ما هي "القرابين اليهودية" التي أشعلت الأحداث في المسجد الأقصى؟.. أستاذ إسرائيليات يوضح للشبيبة

الحدث الأربعاء ٠٥/أبريل/٢٠٢٣ ٢٠:٤٠ م
ما هي "القرابين اليهودية" التي أشعلت الأحداث في المسجد الأقصى؟.. أستاذ إسرائيليات يوضح للشبيبة
القرابين اليهودية

القاهرة – الشبيبة

بات المسجد الأقصى المبارك ومحيطه على صفيح ساخن منذ بداية شهر رمضان بعد جولات من الكر والفر بين شرطة الاحتلال والمصلين. وازدادت حدة المواجهات في ظل تزامن الشهر الفضيل مع اقتحامات المستوطنين اليهود المتطرفين للحرم الشريف احتفالا بما يسمى بـ"عيد الفصح" اليهودي، ولم يعد أمام الفلسطينيين سبيلا لمواجهة هذه الاقتحامات سوى بالرباط والاعتكاف داخل المسجد قبل حلول العشر الأواخر من شهر رمضان.

وقال الدكتور محمد عبود، أستاذ اللغة العبرية والدراسات الإسرائيلية بجامعة عين شمس في مصر لـ"الشبيبة" إن "بيساح بالعبرية" أو عيد الفصح بالعربية هو أكثر الأعياد الدينية قداسة عند اليهود. وفي عطلته التي تصل لمدة 7 أيام، يُحيي اليهود ذكرى خروج بني إسرائيل من مصر، ونجاتهم من فرعون وعمله. ويحل هذا العيد في شهر أبريل ومع بدء احتفالات الربيع، وتنص التشريعات اليهودية على أن يلتزم اليهود بالتقشف والزهد تأسيا ببني إسرائيل الذين فروا في جنح الظلام من فرعون وجنوده. ويمتنع اليهود عن أكل الحلويات والطعام الشهي وحتى الخبز المختمر. ويأكلون فطيرا غير مختمر وسيء المذاق وبعض الأطعمة البسيطة. وعند جلسوهم إلى مائدة الطعام، يروي رب الأسرة لأبنائه قصة خروج بني إسرائيل من مصر، ويتناوب أفراد العائلة تلاوة فقرات من التوراة، ثم يأكلون وجبة الفصح، ويشربون أربعة كؤوس من الخمر في جو ديني.

وأضاف أن هذا الشكل الاحتفالي الذي استقر عليه اليهود حاليا في الكيان الصهيوني وخارجه، انضاف إليه في العصور القديمة، بحسب الأساطير اليهودية، قيام الكهنة بذبح قربان حيواني، وتقديمه في الهيكل المزعوم عشية عيد الفصح، ونثر دمائه تخليداً للقصة التوراتية التي تقول إن الله أمر موسى عليه السلام أن يُكلف بني إسرائيل بذبح قربان ووضع علامة دم على أبواب بيوتهم حتى لا يدخلها الملاك المُكلف بقتل كل الأولاد البكريين في بيوت المصريين حتى يرضخ فرعون ويسمح لبني إسرائيل بالخروج من مصر. وقد توقفت هذه الشعيرة القربانية منذ مئات السنين بسبب دمار الهيكل المزعوم، ولعدم وجود مذبح شرعي واشتراطات دينية أخرى. واستبدل فقهاء اليهود القرابين بعبادات روحية كثيرة أبرزها الصلوات.

وأوضح أن الغرض مرض، والرغبة الإسرائيلية المحمومة في السيطرة على المسجد الأقصى، وطرد المسلمين من ساحاته، دفعت اليهود المتطرفين إلى تشكيل جماعات إرهابية تسمى "حركات الهيكل"، هدفها المعلن دق "مسمار جحا" في ساحة المسجد ومزاحمة المسلمين فيه كخطوة أولى يتبعها هدم قبة الصخرة وبناء الهيكل المزعوم وإحياء الطقوس التلمودية وتقديم القرابين في الساحة الشريفة!

وأكد أن جماعات الهيكل هذا العام دعت المستوطنين إلى ذبح قرابين من خراف وماعز في المسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان الفضيل، بحجة الاحتفال بعيد الفصح، وقدمت إغراءات مالية لمن ينجح في ذبح القرابين! ونظمت دورة تدريبية لتعليم المستوطنين شعائر الذبح على الطريقة اليهودية قرب المسجد الأقصى!

وأشار إلى أن الحركة الإرهابية اليهودية علقت في القدس المحتلة إعلانات مستفزة على الجدران، خصصت فيها مكافآت مالية تصل إلى 25 ألف شيكل (حوالي 7 آلاف دولار) لمن يتمكن من ذبح قربان في ساحة الأقصى، و2500 شيكل (حوالي 700 دولار) في حال تم اعتقال ناشط يهودي داخل الأقصى ومعه "القربان".

وفي المقابل لم يعد أمام الفلسطينيين والمقدسيين سوى الرباط في المسجد الأقصى، وبدء الاعتكاف مبكرا هذا العام لحماية الحرم الشريف من اعتداءات المستوطنين، ومواجهة الاقتحامات ومؤامرات التقسيم الزماني والمكاني للحرم القدسي بين اليهود والمسلمين كخطوة أولى قبل طرد المسلمين من ثالث الحرمين الشريفين.

يذكر أن الشهيد "محمد العصيبي" راح ضحية المواجهات مع شرطة الاحتلال في بداية الشهر الفضيل، ويتوقع المقدسيون أن يرتفع عدد الشهداء هذا الأسبوع في ظل التطرف الذي يسيطر على الحكومة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو وبن جفير، وفي ظل الصمت العربي على ما جرى من اقتحامات وتدنيس للمسجد الأقصى أثناء عيد الفصح الذي تقاطع مع شهر رمضان خلال العام الماضي أيضا.

وأكد أستاذ اللغة العبرية أن الموقف في المسجد الأقصى لم يعد يحتمل المزيد من الاقتحامات والتدنيس، ولم يعد يحتمل المزيد من التجاهل، وغض الطرف عن ممارسات المتطرفين اليهود، ومحاولاتهم المستميتة لفرض أمر واقع جديد، وتحقيق مخططهم الجنوني والمعلن والذي يبدأ بتقديم القرابين في ساحة الحرم الشريف، ثم طرد المسلمين من المسجد، وهدمه بحجة التنقيب عن الهيكل المزعوم!