بقلم: سالم العبدلي
بعد افتتاح متحف عمان عبر الأزمان نستطيع القول بأننا اصبحنا الآن على طريق الصحيح فيما يخص السياحة الثقافية ، فهذا المتحف الذي دشنه مؤخرا جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله - ووضع حجر أساسه المغفور له بإذن لله تعالى جلالة السلطان قابوس - طيب الله ثراه عام 2015 م يعتبر مفخرة لعمان فهو يحكي عن تاريخ موغل في القدم وحقب زمنية طويلة تمتد الى حوالي 800 مليون سنة وعراقة هذه الارض والتي تمتد الى 11 ألف سنة حسبما أثبته احدث البحوث والمكتشفات الاثرية لتاريخ وحياة الانسان في عمان بأسلوب مشوق وباستخدام الوسائل و التقنيات الحديثة .
ويعتبر متحف عمان عبر الازمان نموذجا للمتاحف الحديثة والتي تستخدم اخر ما توصل اليه العلم من تقنيات العرض والابهار والجذب للزائر ،و حسب المعلومات التي نشر عن المتحف فإن : «المبنى أختير بشكله المميز الذي يشبه أيقونة لعصر النهضة، وبشكله الذي يترجم إبداع العمارة العمانية بأسلوب عصري حديث ، وبأشكال هندسية إبداعية جميلة ، وباختيار المواد المستخدمة في بنائه، فمن الشكل الخارجي الذي يشكل تناغما وانسجاما مع سلسلة الجبال العمانية، ليكون كجزء من المعلم الطبيعي بأسلوب عصري، فمن الخارج إلى الداخل ليس المتحف إلا صورة لحضارة عمان وعظم مكنوناتها التاريخية والطبيعية والمعمارية».
أصبح لدينا الان أكثر من معلم تراثي وثقافي فبالاضافة الى دار الأوبرا السلطانية هناك القلاع والحصون والتي تنشر في معظم المحافظات والمتاحف التي تتحدث عن عمان وتاريخها وتوثق بالصوت والصورة حياة الانسان العماني على مر التاريخ فالاضافة الى المتحف الوطني في مسقط العامرة يوجد كذلك بيت الزبير والمتحف العماني الفرنسي وبيت البرندة في مطرح ومتاحف في بعض القلاع والحصون إضافة الى متاحف أهلية صغيرة اقيمت بمبادرة من بعض المواطنين في بعض الولايات وجميع هذه المعالم يمكن ان تكون ذات جذب سياحي.
القرى والحارات القديمة والتي بعضها تم ترميمها مثل حارة البلاد في ولاية منح بمحافظة الداخلية والحارات المنتشرة في ولايات بعض المحافظات والتي تم تحويل بعضها الى نزل بمبادرة اهلية من بعض الشباب ولقيت اقبالا كثيرا من السياح الاجانب ، كل هذه المعالم والمواقع عبارة عن ثروة وطنية ينبغي استغلاها الاستغلال الامثل من خلال استقدام واستقطاب السياح من داخل وخارج السلطنة سواء الذين يأتون مباشرة من دولهم أو أولئك المقيمين في دول مجلس التعاون الخليجي وبعض السياح خصوصا القادمين من دول اوربا والذين تستهويهم زيارة المعالم الحضارية والتاريخية والمناطق القديمة.
الاهتمام بصناعة السياحة التاريخية في بلد مثل عمان وفي ظل وجود المقومات والمعالم التي اشرنا اليها أصبح ضرورة ولابد لوزارة التراث والسياحة ان تتبنى برامج مكثفة ومركزة وان تقيم المعارض المتخصصة لابراز هذه المعالم والتي تعتبر كنزا وطنيا للأجيال الحالية والمستقبلية ، ولابد من اصدار الافلام الوثائقية ومقاطع الفيديو وما تسمى بالفيديو كليب بإخراج جميل ومشوق وباستخدام تقنية الثري دي وغيرها من التقنيات الحديثة هذه المقاطع عادة تننشر بسرعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة وتلقى قبولا كبيرا من قبل المتلقين.