نزوى : سالم بن سليمان المسروري
استضاف فرع غرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة الداخلية أمس حلقة العمل التعريفية بالنزل التراثية، ودورها الفاعل في استقطاب السياح، والتي استهدفت أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وأصحاب المنازل التراثية بولايات محافظة الداخلية، حيث جاءت الحلقة ضمن الجهود المبذولة لإطلاق منتجات فندقية جديدة من بينها النزل التراثية بهدف تشجيع وإبراز التجربة التراثية العمانية للسائح والزائر للسلطنة.
في بداية الحلقة ألقى مدير عام خدمات المستثمرين وإدارة الجودة بوزارة السياحة المهندس محمد بن محمود الزدجالي كلمة قال فيها: تماشيا مع ما تشهده صناعة السياحة العالمية في الآونة الأخيرة من ظهور لأنماط واتجاهات جديدة في المنشآت الإيوائية السياحية، وإيمانا من وزارة السياحة بأهمية إشراك المجتمع المحلي للنهوض بالقطاع السياحي، ولتحقيق توجه الحكومة في دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة للاستفادة من الفرص الموجودة في القطاع السياحي، فقد قامت الوزارة في شهر مارس من العام الماضي 2015م بتدشين ثلاثة أنواع من منتجات الإيواء السياحي وهي النزل الخضراء وبيوت الضيافة والنزل التراثية. ويأتي تدشين منتج النزل التراثية للحفاظ على البيوت القديمة الأثرية من السقوط والاندثار، وبالتالي إبراز الجانب المعماري للسلطنة بما تحتويه من كنوز عريقة في هذا الجانب، وإبراز التجربة الانسانية للسائح من خلال الأنشطة التقليدية التي تمتاز بها محافظات السلطنة من خلال معايشته لمكونات الحياة العمانية بشكل مباشر وتفاعلي يثري التجربة السياحية، والذي سوف يرفد القطاع السياحي بنوع جديد من الغرف الفندقية، الأمر الذي سوف يؤدي إلى توفير فرص عمل للمواطنين وتفعيل الأنشطة الاقتصادية المساندة الأخرى، من خلال مشاركة المجتمع المحلي في توفير الخدمات المصاحبة كتقديم الوجبات العمانية وبيع المشغولات والمنتجات المحلية. وقد قامت الوزارة بالتنسيق مع جميع الجهات المعنية بترخيص النزل التراثية لتسهيل إجراءات إصدار التراخيص وتسهيل كل ما من شأنه النهوض بالقطاع السياحي.
بعد ذلك ألقى أحمد بن عامر الصواعي من وزارة السياحة ورقة عمل حول النزل التراثية قال فيها: أن السلطنة تشهد حركة سياحية نشطة حيث وصل عدد السائحين القادمين خلال العام الماضي 2015م 2.470.760 سائح، مقارنة بالخدمات الفندقية المتوفرة خلال نفس الفترة وعددها 16.691 غرفة/شقة فندقية. وأشار إلى الأهداف التي وضعتها وزارة السياحية من تدشين المنتجات الجديدة وهي تشجيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة للاستثمار في القطاع السياحي، وتنمية المجتمعات المحلية، وخلق فرص عمل جديدة للمواطنين خاصة في القرى الحاضنة لهذه المشاريع، واستحداث منتجات جذب سياحية جديدة، وزيادة عدد الغرف الفندقية، والاهتمام بالإرث الثقافي للبيوت التراثية والحرص على استدامتها. وعرف النزل التراثية بأنها عبارة عن مباني تراثية ذات طابع معماري تقليدي تستخدم لإيواء وخدمة السياح، توفر المتطلبات الأساسية من النظافة والهدوء، هدفها المحافظة على الموروث المعماري للسلطنة، على ان تراعي في حالة تم ترميم المبنى استخدام المواد التقليدية والمحلية التي تستخدم في بناء المباني قديماً كخشب الكندل أو جذوع النخيل أو اشجار العلعلان أو أية مواد محلية أخرى، مع إضافة مادة عازلة لتسرب المياه، مع وجود عدد من المعايير الهامة للنزل التراثية مثل جودة المنشأة والنظافة وسهولة الوصول وسلامة المكان.
بعد ذلك تحدث هيثم بن خالد القرني حول دور الهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، معرفا في بداية حديثه برنامج ريادة من خلال استراتيجية 2016/2020م وتتضمن السعي لرفع مساهمة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي الإجمالي، والسعي للمساهمة في خلق فرص عمل للمواطنين، وتعزيز وتشجيع الابتكار، والريادة الاجتماعية وزيادة نشر خدمات ريادة في باقي محافظات السلطنة. كما استمع الحضور إلى عرض قدمه عبدالرحمن بن صالح العبري والذي تحدث عن تجربته في النزل التراثية كأول مشروع من نوعه في السلطنة يحظى بترخيص من وزارة السياحة. بعد ذلك تم الرد على أسئلة واستفسارات الحضور.