الشبيبة - العمانية
بدأت بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض اليوم أعمال المؤتمر الدولي الثاني، قضايا المجتمع المعاصرة في ميزان الشرع: "مقارباتٌ وحلولٌ" بمشاركة 97 باحثًا وباحثة من داخل سلطنة عُمان وخارجها وبتنظيم من كلية العلوم الشرعية على مدى ثلاثة أيام.
رعى افتتاح أعمال المؤتمر معالي السّيّد محمد بن سلطان البوسعيدي نائب رئيس المجلس الأعلى للقضاء.
وقال سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عُمان في كلمته: " لا ريب إنّ القضايا التي تمسُّ المجتمع في هذا العصر تتسارع بكثرة وهي جميعًا بحاجة إلى أن يسلط الضوء عليها من قبل شريعة الله تعالى التي وسعت كل شيء ووضعت كل شيء موضعه وبوأت كل أمر حكمه، فالله سبحانه وتعالى لم يغفل عن شيء وقد أنزل الكتاب العزيز فيه تبيان كل شيء كما ذكر ذلك في كتابه وقد قال سبحانه وتعالى في وصفه (هدى للمتقين) وقال (هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) وقال سبحانه وتعالى (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) وقال (إنّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم).
وأضاف سماحته أنّ سنة الرسول صلى الله عليه وسلم جاءت إيضاحَا لما انبهم في هذا الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بيديه ولا من خلفه فكم وضحت السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام من مبهمات في هذا الأمر المتعلق بقضايا المجتمع المعاصرة لأن سنة النبي صلى الله عليه وسلم لا تنحصر في عصره صلى الله عليه وسلم وإنما هي تبيان لما يجب أن يسير عليه العباد إلى أن تقوم الساعة.
وذكر سماحته أنّ الله سبحانه وتعالى أنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم وحيه الظاهر والباطن فالوحي الظاهر هو القرآن الكريم والوحي الباطن هو السنة النبوية التي كانت إلهامًا من الله سبحانه وتعالى وتبيانًا لما يجب أن يكون عليه العباد من اتباع طرق الرُشد والابتعاد عن مناهج السوء.
وأفاد سماحته بأنه لا ريب أن العلماء الربانيين الذين تمكنوا من الشريعة الإسلامية بدراستها من كتاب الله تعالى ومن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ومما هو مأثور عن السلف الصالح، هؤلاء العلماء هم في كل عصر قادة الناس يسيرون بهم في طريق الخير يبصرونهم من عمى ويرشدونهم من غي ويهدونهم من الضلالة ويردونهم إلى الحق الذي أنزله الله سبحانه وتعالى وما ترك النبي صلى الله عليه وسلم عليه في هذه الأمة.
ودعا سماحته العلماء إلى أن يجتهدوا في حل هذه المشكلات وتبصير الناس من العمى وهدايتهم إلى الحق فإن هذه هي مسؤوليتهم بل هي مسؤولية العلماء في كل عصر، والناس جميعا مطالبون بأن يتبعوا القرآن الكريم فإن الله تعالى يقول (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى).
وبين سماحته أنّ الكتاب العزيز احتوى على دقائق الأمور التي لم يحتوِ عليها أي بيان آخر لأنه جاء من عند الله الذي يعلم السر في السموات والأرض كما قال سبحانه (قل أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض).
وقال سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عُمان في ختام كلمته: "إنّ الأمة جميعًا مطالبة بأن تعتصم بهذا الكتاب العزيز وألا تزيغ بها الأهواء ولا تتشعب بها المسالك ففي اتباع القرآن ما يجمع الشمل ويوحد الصف ويرأب الصدع ويقضي على كل خلاف بين الناس ويرد الناس جميعًا إلى الحق الذي أنزله الله".
من جانبه قال الدكتور راشد بن علي الحارثي عميد كلية العلوم الشرعية رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر في كلمته: "نظرًا للتقدم العلمي الهائل في هذا العصر ظهرت مسائل كثيرة وقضايا عديدة تحتاج إلى بيان وإيضاح للناس ليكونوا على بينة من أمرهم وليعبدوا الله على علم وليحققوا الهدف من خلقهم وهو عبادة الله وعمارة الكون وحسن الاستخلاف".
وأضاف أنه كان لزامًا على علماء الأمة دراسة كتاب الله وسنة نبيه ليستخرجوا منهما ما فيه شفاء للناس ومخرج لهم من ظلمات الجهل ولرد الناس إلى ربهم بتزكيتهم أولا ثم تعليمهم ما جهلوا وتوضيح ما أبهم عليهم نظرًا للتحديات التي تواجه الناس في هذا العصر لكثرة حوادثه وسرعة تطوره على أنه لا نجاة للبشرية إلا بالرجوع إلى خالقها باتباع ما أمرهم به واجتناب ما نهاهم عنه.
وذكر أنّ موضوعات المؤتمر الدولي الثاني جاءت موافقة لما يتطلبه تسارع التطور العلمي الذي يؤثر في المجتمع فكان عنوانه قضايا المجتمع المعاصرة في ميزان الشريعة مقاربات وحلول.
وأفاد بأنّ جلسات المؤتمر يحضرها ثلة من الأكاديميين وأصحاب الفضيلة القضاة وكتاب العدل وأمناء الفتوى والباحثين في العلوم الإسلامية والأئمة والوعاظ وطُلاب العلم وطالباته.
وذكر الدكتور عميد كلية العلوم الشرعية رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر في ختام كلمته أن جلسات المؤتمر تشهد نقاشًا ثريًّا وتبادلًا للتجارب والرؤى، وأن تكون هذه البحوث لبنةَ بناءٍ في الحضارة الإنسانية وحصنًا أمينًا للمجتمع من انجرافه في تيارات الحضارة المعاصرة وأن يجد الحلول الناجعة لمشكلاته وقضاياه المتنوعة.
ويتناول المؤتمر في دورته الثانية عددًا من المحاور الرئيسة، هي: القضايا الفكرية المعاصرة، وقضايا الأمن والتنمية، والقضايا الاجتماعية والأخلاقية والصحية والبيئية، وإشكالات الإعلام والاتصال، إضافة إلى القضايا الاقتصادية ومستجداتها.
وتضمنت أعمال اليوم الأول للمؤتمر تقديم ١٨ ورقة عمل توزعت على ٤ جلسات متزامنة، حيث تناولت الجلسة الافتتاحية موضوعات آليات الإصلاح في القران الكريم، وظاهرة الإلحاد من منظور الانثروبولوجيا القرآنية، وأثر تدريس مقاصد الشريعة في تثبيت الوسطية.
ويناقش المؤتمر، عددًا من المحاور الرئيسة، هي: القضايا الفكرية المعاصرة، وقضايا الأمن والتنمية، والقضايا الاجتماعية والأخلاقية والصحية والبيئية، وإشكالات الإعلام والاتصال، إضافة إلى القضايا الاقتصادية ومستجداتها.
ويهدف المؤتمر إلى إظهار قدرة الشريعة الإسلامية على تقديم الحلول الملائمة للقضايا المتجددة، وتوظيف العلوم الإسلامية في معالجة قضايا المجتمع المستجدة، ورصد الجهود المبذولة لمراجعتها ومعالجتها، وإبراز دور العلوم الإسلامية في تعزيز الأمن الفكري والسلم المجتمعي، والرخاء الاقتصادي، وأثر ذلك في سلامة المجتمعات من الغلو والتطرُّف، والحفاظ على الهُوية الإسلامية، ونشر قيم الحق والسماحة والوئام.
ويسعى المؤتمر إلى إخراج البحوث الشرعية من التنظير إلى التطبيق العملي، وتوطيد جسور التواصل بين الجامعات والمجتمع بمشكلاته وقضاياه واهتماماته، إضافة إلى إتاحة الفرصة لتبادل الآراء، في مختلف القضايا والحوادث والنوازل المعاصرة للخروج بنتائج عمليّة تنفع المسلمين، وتعينُهم على كسْب التحديات.
ويأتي تنظيم كلية العلوم الشرعية للمؤتمر في إطار المسؤولية العلميّة والحضاريّة، وأن تكون المؤسسات البحثية والكفاءات الأكاديمية في مقدمة المهتمين والمتطلعين إلى المستقبل، ودراسة ظواهر العصر الحديث وقضاياه، والسعي لفهمها، والوقوف على طبيعتها، واستكشاف آثارها وانعكاساتها على حياة الناس.