بقلم: الدكتور محمد بن حمد العامري
بلغ إجمالي الشباب العُماني قرابة أربعمائة وخمسون الفا للفئة العمرية التي تتراوح أعمارها ما بين 15-24 سنه وهم بذلك يشكلون ما نسبته 15,8% من اجمالي عدد السكان العمانيين، حسب النشرة الإحصائية الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات لعام 2021م
.ان الشباب ذكورا واناثا يؤدون اليوم ادوارا مهمة في ربوع سلطتنا الحبيبة اكانوا كمواطنين ، وعمال ، وموظفين ، ومنتجين ، ورجال أعمال ، ومستهلكين ، وأعضاء بمؤسسات المجتمع المدني و بذلك يحق لنا أن نطلق عليهم بكل فخر واعتزاز بانهم قادة المستقبل لكونهم حاضر الأمة ومستقبلها ولدورهم الريادي بدفع عجلة التقدم والتطور بالبلاد للوصول الى مصاف الدول المتقدمة. ان طاقة هؤلاء الشباب وقدرتهم على التجديد تشكل ثروة لا تقدر بثمن ولا يمكن لأي دولة بالعالم ان تضحي بهم ، على سبيل المثال لا الحصر، يمكن للمرء أن يكتشف السر الأساسي وراء نجاح سنغافورة اهتمامها بمواردها البشرية وتطبيقها سياسات واضحة الرؤية والهدف من أجل اكتشاف المواهب البشرية السنغافورية بكافة تصنيفاتها والسعي الفعلي والدؤوب بالاستفادة منها ، نتج عن هذه البرامج تحقيق الهدف الأسمى الا وهو اختيار الكفاءات السنغافورية الوطنية مبنيا على الجدارة والكفاءة والاستحقاق دون غيرها من الصفات والخصائص أخرى ، جعل من سنغافورة وهي مجرد جزيرة صغيرة في جنوب شرق أسيا لا تملك العديد من الثروات الطبيعية كغيرها من دول الجوار لها والعالم ، واحدة من أكثر الدول تطورا اقتصاديا ، بالإضافة لذلك أصبحت سنغافورة مجتمعا من المجتمعات أكثر نجاحا قائم على أساس الجدارة تدور فيه عجلة الحياة بشكل تنافسي للجميع واصبح مثالا يحتذى به أكان ذلك على الصعيد الإقليمي بين دول جنوب شرق أسيا أو على مستوى العالمي.
وعلى الرغم ما تمثله فئة الشباب من ثروة وطنية هائلة الا انها تواجه العديد من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية على مستوياتهم النوعية والعمرية والتعليمية واوضاعهم الصحية والجسمانية وغيرها مما نتج عنها عدم قدرة الشباب عن تحقيق طموحاتهم وإبداعاتهم وتطلعاتهم في مختلف المجالات، بل ويتعذر عليهم في كثير من الأحيان الحصول على وظائف منتجة. لذا فان التفكير مليئا بالعمل الحر لتأمين مورد رزق نابض ومستمر أصبح بمثابة الملاذ الآمن الذي يجب أن يتجه اليه معظم الباحثين عن العمل بعد قلة عرض الوظائف التقليدية في سوق العمل يقابلها زيادة مضطربة بأعداد هؤلاء الشباب.