دراسةٌ بحثيةٌ عمانيةٌ تناقشُ دور تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في تحقيق متطلبات التنمية المستدامة

بلادنا السبت ١١/مارس/٢٠٢٣ ١٤:١٠ م
دراسةٌ بحثيةٌ عمانيةٌ تناقشُ دور تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في تحقيق متطلبات التنمية المستدامة
في مؤسسات التعليم العالي بسلطنة عُمان

العمانية - الشبيبة

توصلت دراسةٌ بحثيةٌ عُمانيةٌ بعنوان "دور تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في تحقيق متطلبات التنمية المستدامة في مؤسسات التعليم العالي بسلطنة عُمان" إلى وجود ثلاثة أنواع من الصعوبات التي تواجهها مؤسسات التعليم العالي في توظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وهي: الصعوبات الإدارية، والصعوبات التقنية، والصعوبات البشرية.

كما توصلت الدراسة إلى عددٍ من الإجراءات المقترحة لتعزيز توظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة بمؤسسات التعليم العالي العُمانية، والتي توزعت على ثلاثة محاور رئيسة تُمثل مراحل وأولويات لتنفيذ تلك الإجراءات المقترحة لتعزيز توظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، وهي: بناء الشراكات، واستقطاب الخبرات لتدريب الكوادر البشرية، وتهيئة البنية الأساسية.

ويتكون أعضاء الفريق البحثي للدراسة من: الدكتورة مشاعل بنت عوض الصيعرية (الباحث الرئيس) من جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بصلالة، والأستاذة الدكتورة وجيهة العاني من جامعة السُّلطان قابوس، والدكتور خلف العبري من جامعة السُّلطان قابوس، والدكتور عبد الله الشنفري من جامعة السُّلطان قابوس، والدكتورة حفيظة البراشدية من مركز إبداعات رقمية.

وقالت الباحثة الدكتورة مشاعل بنت عوض الصيعرية محاضرة بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية بصلالة إنّ الدراسة هدفت إلى الكشف عن دور تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة بمؤسسات التعليم العالي بسلطنة عُمان، والاطلاع على واقع توظيف هذه التقنيات في هذه المؤسسات، والتعرف على التحديات المرتبطة باستخدام هذه التقنيات، والتوصل لعددٍ من المقترحات لمعالجة تلك الصعوبات.

وأضافت لوكالة الأنباء العُمانية أنّ الدراسة البحثية استخدمت المنهج النوعي لملاءمته لأهداف الدراسة من خلال إجراء المقابلات، حيث شملت عينة الدراسة /10/ قيادات لمؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة بسلطنة عُمان، كما يسهم المشروع في تطوير القدرات البشرية من خلال إكساب الباحثين معارف ومهارات ترتبط بموضوع الدراسة، لتتماشى مع مهارات الثورة الصناعية الرابعة والتطورات التقنية المتسارعة.

ووضّحت أنّ الدراسة تُعدُّ استجابةً لرؤية عُمان 2040، وللاستراتيجيات الوطنية كالاستراتيجية الوطنية للابتكار، واستراتيجية البحث العلمي والتطوير، والإطار الوطني لمهارات المستقبل، واستجابةً لما أَوصتْ به العديد من التقارير العالمية والمؤتمرات المحلية والدولية من ضرورة استعداد مؤسسات التعليم العالي لتطبيق مجالات الثورة الصناعية الرابعة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

ولفتت إلى أنّ تطبيق مقترحات الدراسة سيُسهم في وضع العديد من أهداف التنمية المستدامة في مؤسسات التعليم العالي قيد التنفيذ.

وذكرت أنّ تحليل البيانات كشف عن وجود آراء مختلفة بشكل عام عبر عنها المستجيبون من قيادات التعليم العالي حول مستوى توظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في مؤسسات التعليم العالي بسلطنة عُمان.

وأفادت أنه يمكن تصنيف هذه الآراء على ثلاثة فرق: الفريق الأول يرى أن مؤسسات التعليم العالي استطاعت توفير مستوى ممتاز من توظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، وتبلغ نسبتهم 30 بالمائة، أما الفريق الثاني فيرى أن مستوى توظيفها جيد، وهم الأغلبية، وتبلغ نسبتهم 50 بالمائة، أما الفريق الثالث فيرى أن مستوى توظيفها محدود، وتبلغ نسبتهم 20 بالمائة وقد أورد كل فريق منهم مبرراته.

وقالت إنّ الدراسة أوصت إلى ضرورة توفير مؤسسات التعليم العالي الدعم المادي والفني لتوظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة بالتعاون مع القطاع الخاص، وجذب الكوادر البشرية المختصة في تقنيات الثورة الصناعية الرابعة؛ للعمل في مؤسسات التعليم العالي.

كما أوصت بأهمية العمل على تنمية مهارات المستقبل لمنتسبي مؤسسات التعليم العالي مثل تحليل البيانات، التفكير الإبداعي، وحل المشكلات، مع ضرورة إيجاد ميثاق أخلاقي ينظم استخدام التقنيات الحديثة.

وأكّدت الدكتورة مشاعل بنت عوض الصيعرية على أنّ التعاون البحثي مع جهات متعددة ومختصّة بالتعليم العالي بسلطنة عُمان في نشر الوعي حول موضوع تقنيات الثورة الصناعية الرابعة والدور المهم الذي تقوم به تلك التقنيات في تحقيق التنمية المستدامة ورفع جودة التعليم العالي، والاستفادة من المعارف والنتائج التي تمّ الوصول لها في هذه الدراسة البحثية لتطوير قطاع التعليم والبحث العلمي في هذا الجانب بالإضافة إلى تطوير قدرات الباحثين وإثرائهم بمعارف ومهارات جديدة.

يُذكر أنّ هذه الدراسة البحثية من ضمن 5 دراسات بحثية علمية منشورة فازت في فئة الباحثين الناشئين ضمن الدورة التاسعة من الجائزة الوطنية للبحث العلمي الذي نظمته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.