احذروا.. العروض الترويجية البراقة

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ١٠/مايو/٢٠١٦ ٠٠:٤٤ ص
احذروا.. العروض الترويجية البراقة

ناصر بن سلطان العموري
abusultan73@gmail.com

ماذا نعرف عن العروض الترويجية والاعلانات المضللة؟! هي كما يصنفها الباحثون "ترتكز على تغيير الحقائق وتقدم بيانات غير صحيحة للمستهلك، حيث باتت تطل برأسها بشكل كبير وفي كل آن وحين وبأشكال إعلانية وترويجية متعددة وكلها تهدف لإغراء المستهلك ودفعه للشراء ليتفاجأ بعد ذلك بأن الصورة التي رسمها الإعلان في مخيلته للمنتج تختلف تماماً عن الواقع".
تنتشر إعلانات العروض الترويجية في كل مكان فنجدها تارة في الصحف وفي مواقع التواصل الاجتماعي (الاعلام البديل) وعبر الرسائل النصية وعبر الاوراق الملونة الزاهية على السيارة عند توقفها، كما أصبح الاعلان يتبعك إلى بيتك فتجده معلقا على الباب بل أصبح كالهواء يلاحق الانسان أينما حل وارتحل، والتبضع والتسوق يجب أن يكون لحاجة الانسان لغرض ما وسلعة معينة، والحذر كل الحذر من الانجرار وراء العروض الترويجية التي تنصب شراكها للمستهلكين وتنجح في جذبهم في أحيان كثيرة فنجد أن أغلب المعروض من السلع الغذائية لأنهم يدركون أنه الطعم الذي يجذب المستهلك فامتلاء المعدة هو الاهم في نظر البعض رغم انها بيت الداء وقد يجهل الكثيرون ان مثل تلك العروض الترويجية مخصصة ربما للمطاعم والجهات ذات الاستعمال الكثيف والمتعدد.
ومما يدعو للاسف أن نجد عائلة عدد افرادها لا يتعدي اصابع اليد يشترون مواد غذائية تمثل ضعف عددهم، فينبغي تحكيم العقل هنا ومراعاة كل مستهلك لميزانيته وألا يشتري أكثر من حاجته ويضغط على نفسه ويتحمل مشقة الطريق إلى مناطق بعيدة بحجة انها تقدم عروضا ترويجية مذهلة وهي فى الاخير ربما تكون اسعارها اكثر او مماثلة للمتجر الذي في ولايته. والذي لا يعرفه الكثيرون هنا أن من الخدع التي تمارس فى العروض الترويجية ان العرض الترويجي او التخفيضات تستمر لعدة أيام، أما كمية المواد المعروضة فهي ليومين فقط، فالتجار أصبحوا أكثر ذكاء ودراية في عملية جذب المستهلكين بكافة الطرق المشروعة وغير المشروعة، المهم أنه يأتي، وعندما يجد نفسه قد قطع مشوارا طويلا ومتعبا وأن المعروض الذي يقصده نفد وانتهى فسوف يضطر أن يشتري اخر ربما هو غير محتاج له.
ومن هنا تبدأ اللعبة، حينما تمتلئ العربة بمنتجات ومواد استهلاكية جلها غير مرغوب فيه من قبل المستهلك لاسيما اذا علمنا ان هناك قرارا من وزارة التجارة والصناعة يستثني المواد الغذائية من التخفيض أقل من 20% بعكس المنتجات الاخرى.. ومعنى هذا ان التخفيض يمكن ان يصل الى خمسين بيسة او مائة بيسة فهل هذا بالله عليكم تخفيض مغر يجبر الواحد على تحمل مشقة الطريق والازدحام في اماكن التسوق المنفذه لتلك العروض؟
يجب على المستهلك زيادة البحث والتقصي قبل الشراء والفحص بدقة والرجوع إلى ذوي الاختصاص للمزيد من المعرفة، وأن يعلم أن الاستهلاك غير الصحيح يؤدي إلى الفقر وصرف المدخرات.
وتكثر الاعلانات والعروض الترويجية في شهر رمضان والمناسبات الاخرى. ويجب على المستهلك هنا أن يتحلى بالوعي الكافي حتى لا يقع فريسة لمثل هذه الاعلانات. ونطالب جهات الاختصاص بوضع رقابة فاعلة لوقف هذه الاعلانات التي لا تخدم المستهلك ولا المجتمع ولا حتى الاقتصاد.
ومن الاهمية بمكان وجود معايير محددة للالتزام بمبادئ النزاهة والمصداقية من قبل منفذي الإعلان وذلك لضمان حق المستهلك في الحصول على سلع آمنة سليمة دون تضخيم وتهويل من جانب العروض الترويجية. ويجب على القنوات المنفذة للاعلانات أيا كان شكلها ونوعها وضع معايير أخلاقية مهنية لضمان النزاهة والمصداقية في المعلومات المنشورة بها من جهة ولضمان حقوق المستهلك في المعرفة الصحيحة عن مكونات المنتج وشروط بيعه للمستهلك من جهة اخرى.
ندائي لكل المستهلكين.. احذروا العروض الترويجية البراقة، فليس كل ما يلمع ذهباً.