العمانية - الشبيبة
تعد قرية الفراعة واحدة من القرى الجميلة بوادي السحتن بولاية الرستاق في محافظة جنوب الباطنة، وتتميز بموقعها الذي يعانق قمم الجبال المحيطة بها، كأنها برج مراقبة لعمق الوادي، وتحتمي من جانب آخر بالجبل الشاهق المحاذي لسلسلة جبل شمس.
وتبعد القرية عن بلدة الحزم بولاية الرستاق ما يقارب 55 كيلومترًا، وعن تقاطع الولاية في بلدة الغشب بحوالي 45 كيلومترًا.
ويتميز مسار الطريق المؤدي إلى المواقف الداخلية للقرية بأنه طريق مسفلت، وقبل وصول الزائر إلى القرية يمكنه الاستمتاع بمشاهدة توزع القرى بطابعها الزراعي القديم، وتداخل المنازل الحديثة فيها، كما يوجد فيها طريق جبلي يربطها بمحافظة الداخلية، كان يستخدم قديمًا للتنقل ونقل الأمتعة، ويؤدي إلى قرية مسفاة العبريين بولاية الحمراء.
ومع نهاية الشارع الرئيسي المسفلت في قرية الفراعة يبدأ المسار الداخلي للقرية، وهو مسار ضيق يأخذ صعودًا ونزولًا بمحاذاة مجرى الوادي ليوصل إلى مشارف البيوت الواقعة على ضفتي السفح الجبلي، ومن هذا التفرع أتى اسم القرية حيث يبرز تفرع منازلها ومزارعها على ضفتي الجبل، وتنفصل في وقت نزول الوادي، لذا فإن الوصول للمنازل القديمة على القمة المرتفعة من الجبل يتطلّب المشي صعودًا لما يزيد عن 100 درجة.
ويستمتع الزائر عند وصوله لقرية الفراعة بعلو الموقع وانحدار البيوت، وتوزعها المتداخل على بعضها، وترابطها الذي يشعرك بأن كل القاطنين فيها سابقًا كأنهم يعيشون تحت سقف منزل واحد، تربطهم حياة اجتماعية بسيطة في مكوّناتها، ولكنها ثرية في عطائها.