات بل ان بعض المرافق داخل المنتزه تم اهمالها ولم يتم صيانتها او تجديدها.
حدائق الصحوة والتي تعتبر نموذج للحدائق المتطورة من حيث التصميم والشكل وتمتاز بموقعها المتميز عند مفترق الطرق وبالقرب من برج الصحوة ويرتادها الزوار من مختلف المناطق خصوصا في إجازات نهاية الاسبوع والاجازات الرسمية ، هذه الحديقة عند افتتاحها تم تشغيل نوافير راقصة وبألوان جميلة عند الساحة الرئيسية بالاضافة الى انشاء مجسم في منتصف ساحة الحديقة كان الناس يظن انه مصلى الا ان ذلك المجسم ظل مغلقا حتى الان وبينما النوافير توقفت عن العمل واصبحت احواض الماء جافة والمضخات متعطلة كذلك الحال بالنسبة للمكان الذي خصص للاطفال للترفيه والاستمتاع حيث خصصت مساحة كبيرة بها نوافير كان الاطفال يستمتعون بالاستحمام واللعب فيها فيها خصوصا في فصل الصيف بسبب ان المياه المستخدمة فيها كانت عذبة ونظيفة ايضا توقفت عن العمل.
هذه فقط ثلاث نماذج وهناك العديد والعديد منها في مختلف محافظات السلطنة لم تنال الاهتمام والرعاية ولم يتم صيانتها ورغم وجود دوائر وإدارات للمشاريع والصيانة في جميع الوحدات الحكومية الا انها يبدوا انها لا تقوم بعملها على أكمل وجه أو ربما لم يتوفر لديها الموارد المالية لذا ينغي ان يتم الاهتمام بهذه المرافق العامة وعدم أهمالها لكي تحقق الاهداف المرجوة منها ويدوم عمرها الافتراضي ولا تكلف صيانتها بعد ذلك مبالغ خيالية .