الشبيبة - العمانية
أكّدت وزارة الصحة على أهمية تأجيل السفر في الوقت الحالي إلى الدول الموبوءة بمرض فيروس ماربورغ إلا عند الضرورة القصوى.
ونبّهت الدكتورة أمل بنت سيف المعنية المديرة العامة لمراقبة ومكافحة الأمراض بوزارة الصحة لوكالة الأنباء العُمانية على أهمية أن يعزل المسافرون (القادمون) أنفسهم عن الآخرين والتوجه إلى أقرب مؤسسة للرعاية الطبية (أقسام الطوارئ في مرفق الرعاية الطبية) إذا أصيبوا بالحمى والقشعريرة وآلام العضلات والطفح الجلدي والتهاب الحلق والإسهال والضعف والقيء وألم في المعدة أو نزيف غير مبرر من أيّ مكان أو ظهور كدمات في الجسم أثناء السفر أو بعده (حتى 21 يومًا)، وإبلاغ الطبيب أنهم ذهبوا إلى منطقة بها مرض فيروس ماربورغ.
وقالت لوكالة الأنباء العُمانية إنّ المشاركة المجتمعية تُعدُّ المفتاح الرئيس للسيطرة على الفاشيات بنجاح عبر إذكاء الوعي بعوامل خطر الإصابة بعدوى فيروس ماربورغ والتدابير الوقائية التي يمكن للأفراد اتخاذها كونها تُمثل وسيلة فاعلة للحدّ من انتقال العدوى بين البشر.
وأشارت إلى أنّ مرض فيروس ماربورغ (MVD) أو المعروف سابقًا باسم حمى ماربورغ النزفية، ينتج عن فيروس من عائلة فيولافريدي اسمه فيروس ماربورغ وهذا الفيروس مشابه لفيروس الإيبولا ويمكن أن يسبب النزيف والحمى وأعراضًا أخرى مشابهة أيضًا لمرض فيروس الإيبولا.
وأضافت أنه تمّ وصف مرض فيروس ماربورغ لأول مرة في عام 1967، في مدينتي ماربورغ و فرانكفورت والعاصمة اليوغوسلافية بلغراد حيث تمّ اكتشاف هذا الفيروس بين عمال المختبر الذين تعرضوا لأنسجة القرود الخضراء الأفريقية المصابة (Cercopithecus aethiops) المستوردة من أوغندا وكانت الفاشيات الطبيعية لـ MVD قليلة وتمّ الإبلاغ عنها فقط من إفريقيا.
وحول انتقال المرض أشارت الدكتورة أمل المعنية إلى أنّ انتقال الفيروس بين البشر تقتضي مخالطة أحد المصابين به عن كثب حيث إنّ الفيروس لا ينتقل بين البشر أثناء فترة حضانته، مُشيرة إلى أنّ فترة الحضانة تكون من يومين حتى 21 يومًا.
ووضّحت أنّ الشخص يمكن أن يُصاب بالعدوى جرّاء ملامسة دم المريض أو سوائل جسمه الأخرى (البراز والقيء والبول واللعاب والإفرازات التنفسية) التي تحتوي على الفيروس بتركيزات عالية كما يمكن أن ينتقل الفيروس عبر المني، فقد تم اكتشاف الفيروس في مني المصابين به بعد شفائهم السريري من المرض بفترة بلغت سبعة أسابيع.
وبينت أنّ قدرة المصابين تزداد على نقل العدوى كلّما تطوّر المرض لديهم، وتبلغ تلك القدرة ذروتها خلال مرحلة المرض الوخيمة حيث يمكن أن ينتقل المرض عبر استخدام معدات الحقن الملوّثة بالفيروس أو التعرّض لوخز الإبر الملوّثة به ويؤدي إلى وقوع حالات أشدّ وخامة وتدهور الحالة الصحية بسرعة وزيادة احتمال الوفاة.
وأفادت بأنّ علامات وأعراض مرض فيروس ماربورغ في الإنسان تبدأ فجأة بصداعٍ حادٍ ووعكة شديدة ومن أعراضه الشائعة أيضًا الأوجاع والآلام العضلية وعادة ما يتعرّض المريض لحمى شديدة في اليوم الأوّل من إصابته، يتبعها وهن تدريجي وسريع.
وذكرت أنّه في اليوم الثالث تقريبًا يُصاب المريض بإسهال مائي حاد وألم ومغص في البطن وغثيان وتقيّؤ ويمكن أن يدوم الإسهال أسبوعًا كاملًا، وفي الفاشية التي وقعت في أوروبا في عام 1967 كان الطفح غير المسبّب للحكّة من السمات التي لوحظت لدى معظم المرضى في الفترة بين اليوم الثاني واليوم السابع من ظهور الأعراض عليهم.
وأشارت إلى أنّ أعراضًا نزفية وخيمة تظهر على الكثير من المرضى في الفترة بين اليوم الخامس واليوم السابع، حيث إنّ الحالات المميتة تتسم عادة بشكل من أشكال النزف من مواضع عدة ومن الملحوظ أنّ وجود الدم في القيء والبراز يصحبهُ في كثير من الأحيان نزف من الأنف واللثّة والمهبل.
وبينت أنّ استمرار الحمى الشديدة خلال مرحلة المرض الوخيمة قد تصل إصابة الجهاز العصبي المركزي إلى حالات من التهيّج والعدوانية، كما تمّ الإبلاغ في بعض الأحيان عن وقوع حالات من التهاب الخصية في المراحل المتأخّرة من المرض (اليوم الخامس عشر) وفي الحالات المميتة تحدث الوفاة في الفترة بين اليوم الثامن واليوم التاسع بعد ظهور الأعراض.
ولفتت إلى أنه قد يكون من الصعب التمييز سريريًّا بين مرض فايروس ماربورغ والأمراض المعدية الأخرى مثل الملاريا وحمى التيفوئيد وداء الشيغيلات والتهاب السحايا والحمى النزفية الفيروسية الأخرى مشيرةً إلى أنه يتمُّ التأكد من أنّ الأعراض ناجمة عن عدوى فيروس ماربورغ باستخدام طرق التشخيص عبر اختبار الأجسام المضادة IgG و IgM، وفحص RT-PCR، وعزل الفيروس والمجهر الإلكتروني.
وقالت إنّ جميع الفئات العمرية معرضة للعدوى، ولكنّ الملحوظ أنّ معظم الحالات حدثت في البالغين وقبل الفاشية الأنغولية كانت الحالات التي تصيب الأطفال نادرة جدًا، ففي الفاشية التي وقعت في جمهورية الكونغو الديمقراطية في الفترة بين عامي 1998 و2000، وهي أكبر الفاشيات المُبلّغ عنها قبل فاشية أنغولا، لم تبلغ الحالات المُسجّلة بين الأطفال دون سن الخامسة إلاّ 12 حالة.
وأفادت الدكتورة أمل بنت سيف المعنية المديرة العامة لمراقبة ومكافحة الأمراض بوزارة الصحة بأنه لا يوجد اختبار متاح للكشف عن العدوى أثناء وجود الشخص في فترة الحضانة، لذلك يمكن أن يتمّ تشخيص المرض بمجرد ظهور العلامات والأعراض كما لا توجد حاليًّا لقاحات أو علاجات مضادة للفيروسات معتمدة لهذا الفيروس، إلا أنّ الرعاية الداعمة وعلاج الأعراض قد تُساعد في تحسُّن المريض.