كوريا الشمالية تتحدى عقوبات الأمم المتحدة

الحدث الاثنين ٠٩/مايو/٢٠١٦ ٢٣:٤٩ م
كوريا الشمالية تتحدى عقوبات الأمم المتحدة

بيونجيانج –عواصم - ش – وكالات

ذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية أن كوريا الشمالية قالت إنها ستعزز بشكل أكبر قدراتها في مجال الأسلحة النووية للدفاع عن النفس في قرار تمت الموافقة عليه خلال مؤتمر لحزب العمال الحاكم في تحد لقرارات الأمم المتحدة.
والمؤتمر يعد الأول الذي يعقد للحزب الحاكم منذ 36 عاما ومنحت كوريا الشمالية تأشيرات لعشرات من الصحفيين الأجانب من 12 دولة يتم مراقبة تحركاتهم عن كثب. واعتقل صحفي في هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) بسبب مضمون تغطيته وتم طرده من البلاد على الرغم من أنه لا يغطي فاعليات المؤتمر بشكل مباشر.

ضغوط دولية
وتعرضت كوريا الشمالية لضغوط دولية مكثفة بشأن برنامجها للأسلحة النووية بما يشمل فرض عقوبات أكثر صرامة من الأمم المتحدة في مارس آذار وساندت الصين حليفة بيونجيانج تلك القرارات في أعقاب أحدث تجربة نووية أجرتها في يناير كانون الثاني.
ويضفي قرار المؤتمر صفة رسمية على موقف سابق لكوريا الشمالية التي أعلنت نفسها "دولة مسؤولة تمتلك أسلحة نووية" واستبعدت استخدام الأسلحة النووية إلا في حالة انتهاك سيادتها أولا من دول لديها أسلحة نووية.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية "سنتمسك باستمرار بالخط الاستراتيجي الذي يدفع في آن واحد البناء الاقتصادي وبناء قوة نووية وتعزيز قوة الدفاع الذاتي النووية كما ونوعا مادام الامبرياليون يواصلون تهديدهم النووي وممارساتهم الاستبدادية."
وتبقى الكوريتان في حالة حرب من الناحية الفنية منذ صراعهما الذي امتد بين عامي 1950 و1953 الذي انتهى بهدنة دون التوقيع على معاهدة سلام. وتشكل كوريا الشمالية تهديدا لكوريا الجنوبية وحليفتها الولايات المتحدة التي تتهم الشطر الكوري الشمالي بالتخطيط لهجوم نووي.
ويعتقد مسؤولون وخبراء من كوريا الجنوبية أن كيم سيستخدم المؤتمر لتعزيز قبضته على السلطة. وتولى كيم السلطة في عام 2011 بعد وفاة والده.
ومنذ أحدث حزمة من قرارات الأمم المتحدة استمرت كوريا الشمالية في تطوير صواريخ وأسلحة نووية وزعمت أنها نجحت في تصغير رأس نووي وإطلاق صاروخ باليستي من غواصة.

جولة غامضة
وأدانت كوريا الجنوبية وصف جارتها الشمالية لنفسها بأنها دولة أسلحة نووية وقالت إنها ستواصل ممارسة الضغط على بيونجيانج لحين تخليها عن طموحاتها النووية.
ويعتقد خبراء غربيون أن كوريا الشمالية لديها نحو 40 كيلوجراما من البلوتونيوم وهي الكمية التي تكفي لبناء ما بين ثمانية إلى 12 سلاحا نوويا.
ولم يتم بعد منح إذن بالدخول إلى وقائع المؤتمر للصحفيين الأجانب الذين منحوا تأشيرات دخول لكوريا الشمالية لتغطية فاعلياته التي بدأت منذ يوم الجمعة بحضور 3467 موفدا يجتمعون في مركز 25 أبريل الثقافي. ولم يتم إعلان موعد لانتهاء المؤتمر بعد لكن مسؤولي كوريا الجنوبية توقعوا أن يستمر أربعة أو خمسة أيام.
وقالت (بي.بي.سي) اليوم الاثنين إن كوريا الشمالية اعتقلت مراسلها هناك روبرت وينجفيلد-هيز تمهيدا لترحيله بسبب تغطيته الإخبارية. ووصل وينجفيلد-هيز قبل بدء المؤتمر لتغطية زيارة مجموعة من الحائزين على جائزة نوبل.
واصطحبت وفود وسائل الإعلام الزائرة اليوم الاثنين في جولة شملت مصنعا للمنسوجات يحمل اسم زوجة مؤسس الدولة وهي جدة كيم ومستشفى للولادة ومصنعا للكابلات الكهربائية ومركزا للأطفال وهي مواقع نموذجية مدرجة أيضا ضمن مواقع الزيارة المرشحة للسائحين.

موقف جنوبي ثابت
وأعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية امس الاثنين، أن سول والمجتمع الدولى يحافظان على موقفهما الموحد بعدم الاعتراف أبدا بكوريا الشمالية كدولة نووية وذلك ردا على إعلان الزعيم الكورى الشمالى كيم جونج أون خلال مؤتمر الحزب العام السابع عن أن بلاده دولة نووية تمتلك أسلحة نووية. وقال المتحدث باسم الوزارة مون سانج كيون فى مؤتمر صحفى عقد اليوم، أن كوريا الشمالية جددت إرادتها فى عدم تخليها عن الأسلحة النووية من خلال إعلانها عن تعهد الزعيم كيم بواجب عدم نشر الأسلحة النووية وأيضا النزع النووى. وأضاف حسب مانقلته وكالة انباء يونهاب الكورية الجنوبية /أن الحكومة الجنوبية ستواصل جهودها على حمل جارتها الشمالية على التخلى عن الأسلحة النووية من خلال تشديد العقوبات والضغوط عليها. وقال بشأن اقتراح بيونج يانج عقد محادثات عسكرية لتخفيف التوتر، أن هذا الاقتراح جاء فى ظل حدوث استفزازات نووية وصاروخية من قبل كوريا الشمالية، لهذا السبب فإنه يعتقد أن هذا الاقتراح ليس صادق. وأفاد بأن الحكومة الجنوبية تفتح أبواب الحوار مع جارتها الشمالية إلا أن الحوار يتطلب شروطا مسبقة بما فيها وقف الاستفزازات وتنفيذ إرادتها فى نزع السلاح النووى، مشيرا إلى أن الحوار لا معنى له فى حال عدم تغيير الموقف الكورى الشمالى. وحول مطالبات كوريا الشمالية كسحب القوات الأمريكية المتمركزة فى الجنوب، ووقف التدريبات المشتركة بين القوات الأمريكية والكورية الجنوبية، ووقف الحرب النفسية قال أن هذه المطالبات لا تستحق التعليق. وبخصوص إمكانية إجراء بيونج يانج لتجربة نووية جديدة، توقع المتحدث أن تمضى بيونج يانج فى طريق إجراء تجربة نووية جديدة وإطلاق صاروخ من أجل إكمال قدرتها النووية والصاروخية. وأكد أن الجيش الكورى الجنوبى فى حالة استعداد تام لمواجهة الاستفزازات الاستراتيجية والتكتيكية المحتملة من كوريا الشمالية.

رؤية صينية
من جانبها اعلنت وسائل الاعلام الرسمية الصينيةامس الاثنين ان اعلان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون ان بلاده لن تستخدم السلام النووي الا اذا تعرضت لهجوم من قبل قوة نووية، "لا يشكل تغييرا جوهريا".
والصين هي الشريك التجاري الاول لكوريا الشمالية وتقدم لها مساعدات انسانية، الا ان العلاقات بين البلدين تشهد توترا متزايدا بسبب طموحات الشمال النووية كما ان كيم لم يقم بزيارة بعد الى الصين.
وتبنى المؤتمر العام للحزب الذي عقد اول اجتماع له منذ حوالى اربعة عقود الاحد مذكرة تنص على المضي قدما في النهوض بالاقتصاد و"على تعزيز قوة الدفاع الذاتي النووية".
وتطالب الاسرة الدولية والامم المتحدة كوريا الشمالية منذ سنوات بوضع حد لبرامجها من اجل تطوير اسلحة نووية.
واوردت صحيفة "تشاينا غلوبال تايمز" القريبة من الحزب الشيوعي الحاكم ان تصريح كيم "تم من منطلق ان كوريا الشمالية دولة نووية... وعليه فان موقف كوريا الشمالية لا يشكل تغييرا جوهريا ولم يتم حل (السبب الرئيسي) لخلافها مع العالم الخارجي".
وتابعت الصحيفة ان "الدول الكبرى لن تغير موقفها ولن تعترف بكوريا الشمالية كدولة تملك سلاحا نوويا".
واضافت "طالما لم تتخل بيونغ يانغ عن اسلحتها النووية فان تطبيع علاقاتها مع العالم الخارجي سيظل مستبعدا".
وفي اشارة الى الفتور في العلاقات بين الصين وكوريا الشمالية، لم تتم دعوة اي وفد صيني للمشاركة في مؤتمر الحزب الحاكم.
وكان الزعيم الكوري الشمالي افتتح المؤتمر الجمعة باشادة بالتجربة النووية "التاريخية" التي جرت في كانون الثاني/يناير وبرهنت على "القوة غير المحدودة" لبلده، على حد قوله.
وكانت كوريا الشمالية اكدت حينذاك انها تجربة لقنبلة هيدروجينية لكن الخبراء يشككون في صحة ذلك نظرا لكمية الطاقة التي انبعثت عن هذا الانفجار.

توقيف مراسلين
يذكر انه اعلنت "بي بي سي" الاثنين ان السلطات في كوريا الشمالية اعتقلت مراسلها وامرت بترحيله من البلاد على خلفية تغطيته للاستعدادات للمؤتمر العام للحزب الوحيد الحاكم.
واوردت "بي بي سي" على موقعها الالكتروني ان المراسل ويدعى روبرت وينغفيلد-هايز اوقف الجمعة مع موظفين اثنين اخرين من الهيئة البريطانية في مطار بيونغ يانغ بينما كانوا في طريقهم لمغادرة البلاد.
وتابعت "بي بي سي" ان المراسل تعرض للاستجواب طيلة ثماني ساعات، وان "الفريق اقتيد الان الى المطار".
من جهتها، اوردت وكالة انباء الصين الجديدة ولها مكتب في بيونغ يانغ ان لجنة السلام الوطني في كوريا الشمالية عقدت مؤتمرا صحافيا الاثنين اعلنت خلاله ان وينغفيلد-هايز تم طرده "بسبب تهجمه على النظام وتغطيته غير الموضوعية".
وكان فريق "بي بي سي" المؤلف من ثلاثة اشخاص توجه الى كوريا الشمالية قبل بدء اعمال المؤتمر العام الجمعة وكان يرافق وفدا من حائزي جوائز نوبل قاموا بزيارة مستشفيات ومختبرات.