السعيدي: عدم إعطاء وصفات لمضادات حيوية إلا بعد التأكد أن الالتهاب فعلًا بكتيري ويستجيب للمضاد الحيوي

^{العمانية}/ دشنت وزارة الصحة اليوم الحملة الوطنية للتوعية بمقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية تحت شعار /استخدام أمثل لنتائج أفضل/ بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية تحت رعاية معالي الدكتور فؤاد بن جعفر الساجواني وزير الزراعة والثروة السمكية بفندق كراون بلازا مسقط. وشهد حفل التدشين اعتماد الدليل الوطني للمضادات الحيوية وتدشين واعتماد نظام الترصد الوبائي للميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية. وقال معالي الدكتور وزير الزراعة والثروة السمكية إن الحملة الوطنية للتوعية بمقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية مهمة نظرًا لقدرات البكتيريا الهائلة التي تنتقل عبر وسائل مختلفة أهمها الزراعة بشقيها النباتي والحيواني والسمكي وكذلك طرق إعداد الغذاء.

وأكد معاليه في تصريح لوسائل الإعلام على الدور المحوري الذي تقوم به وزارة الزراعة والثروة السمكية في هذه الحملة الوطنية التي وضع برنامج عملها بشراكة مع وزارة الصحة ومع عدد من المؤسسات بالسلطنة للقيام بهذا الدور المهم الذي يحتم على الجميع القيام به بالشكل المطلوب. وأشار معالي الدكتور وزير الزراعة والثروة السمكية إلى أنه في كثير من الأنظمة التي تراعي قضية استيراد الثروة الحيوانية من خارج السلطنة بالنسبة لإنتاج الغذاء توجد هناك مراقبة على المضادات التي تستخدم في إنتاج الثروة الحيوانية مؤكدًا على وجود حزمة جديدة من النظم والتشريعات القادمة لتعزيز الحملة الوطنية التي تتعلق بهذا الجانب.

من جانبه قال معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة إن ظهور الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية هو أمر يهدد الأمن الصحي العالمي موضحًا أن هذه الظاهرة بدأت بالظهور من عدة سنوات ولاتزال الإجراءات التي اتخذت على المستوى الدولي محدودة جدًا داعيًا معاليه إلى تكاتف جهود كافة القطاعات في كل دولة للخروج من وضع حرج قد يحدث في القطاع الصحي على مستوى العالم. وأوضح معالي الدكتور وزير الصحة إن مسببات مقاومة المضادات الحيوية مختلفة منها إساءة استخدام المضادات الحيوية خاصة في القطاع الزراعي والحيواني أو حتى في الصحة البشرية حيث توجد الكثير من الحالات لا تستوجب وصفة للمضاد الحيوي ولكن يتم إعطاء مضادات حيوية.

وأضاف معاليه أنه من بين مسببات مقاومة المضادات الحيوية هو أن الكثير من المرضى يحتاجون المضادات الحيوية ولكن مع الأسف لا يكملون الوصفة حسب الارشادات الطبية لتزداد البكتيريا مناعة وقوة وتظهر أنواع أخرى من البكتيريا والفيروسات المقاومة للمضادات الحيوية بدل القضاء عليها. وعلى المستوى العالمي أشار معاليه إلى وجود وفيات منها في فرنسا بحسب وزارة الصحة الفرنسية التي أكدت وفاة /12/ألفًا و /500/ حالة وفاة متعلقة بظهور ميكروبات مقاومة للمضادات الحيوية.

أما في السلطنة أكد معاليه على البدء بخطوات حثيثة من عدة سنوات واليوم تم تدشين الحملة الوطنية بالتعاون مع وزارة الزراعة والثروة السمكية والقطاعات الأخرى معربًا عن أمله في عقد مؤتمر دولي حول هذا الموضوع قبل نهاية العام ليكون هناك إعلان مسقط حول الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية. ودعا معالي أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة العاملين في القطاع الصحي والقطاع البيطري بالسلطنة إلى عدم إعطاء وصفات لمضادات حيوية إلا بعد التأكد أن الالتهاب فعلًا بكتيري ويستجيب للمضاد الحيوي.

كما دعا معاليه المستفيدين من الخدمات /المرضى/ التقيد بالإرشادات الطبية وأخذ المضادات الحيوية كما وصفت وليس ليوم أو يومين في حال انتهاء الأعراض بل الاستمرار عليها حسب الوصفة. كما نوه معاليه على القطاع الصيدلي الخاص والقطاع الصحي الخاص بالالتزام بالقانون الذي يمنع بيع المضادات الحيوية بدون وصفة طبية مؤكدًا معاليه أن الوزارة سوف تتخذ إجراءات صارمة للمؤسسات التي لا تلتزم بهذا القانون. وقدمت الدكتورة أمينة بنت خلفان الجردانية مديرة دائرة مختبرات الصحة العامة المركزية بوزارة الصحة محاضرة حول الوضع العالمي والمحلي في مقاومة المضادات الحيوية فيما تطرق الدكتور عبد المجيد بن حمود الرواحي مدير مركز بحوث الصحة الحيوانية بوزارة الزراعة والثروة السمكية في محاضرته إلى العلاقة بين مقاومة المضادات الحيوية والصحة الحيوانية.

كما قدمت أسماء بنت محمد الشريقية من دائرة ضبط الجودة بالهيئة العامة لحماية المستهلك محاضرة بعنوان /سلامة الأغذية ومقاومة المضادات الحيوية/ فيما تحدثت الدكتورة أمل بنت سيف المعنية مديرة الدائرة المركزية للوقاية ومكافحة العدوى بوزارة الصحة عن خطة العمل الوطنية لمقاومة المضادات الحيوية. بعد ذلك قام معالي الدكتور فؤاد بن جعفر الساجواني راعي الحفل بتوزيع الشهادات والهدايا على الفائزين في مسابقة البرنامج الإلكتروني لنظافة الأيادي كما تم على هامش الحفل افتتاح المعرض المصاحب للحملة الذي يضم عددًا من الصور والمطويات التوعوية فيما يتعلق بمقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية. وتُعد الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية أحد أهم المشكلات التي تُقلق الأطباء والعاملين في مجال صحة الإنسان والحيوان في معظم دول العالم، في ظل انتشار أنواع مُتعددة من الميكروبات المعدية للإنسان تقاوم المضادات الحيوية وقد اعتبرها المنتدى الاقتصادي العالمي أحد الأخطار التي ستواجه شعوب العالم خلال السنوات المقبلة، حيث من المتوقع أن تؤدي هذه الظاهرة في المستقبل القريب إلى انتشار أوبئة العدوى بعدد من الميكروبات المعدية الخطيرة التي لا يوجد لها مضاد فعَّال.