الشبيبة - وكالات
يعتبر اقتناء لوحات أرقام السيارات إحدى أبرز الهوايات التي يفضلها خليجيون، وفي حين يصفها المختصون تجارة مربحة تشبه تجارة اقتناء اللوحات ومقتنيات المشاهير.
وتنتشر إعلانات بيع اللوحات المميزة، وهي تشجع الجمهور على دفع مئات الملايين لاقتناء أرقام سيارات تكون غالباً أغلى من ثمن السيارة نفسها.
أبرز ما شهدته المنطقة الخليجية مؤخراً حدث في المملكة العربية السعودية، حيث بيعت لوحة سيارات بمبلغ 4 ملايين و150 ألف ريال (1.10 مليون دولار)، وذلك خلال مزاد طرحته وزارة الداخلية، حسب "الخليج" أونلاين.
وكانت الإدارة العامة للمرور في الأمن العام بالمملكة أطلقت المزاد الذي يتضمن طرح لوحات برموز جديدة.
وأوضحت منصة "أبشِر" للخدمات الإلكترونية التابعة لوزارة الداخلية السعودية، يوم (15 مارس 2023)، أنها "بدأت لأول مرة بطرح لوحات المركبات برموز تتكون من حرف أو حرفين، إضافةً إلى الأرقام؛ لتكون إضافة استثنائية لخدمة مزاد اللوحات الإلكتروني"، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
تتبنى الإدارة العامة للمرور بالسعودية إطلاق مزاد لوحات سيارات للبيع دورياً حسب المناطق داخل المملكة من خلال الموقع الرسمي للمرور السعودي.
وتوفر الاطلاع على هذه اللوحات في المزادات، وكذلك القيمة الابتدائية لها ونوعها بالدخول على الموقع الرسمي لوزارة الداخلية.
ولشراء إحدى اللوحات يجب الاشتراك في المزاد عن طريق سداد الرسوم في المرور أولاً، ومن ثم يتم تحديد ميعاد المزاد.
الأغلى في الإمارات
الحديث عن مزاد لوحات السيارات لم تدعه إمارة دبي يمرّ مرور الكرام دون أن تضع بصمتها.
ففي مايو 2021 بيع رقم لوحة سيارة بمبلغ 38 مليون درهم إماراتي (10.4 ملايين دولار أمريكي)، دون الكشف عن شخصية المشتري للرقم المميز، لكن بعض المواقع الإخبارية ذكرت أنه إيراني الجنسية.
ورقم اللوحة هو "9 AA"، وبيع ضمن مزاد للأرقام المميزة للوحات المركبات قيل إنه لحساب حملة خيرية.
وتعتبر لوحة الأرقام بالنسبة لبعض الأفراد أكثر قيمة من السيارة المسجلة بها، وهم على استعداد لإنفاق مبالغ باهظة لمجرد الحصول على اللوحات الفريدة التي يرغبون فيها.
وسبق أن اشترى رجل أعمال هندي يدعى بالويندر ساهني، مقيم في دبي، لوحة أرقام "D5" في مزاد بقيمة 33 مليون درهم (8.9 ملايين دولار)، ووضعها على إحدى سيارات "رولز رويس" الخاصة به.
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي أنفق فيها ساهني ببذخ على لوحة أرقام، فقد اشترى قبلها اللوحة رقم "O9" بمبلغ 25 مليون درهم (6.75 ملايين دولار).
مزاد حكومي
فضلاً عن المزادات العلنية التي تقيمها مزادات قطرية تنظم الإدارة العامة للمرور في قطر مزاداً إلكترونياً لطرح الأرقام المميزة من خلال خدمة "مطراش 2".
تفيد إدارة المرور بأن تبنّيها للمزاد يؤكد أنها تعتمد مبدأ الشفافية في طرح الأرقام على الجمهور، وفق ضوابط أعلنت مسبقاً في الصحف المحلية ومن خلال صفحات وزارة الداخلية على مواقع التواصل الاجتماعي.
ووفق ما تفيد به الصحف القطرية، فإن قاعات المزادات عند طرح أرقام السيارات تكون ممتلئة؛ مما يشير إلى الإقبال الكبير على شراء أرقام السيارات المميزة.
ويبلغ مجموع ما يبيعه مزاد مطراش من أرقام لوحات السيارات ملايين الريالات.
وتشرف وزارة الداخلية القطرية ممثلة بالإدارة العامة للمرور على هذه المزادات وتتواصل اليوم المزادات على لوحات الأرقام المميزة التي تحمل شعار المونديال.
أرقام مميزة
عبر المواقع الإلكترونية ينشط بحرينيون في عرض لوحات أرقام سيارات مميزة للبيع.
فضلاً عن هذا تقام مزادات خاصة لأرقام السيارات المميزة.
نظراً إلى أهميتها عند كثيرين، فإن اقتناء لوحات السيارات يجذب مقيمين في الدول الخليجية وليس فقط المواطنين.
وفي البحرين تفيد صحيفة "أخبار الخليج" المحلية بأن رجل أعمال بنغالياً يدعى أمان عبد الرحمن علي، استطاع أن يقتنص أفضل رقم للوحة سيارة خلال مزاد أقيم في وقت سابق.
ورست على عبد الرحمن علي اللوحة رقم 600000 بمبلغٍ قدره 360 ألف دينار (955 ألف دولار)، وأيضاً رسا على الشخص نفسه رقم 600006 بمبلغ 150 ألف دينار (398 ألف دولار).
وفي الكويت وسلطنة عُمان تنتشر طلبات لشراء لوحات أرقام مميزة وأخرى لعرض هذه الأرقام على مواقع إلكترونية.
أهمية الأرقام المميزة
بحسب متابعة "الخليج أونلاين" فإن ما يميز أرقام لوحات السيارات ليكون سعرها مرتفعاً أن تكون قليلة الأعداد، أي تتكون من رقم واحد أو رقمين أو ثلاثة.
بعض اللوحات المرغوبة يصل عدد أرقامها إلى ستة أو سبعة أرقام؛ لكنها تكون غالية لكونها مكونة من رقم واحد، مثلاً "666666" أو "5555555"، أو تكون من رقمين مميزين أو ثلاثة أرقام مميزة، مثل "202020" أو 500500".
أيضاً هناك أرقام تطابق تاريخاً معيناً؛ مثل تاريخ استقلال الدولة، أو تاريخ ميلاد شخصية ما، وغيرها من المناسبات، لذلك يكون البحث عنها واسعاً على مواقع الإنترنت.
وبحسب تقارير توردها صحف خليجية، فإن كثيرين يعود هوسهم بالأرقام المميزة للسيارات إلى الفخامة التي تكتسبها السيارة بوجودها، بحسب اعتقادهم.
كما تستغل مكاتب تأجير السيارات هذه الرغبة في تزويد سيارات فاخرة بأرقام لوحات مميزة، ويتم تأجير هذه السيارات بأجور مرتفعة، وهو ما يشتهر خاصة في الإمارات.
واقتران السيارة الفخمة برقم مميز يعطي فخامة أكبر لسيارة الإيجار، ومن ثم مكانة اجتماعية لسائقها، كما يعتقد كثيرون؛ إذ هناك ثالوث يطغى على أذهان الشباب هو نوعية السيارة وموديلها ورقمها المميز.
دعم للاقتصاد
الخبير الاقتصادي سعد العبيدي يقول لـ"الخليج أونلاين"، إن "هوس" شراء الأرقام المميزة الذي ينتشر في دول الخليج، على الرغم من أن كثيرين يعتبرونه مزاجياً ومكلفاً، وأنّ بيع أرقام سيارات بملايين الدولارات غير مُجدٍ ويجمد مبالغ كبيرة بدلاً من تحريكها، لكنه يقول: "أنا أذهب بالضد من هذا الرأي".
ويعتقد العبيدي أن "عملية الشراء من المزاد لأي بضاعة كانت، تعني أن هناك إمكانية عرض البضاعة بالمزاد مرة أخرى بسعر أعلى، مثلما هو حال الأشياء الثمينة أو النادرة، وهذا يعني أنه يمكن تحقيق أرباح من هذه العملية"، مؤكداً "أهمية ألا ينظر الناس إلى نوع البضاعة التي تعرض في المزادات، بل إلى إمكانية تحقيق ربح منها عند عرضها مرة أخرى للبيع في المزاد في حال تم شراؤها".
وأضاف: "المزادات تعطي فرصة لتحريك الاقتصاد في أي بلد بالعالم، وهو ما يفهمه عدد كبير جداً من المتعاملين في هذا المجال بمختلف الدول والذي يوفر أرباحاً كبيرة لهم".
ويضرب العبيدي مثلاً بـ"اللوحات الفنية لكبار رسامي العالم التي تضاعف سعرها لمئات آلاف الدولارات خلال أعوام، وإذا أخذنا مثالاً آخَر، ملابس كبار المشاهير في العالم، سواء كانوا ممثلين أو مغنين أو تشكيليين أو رياضيين أو علماء أو أدباء أو سياسيين وغيرهم، فسنجد أن هناك متاحف عديدة تقتني هذه الأشياء وتباع بمزادات عالمية وأسعارها في ارتفاع".
من جانب آخر يرى العبيدي أن المزادات تجذب هواة ومقتنين من مختلف أنحاء العالم، "وهو ما يعزز قطاع السياحة"، فضلاً عن هذا كله فإن الخبرة في المزادات والبيع والشراء "مهمة جداً إن امتلكتها نسبة كبيرة من مواطني أي بلد؛ لكونها تدفع إلى التوسع في اقتناء أشياء أخرى مهمة غير لوحات أرقام السيارات مثل التحف وغيرها"، بحسب العبيدي.