العمانية - الشبيبة
أوجدت سرعة شبكة الإنترنت ظهور أسلوب جديد للعمل عن بُعد، باسم "الرحالة الرقميون".
وغالبا ما يكون هؤلاء الشباب يمارسون العمل باستخدام المواقع الرقمية، ولا يهتمون بالعمل من مكان ثابت بدولة بعينها، بل يتنقلون من دولة إلى أخرى فيجمعون بين العمل والسياحة، كما ساعدت جائحة "كورونا"، على تحويل هذه الظاهرة الهامشية إلى اتجاه آخذ في الانتشار.
ودفع ذلك الحكومات في كثير من الدول بشكل متزايد، لعرض تأشيرات الدخول على الناس، للسماح لهم بالعمل فيها على أسس مؤقتة، وقامت دول أخيرا مثل ناميبيا والإكوادور وبليز وماليزيا وألبانيا، بإصدار تأشيرات لاجتذاب الرحالة الرقميين.وفي أوروبا قلدت هذا الاتجاه كل من مالطا وكرواتيا وجمهورية التشيك وإستونيا واليونان والمجر.
وتعد كيب تاون التي تتمتع بجاذبية أوروبية وطقس حوض البحر المتوسط، "عاصمة للرحالة الرقميين" في أفريقيا، حيث تتيح بنية أساسية موثوقا بها، بما في ذلك شبكة إنترنت فائقة السرعة، إلى جانب الشواطئ والجبال ونوعية من الأطعمة عالية الجودة رخيصة السعر.
كما تعد نيروبي مقصدا آخرا في أفريقيا يلقى إقبالا، وهي أيضا نقطة بدء جيدة لفرص القيام برحلات السفاري العديدة في كينيا.وتتباين دوافع الدول، من الرغبة في تعويض خسارة السياح خلال فترة تفشي الجائحة، إلى قبول الجانب الإيجابي لأساليب العمل الهجين، بينما تريد دول أخرى أن تجذب العاملين كتعويض عن نقص الأيدي العاملة الماهرة لديها، وأيضا لما تعانيه من تزايد معدلات الشيخوخة بين سكانها.
كل ذلك يساعد على قبول الرحالة الرقميين، الذين لم تعد الدول تنظر إليهم على أنهم متسربون من سوق العمل، ولكن كرواد لنمط جديد في الحياة. ويرى الرحالة الرقميون أنفسهم كجزء من مجتمع دولي، ويتشاركون في النصائح والتجارب المتعلقة، بأفضل الأماكن للعيش والعمل على الإنترنت فيها.