وكالات - الشبيبة
يزخر الأرشيف التلفزيوني والإذاعي الخليجي بإنتاج غني وثريّ يشمل عديداً من البرامج والمسلسلات التي عُرضت قبل عقود وأصبحت جزءاً من الذاكرة الرمضانية في دول مجلس التعاون.
وتتميز هذه البرامج والمسلسلات بأنها تعبر عن الثقافة والتقاليد والقيم الخليجية، وتتحدث عن القضايا الاجتماعية والدينية والثقافية التي تهم المجتمع، وفي هذا التقرير الذي نشرته "الخليج أونلاين" نستعرض أبرز هذه الأعمال التي يصعب حصرها.
دراما رمضانية
وشهدت الدراما الرمضانية الخليجية قبل انتشار الفضائيات مرحلة من التألق في كثير من دول الخليج وحظيت بشعبية واسعة آنذاك.
وما تزال أذهان الخليجيين تحتفظ بذكريات الزمن الجميل من تاريخ الدراما التي ظهرت فيها أعمال تلفزيونية مميزة حصدت إعجاب وتقدير المشاهدين.
ويعد مسلسل "طاش ما طاش" الذي عُرض لأول مرة عام 1992 واستمر أكثر من 18 موسماً، أحد أشهر المسلسلات السعودية التي ارتبط عرضها بشهر رمضان، وحققت شهرة خليجية وعربية واسعة، والتي عادت هذا العام أيضاً بموسم جديد.
مسلسل "خزنة" السعودي الذي عُرض عام 1990، هو أحد أبرز المسلسلات السعودية القديمة التي كانت تُعرض في رمضان، حيث نقل وبشكل بسيط، تفاصيل حياة أسرة تعاني الفقر والجهل في مجتمع نقي لا يزال محافظاً على الطيبة والمحبة في كثير من شؤونه.
كما أنتجت المملكة عديداً من المسلسلات التي لا تزال عالقة بالذهن مثل مسلسل "صور من الحياة"، و"لا يحوشك حبروك" و"وجه ابن فهره"، و"عائلة أبو كلش" و"السعد وعد" وغيرها الكثير.
وأنتجت قطر عديداً من المسلسلات التي بقيت شاهدة على تاريخها الفني العريق، ومن أبرزها مسلسل "أين الطريق؟"، و"صرخة ندم"، و"الناس الطيبين"، و"البيت الكبير" و"العرندس"، و"بيت المغتني"، و"أيام العمر"، وغيرها كثير من الأعمال الدرامية.
وفي الكويت تعتبر مسلسلات "زوارة الخميس"، و"حبابة" و"مذكرات جحا" والتي تم عرضها في مواسم رمضانية عديدة، من أبرز الأعمال الكويتية التي لاقت شعبية واسعة.
ويصنف مسلسل "سعدون" الذي يحكي قصصاً واقعية من الواقع البحريني في حقبة الخمسينيات، من أشهر الأعمال التي حظيت بشعبية كبيرة في تاريخ الفن البحريني، فضلاً عن مسلسل "فرجان لول" و"بيت العود".
وفي عُمان حقق مسلسل "عايش زمانه" الذي عُرض في رمضان 1994، ومسلسل "سعيد وسعيدة" المعروض في رمضان 1991، شعبية خليجية، إضافة إلى عديد من الأعمال الأخرى.
كما اشتهرت في دول الخليج كثير من المسلسلات الكوميدية القديمة مثل "درب الزلق" و"إشحفان" ومسلسل "خالتي قماشة"، والتي كانت ترسم البسمة والبهجة على وجوه المشاهدين.
برامج تلفزيونية
ويعد برنامج "على مائدة الإفطار" الذي أنتجه التلفزيون السعودي، ويقدمه الأديب الشهير الشيخ علي الطنطاوي، أحد أشهر البرامج الرمضانية في السعودية ودول الخليج.
وحظيت برامج المسابقات بشعبية سعودية كبيرة في رمضان، يتصدرها برنامج "حروف" الذي قدمه في منتصف الثمانينيات المذيع ماجد الشبل، وكذلك برنامج "سباق المشاهدين" الذي قدمه حامد الغامدي وارتبط بشهر رمضان لدى المشاهدين.
وفي الكويت اشتهر برنامج "بو طبيلة" وكثير من البرامج ومسلسلات وأفلام ومنوعات وفوازير ومسابقات.
ويعتبر برنامج "افتح يا سمسم" من النماذج الخليجية في مجال البرامج التلفزيونية؛ التي ارتبط اسمها مع الشهر الفضيل، وهو أطول برنامج تلفزيوني تعليمي متسلسل للأطفال عُرض في العالم.
كما قدمت دول الخليج كثيراً من برامج المسابقات والفوازير الرمضانية والمواعظ وبرامج الأسرة والنصائح الصحية التي حظيت بشعبية واسعة وترسخت في ذاكرة مواطني دول مجلس التعاون.
البرامج الإذاعية
وقدمت السعودية عديداً من البرامج الإذاعية المرتبطة بالشهر الكريم، وكان "يوميات أم حديجان" أول مسلسل سعودي اجتماعي يذاع في رمضان، كما اشتهرت عديد من البرامج والمسلسلات الصوتية مثل "طريق المحبة" و"أرضنا الطيبة"، و"مجلس أبوحمدان" وغيرها العشرات.
وفي قطر كانت الإذاعة تقدم في رمضان تمثيلية محلية اسمها "سوالف بوطحنون"، والتي حظيت بمتابعة كبيرة وأصبحت لها شعبية وجماهيرية.
ونجح برنامج "سوالف إمسيان" الذي كان يتم تقديمه قبل أذان المغرب بـاللهجة المحلية، في كسب قلوب المستمعين القطريين، وترك لديهم ذكريات جميلة.
كما قدمت الإذاعات المسموعة في دول الخليج خلال السنوات الماضية، عشرات البرامج الدينية والثقافية والكوميدية وبرامج الفوازير والمسابقات والتي بقيت عالقة في ذاكرة متابعيها عبر السنين.
تطور ملحوظ
ويلفت الناقد الفني ياسر البراك إلى أن الدراما التلفزيونية الخليجية ليس لها تاريخ طويل في الظهور على الشاشة إلا مع أواخر عقد الستينيات وبداية السبعينيات، وهي بداية متأخرة بالقياس إلى الدراما العربية، خاصةً المصرية.
ويضيف في حديثه لـ"الخليج أونلاين"، أن ما يُحسب للدراما الخليجية أنها تطورت بشكل كبير خلال العقود القليلة الماضية، عبر استقطابها مختلف الكفاءات العربية في ميدان الإنتاج الدرامي؛ تأليفاً وتمثيلاً وإخراجاً.
وقد كانت الدراما الكويتية من أوائل الدراما الخليجية التي تركت تأثيراً واسعاً على الجمهور الخليجي عامة، خاصةً مسلسل "درب الزلك" عام 1977، ومسلسلات أخرى في عقد الثمانينيات أمثال: "إلى أبي وأمي مع التحية" سنة 1980، و"أبلة منيرة" سنة 1982، و"خرج ولم يعد" سنة 1982، و"خالتي قماشة" سنة 1983، و"رقية وسبيكة" سنة 1986، حسبما يشير البراك.
وأوضح البراك أن الحال استمر كذلك في عقد التسعينيات مع مسلسلات متميزة أخرى مثل: "طاش ما طاش" سنة 1993 بمواسمه العديدة، و"زمان الإسكافي" سنة 1998، وصولاً إلى عقد الألفين، حيث شهد الإنتاج الدرامي طفرة نوعية وقدم مسلسلات مميزة مثل: "الحيّالة" سنة 2003، وغيرها من المسلسلات التي ساهمت بشكل كبير في تكوين الذائقة الفنية للمجتمعات الخليجية عموماً.
وبيّن أن "من علامات التميز في المسلسلات الخليجية القديمة عن مثيلاتها هذا اليوم، أنها كانت تقدم أحداثاً واقعية بعيدة عن الافتعال والمبالغة كما يجري الآن في بعض المسلسلات، فضلاً عن معالجتها للمشكلات الاجتماعية التي كانت بسيطة وغير معقدة قبل أن تتطور المجتمعات الخليجية وتتعقّد بُناها السيكولوجية بفعل التطور التكنولوجي الحاصل".