بقلم : سالم العبدلي
تعتبر السياحة الداخلية رافد كبير من روافد الدخل الوطني والتي تدخل ضمن برامج التنويع الاقتصادي كما تشجيع السائح المحلي على البقاء في بلده وصرف مبالغ داخلها لضمان تدوير رؤوس الاموال وبقائها داخل الدولة خصوصا اذا كانت جاذبة وتحقق متطلبات ورغبات السائح المحلي، وقد ركزت الرؤية المستقبلية عمان 2040 على تطوير قطاع السياحة في إطار برنامج التنويع الاقتصادي ، ولاحظنا خلال الاشهر الاخيرة مع اعتدال الجو بأن هناك حراك سياحي جيد و انطقت عدد من المهرجانات والملتقيات السياحية في عدد من المحافظات والولايات بتنظيم من مكاتب المحافظين وبالتعاون مع وزارة الثراث والسياحة في تنافس شريف والذي يعتبر خطوة جيدة لتنشيط السياحة بشكل عام وإبراز مقومات كل محافظة.
ومن المهرجات البارزة هذا العام مهرجان الربع الخالي في محافظة ظفار في نسخته الثانية وقبل فترة قليلة اسدل الستار عن ملتقى صحار ومهرجان ليالي مسقط ومهرجان البريمي ومهرجان الشرقية للمغامرات ومهرجان الداخلية وغيرها وجميع هذه وجميع هذه الفعاليات تنصب لمصلحة السياحة الداخلية .
ورغم أهمية هذه المهرجانات وتنوعها من حيث الفعاليات الثقافية والعلمية والمسابقات والعاب التسلية للكبار والصغار ورياضة المغامرات إلا انه من الملاحظ ان هناك مبالغة في رسوم دخول بعض المواقع واستخدام بعض الانشطة فعلى سبيل المثال لاحظنا ضمن مهرجان بدية السياحي وجود فعالية ركوب المنطاد ورغم انها فعالية جيدة وتستوهي الصغار والكبار الا انه هناك مبالغة في رسوم استخدامها فهل يعقل ان يدفع الشخص الواحد 60 ريال او اقل قليلا بالنسبة للعماني بينما في دول اخرى تستخدم مثل هذه المناطيد ويدفع الشخص مبلغ لا يتجاوز 15 ريال.
كذلك بالنسبة للالعاب الكهربائية نجد هناك مبالغة في الرسوم كما هو الحال في مهرجان ليالي مسقط حيث أن دخول بعض الفعاليات وصل الى 3 و 4 ريال عماني ، قد يقول القائل بأن في تلك الدول عدد السواح كثيرين سواء من الداخل او من الخارج وبالتالي تكون الاسعارمنخفضة ونقول بأن ذلك صحيحا إلا انه ينبغي ان تضع هذه الشركات التي تستثمر في مثل هذه الفعاليات في إعتبارها إنه كلما كانت الاسعار منخفضة كلما كان الاقبال أكبر على هذه الفعاليات أما في ظل الاسعار المرتفعة فتجد هناك عزوف من السواح خاصة وان اغلب الرواد هم من ذوي الدخل المحدود.
كذلك الحال بالنسبة لاسعار الفنادق في بعض المحافظات والولايات تجدها عالية مقارنة بمناطق اخرى خارج السلطنة فهل يعقل ان تصل سعرالغرفة الى 200 ريال في الليلة في مناطق مثل الجبل الاخضر أو بدية أو صلالة ، إن انخفاض الاسعار ينعش السياحة الداخلية ولقد لاحظنا أثناء فترة الحظر في ايام كورونا انتعاش السياحة الداخلية بسبب انخفاض الاسعار خصوصا اسعار الفنادق والمنتجعات السياحية وكانت نسبة الاشغال مرتفعة في هذه الفنادق والمنتجعات ، وكنا نتوقع ان يستمر الحال كما هو دون تغيير لكي يتشجع المواطنون والمقيمون على زيارة المناطق السياحية المختلفة والاقامة في هذه المرافق.
اخيرا نقول بأنه اذا ما اريد للسياحة الداخلية ان تتطور وتنتعش لابد من توفير المرافق الاساسية واهممها دورات المياه والتي تعتبر من اهم الاوليات كذلك أماكن للشوي خصوصا قرب الشواطيء وعند الاودية بالاضافة الى توفير المياه العذبة الصالحة للشرب مع ضرورة وجود أماكن للترفيه والتسلية ، والسائح مستعد ان يدخل مثل هذه الاماكن حتى برسوم اذا ما توفرت فيها المتطلبات الاساسية والتي تشبع رغباته.