صحار - ش
تعد ولاية صحار الواقعة في محافظة الباطنة العاصمة الصناعية لسلطنة عُمان حديثا، كما كانت "العاصمة الإداريّة" للسلطنة قديماً.، وتتبعُ ولاية صحار إداريّاً إقليم شمال الباطنة. وتضمُّ صحار معظم المصانع الكبيرة.
ذكرها ياقوت الحمويّ في كتابه، فقال: "صحار هي قصبة عُمان ممّا يلي الجبل، مدينة طيبة الهواء، والخيرات، والفواكه، مَبنيَّة بالآجر، والساج، كبيرة ليس في تلك النواحي مثلها، وقِيل: سُمِّيت صحار نسبةً إلى صحار بن إرم بن سام بن نوح -عليه السلام-".
تقعُ ولاية صحار على الساحل الرمليّ المنخفض في محافظة الباطنة، ويَحدُّ صحار من الجانب الشرقيّ بحر عُمان، ومن الجهة الشماليّة تَحدُّها مدينة لوى، وتحدُّها من الجانب الغربيّ مدينة البريمي، أمّا من الجهة الجنوبيّة، فتحدُّها مدينة صحم، وتبعد صحار عن مدينة العين في الإمارات العربيّة المُتَّحِدة حوالي 100كم، وعن إمارة دبي نحو 200كم، كما أنّها تبعدُ عن مدينة مسقط مسافة 234كم، وبالنظر إلى المساحة الجغرافيّة، فإنّ إمارة صحار تحتلُّ مساحة تُقدَّر بنحو 1728كم².
أمّا عدد سُكّانها فيبلغُ نحو 106,000 نسمة من أصول، وقبائل عُمانيّة مختلفة، ويحتلُّ سُكّان الولاية ما نسبته 20% من إجماليّ عدد سُكّان منطقة الباطنة، ويضمُّ الشريط الساحليّ من الولاية الغالبيّةَ العُظمى من سُكّان الولاية؛ بسبب انتشار المرافق الحيويّة، والمزارع، والأسواق، والمُؤسَّسات الحكوميّة.
وتعتبر بوّابة صحار واحدة من المعالِم الحديثة، والبارزة في الولاية، حيث تمّ إنشاؤها في عام 2003؛ لتُمثّل مدخلاً جنوبيّاً للقادم من ولاية صحم باتّجاه صحار، وتتميَّز البوّابة بضخامة حجمها، وتزيينها بالأضواء المُلفِتة.
تحظى ولاية صحار بنشاط صناعيّ كبير؛ فهي تُمثّلُ مركز الصناعة في سلطنة عُمان، كما أنّها تمثِّل مقصداً مهمّاً للاستثمارات الداخليّة، والخارجيّة؛ حيث تضمُّ العديد من الاستثمارات من جهات حكوميّة، وجهات، وشركات عالَميّة في مجال الصناعة، وبرأس مال ضخم يصل إلى مليارات الدولارات، مثل: الشركة الكوريّة الجنوبيّة (إل جي)، وشركة (ألكان) الكنديّة، وشركة (داو) الأمركيّة، كما تنتشرُ في الولاية عدّة مراكز صناعيّة تتخصَّص في صناعة الألومنيوم، والبتروكيمياويّات، والموادّ المعدنيّة، ومادّة الميثانول، واليوريا، بالإضافة إلى وجود مصفاة صحار، ومصنع عُمان بروبيلين، ومشروع المنصّات البلاستيكيّة لتحميل البضائع، إضافة إلى أنّ الولاية تضمُّ واحداً من أقوى الموانئ في عُمان، وهو ميناء صحار؛ إذ يتمُّ من خلاله تصدير حوالي 160 ألف برميل نفط في اليوم الواحد، كما أنّه يرتبط مع أهمّ الموانئ المُحيطة ضمن دُوَل الخليج العربيّ، علماً بأنّ هناك العديد من التوجُّهات نحو تطوير هذا الميناء؛ ليصبح واحداً من أكبر الموانئ في منطقة الخليج العربيّ.
تضمُّ ولاية صحار العديد من المواقع، والمعالِم البارزة التي تُعتبَر مراكز مهمّة للجذب السياحيّ من داخل سلطنة عمان، وخارجها، ومن هذه المعالِم: المعالِم الأثريّة: في ولاية صحار العديد من المعالِم الأثريّة التي تدلُّ على التاريخ القديم للمنطقة، وأهمّ هذه المعالِم قلعة صحار التي تقع في الجزء الجنوبيّ من المدينة، ويعود تاريخ بناء القلعة إلى أواخر القرن الثالث عشر الميلاديّ، وأوائل القرن الرابع عشر، حيث تمّ بناؤها في عهد ملوك بني نبهان، من قِبَل أمراء هرمز، وتضمُّ القلعة نفقاً طويلاً تحت الأرض يصل طوله إلى نحو 10كم، ويتَّجه هذا النفق إلى الناحية الغربيّة، علماً بأنّ الهدف منه كان تموين القلعة في حالات الحرب، والحصار، ومن الجدير بالذكر أنّ القلعة تضمُّ العديد من أبراج المراقبة، وآبار المياه، بالإضافة إلى قَبر السيّد ثويني بن سعيد بن سلطان.
تُعتبَر الأودية جزءاً أساسيّاً من تركيبة تضاريس السطح في ولاية صحار؛ حيث تكثر فيها الأودية التي تجري فيها المياه، وأهمّ هذه الأودية: وادي حيبي، ووادي الجزي، ووادي عاهن. الحدائق الطبيعيّة: حيث أدّى انتشارها إلى جَعل الولاية واحةً خضراء.
حيث تنتشرُ فيها المُجسَّمات الفنّية الرائعة، وتدلُّ هذه المُجسَّمات على التاريخ العريق لسلطنة عُمان، والنهضة التي شهدتها السلطنة في عهد السلطان قابوس، كما تضمُّ الولاية العديد من الاستراحات، والفنادق، والنوافير المائيّة، والشوارع الواسعة التي تتزيَّن جوانبها بالأشجار، وأشجار النخيل.
يوجد بولاية صحار العديد من الأسواق منها: سوق صحار الذي يقع إلى الشمال من قلعة صحار، في المنطقة المُواجِهة لبحر عُمان، ويتضمّن السوق في ثناياه العديد من المقاهي، والمتاجر، وأماكن الترفيه، ويُزيِّن جُدران السوق زخارف على نَمَط الفنّ العربيّ، وديكورات داخليّة مُعاصِرة، وأنيقة، كما تضمُّ الولاية سوقاً آخر، وهو سوق القلعة للتجارة، والحِرَف التقليديّة، وهو سوق قديمٌ يقعُ بالقُرب من قلعة صحار من الجهة الجنوبيّة الغربيّة، ويشتملُ سوق القلعة على العديد من الحِرَفيّين، وأصحاب المِهَن المَهَرة، والمُتخصِّصين في صناعة المشغولات العُمانيّة التراثيّة، والأصيلة، مثل: صناعة السِّلال باستخدام سَعَف النخيل، وصناعة الخناجر العُمانيّة الشهيرة من خلال تشكيل الفضّة الساخنة.