الشبيبة - العمانية
تحتفل سلطنة عُمان بعد غدٍ بيوم المُعلم العُماني الذي يصادف الرابع والعشرين من شهر فبراير من كل عام، تقديرًا لجهوده الكبيرة والنبيلة ومكانته العظيمة التي يحظى بها، ودوره في إعداد جيل يتسلح بالعلم والمعرفة ويرتقي بفكره نحو آفاق عليا تُسهم في بناء الوطن وتطوّره وتقدّمه.
ويعد المعلم ملهما وقدوة لدى أبنائنا الطلبة ومشاركا أساسيًّا في تربية الأجيال المتعاقبة لإنشاء جيل واعٍ ومتعلم ومُسهِم في حمل رسالة نبيلة وأمانة عظيمة تتمثل في غرس قيم التربية النبيلة القائمة على التسامح والتعايش السلمي بين شرائح المجتمع المختلفة والعادات العُمانية الأصيلة للارتقاء بمستوى الوعي لدى أبنائنا الطلبة.
وبلغ إجمالي عدد المعلمين العُمانيين بلغ (58704) معلمين ومعلمات منهم (18080) معلّمًا بنسبة تعمين 71.3%، و (٤٠٦٢٤) معلمةً بنسبة تعمين ٩٠,٦٪.
وقد عبّر عددٌ من المعلّمين والمعلّمات لوكالة الأنباء العُمانية عن اعتزازهم بتخصيص يوم للمعلّم العُماني كونه شريكًا أساسيًّا في المسيرة التعليمية والمعرفية، وتأكيدًا على دوره في غرس قيم المواطنة وحبّ الوطن في نفوس الطلبة.
فقالت فتحية بنت محمد البلوشية معلمة مجال أول إن المعلم نبراس يهتدي به طلابه في كل وقت ومكان وأنه الأب الفاضل والمَثلُ الأعلى ذا قيمة وقامة لا بد من احترامها وتبجيلها، وتعبيرًا عن الاعتراف بقيمة المعلم ودوره كانت هناك ضرورة لتخصيص يوم للمعلم يحتفل فيه الجميع بالمعلمين والمعلمات ويقدمون فيه واجب الشكر على عطائهم وجهدهم المبذول مع أبنائهم الطلبة.
وأشارت إلى أن الإنسانية وحب العطاء من أهم الركائز التي تبرز شخصية المعلم، إضافة إلى الصفات الحميدة كالصدق والصبر والرحمة والتسامح وغيرها من الصفات التي تنعكس إيجابًا على سلوك الطالب وتحفّزه إلى مزيد من البذل والعطاء والتميز والتفوق، وبما أن الطالب هو محور العملية التعليمية بل ونقطة الارتكاز التي على أساسها يضع المعلم خطته لذلك لا بُدّ من إكساب الطلبة حب الاستطلاع والاستقصاء والبحث وكيفية التعلم وكل ما يساعدهم على تنمية مهاراتهم العقلية المعتمدة على التفكير المنطقي.
وذكرت أنه يكفي المعلم فخرًا أنه يحمل رسالة سامية، ثم يأتي بعد ذلك الهدف الوظيفي للمعلم الذي يتمثل في تطوير خطة التدريس بما يعود بالنفع والفائدة على الطالب ويحقق له سبل النجاح في حياته العلمية والعملية وبما يخدم الوطن ويسهم في رقيه وتطوره.
ولفت أحمد بن خلفان العزري مشرف إدارة مدرسية بتعليمية محافظة مسقط إلى أن احتفال سلطنة عُمان بيوم المعلم العُماني يأتي تأكيدًا للدور الفاعل الذي يقوم به المعلم العُماني في التربية والتعليم وباعتباره المحرك الأساس للمنظومة التعليمية لما لديه من القدرة على غرس قيم المواطنة وخدمة المجتمع وبث روح التسامح لدى الطلبة وترسيخ السلوكات الحميدة مع توجيههم نحو المسار الأفضل في حياتهم المستقبلية.
ووضح أن الدور الفاعل للمعلم في العملية التعليمية يتمثل في عددٍ من الاستراتيجيات بدءًا من الانضباط في الطابور المدرسي وما يبث به من برامج إذاعية وتثقيفية عن المواطنة والوطن عبورًا بالمناهج المدرسية والطرق والأساليب لغرس القيم والأخلاق الفاضلة وربطهم بماضي أمتهم وإرثهم الحضاري وصولًا للممارسات الفعلية للمعلمين والمواقف الصفية المختلفة المتمثلة في التفاني والإخلاص بالعمل.
وعبرت سميرة بنت حمود البيمانية مديرة مدرسة فاطمة بنت الوليد عن تهنئتها الخالصة لكل معلم ومعلمة على هذه الأرض الطيبة الذين يحملون مشعل العلم وراية النور والسلام ففي كل صباح ومع رفع العلم وترديد السلام السلطاني وصولا إلى (فارتقي هام السماء) نجد المعلمين والمعلمات وقت انبلاج الشروق على أرضية الطابور مبتسمين لاستقبال أبنائهم الطلبة والطالبات بكل محبة ممسكين بلواء العلم واليقين بأنهم من يزرعون في قلوب تلكم الأجيال العلم والمعرفة والمهارة والسلوك القويم.
وأضافت مديرة مدرسة فاطمة بنت الوليد أن رسالة المعلمين ذات مغزى وهدف عظيم يديرون بها دفة العلم والإبداع والابتكار فهم يبنون سواعد هذا الوطن المعطاء، وهم يمتلكون الإمكانات التي تقودهم نحو المعارف لمواكبة المستجدات الحديثة سواء كانت علمية أو تقنية أو في أي مجال من المجالات المختلفة.
ووضحت أن التعليم هو إدارة تلك الطاقات المتقدة والعقول الشابة والمواهب المدفونة وصقلها وإبرازها من أجل عُمان، حيث يدرك المعلم أدواره بأنها ليست محصورة في صف وسبورة وطلبة وطالبات وإنما في تنمية العقول واستيعاب المستجدات ووضع ركائز مهمة عمادها الوطن والهوية العُمانية والولاء والانتماء لهذه الأرض المعطاء.
وأشار إبراهيم بن سعيد المقبالي معلم أول علوم بمدرسة محمد بن شيخان السالمي للتعليم الأساسي إلى أن المعلم هو عامل مهم في بناء شخصية الطالب وتوجيه سلوكه؛ لذلك وجب على المعلم أن يطوّر مهاراته باستمرار، ويكون تلميذًا مدى الحياة ليكون له أثر حقيقي على الطالب ومن ثم المجتمع بأكمله.
وبيّن أنه على المعلم إكساب طلابه المهارات والقيم التي تساعدهم على التفاعل في عالم المعرفة المتسارع، مثل مهارة العمل كفريق ومهارة حل المشكلات حتى نخرج الطالب من دائرة الحفظ والتلقين إلى مهارات أوسع وأشمل، مثل التحليل والتقويم والابتكار والإبداع.