الحرب الروسية - الأوكرانية تعوق تعافي اقتصاد دول الشرق الأوسط بعد جائحة كورونا

مؤشر الثلاثاء ٠٧/فبراير/٢٠٢٣ ١٥:٣٧ م
الحرب الروسية - الأوكرانية تعوق تعافي اقتصاد دول الشرق الأوسط بعد جائحة كورونا
الحرب الروسية الأوكرانية

مسقط - الشبيبة

بعد انتهاء جائحة كورونا وزوال مرحلة الخطر بدأ الاقتصاد يتعافي خاصة في دول الشرق الأوسط والتي تعتبر ضعيفة اقتصاديا، ولكن ما بدأت تشعر بالتنفس إلا وقد أعلنت روسيا الحرب على أوكرانيا، وهو الأمر الذي دفع اقتصاديات دول الشرق الأوسط إلى اضعاف نموها، ومن خلال الأسطر التالية سوف نتحدث عن هذا الموضوع بالتفصيل فلنتابع سويا.

تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية على اقتصاديات دول الشرق الأوسط بعد انتشار جائحة كورونا

بعد أن عاني العالم العربي خاصة والعالم الأوربي من تداعيات انتشار فيرس كورونا وكيف أثر على اقتصاد هذه الدول، تتخوف الكثير من الدول من تعطيل سلاسل الامداد، والتي ستؤثر على كل دولة بشكل مختلف، وفيما يلي سنكر أهم هذه التأثيرات:-

• معسكر الرابحين

من أهم التأثيرات التي حدثت بسبب الحرب الروسية الأوكرانية هو ارتفاع سعر برميل النفط إلى 130 دولار أمريكي قبل أن ينخفض سعره، ويستقر عند 100 دولار أمريكي، وبناء على مجموعة من الاحصائيات والتقديرات الصادرة من بنك HSbc فإن الزيادة في سعر النفط ستكون بما يعادل 10 دولار لكل برميل، وهو الأمر الذي سيترتب عليه عائد بما يعادل 65 مليار دولار من عائدات تصدير النفط لمجلس دول التعاون الخليجي.

وقد صرح موقع البنك الدولي أن وصول سعر البرميل إلى 100 دولار أمريكي يترتب عليه وجود فائض في الميزانية والحسابات الجارية بما يعادل 10% أو 15% على التوالي وذلك من اجمالي الناتج المحلي لدول مجلس الخليج.

هذا بالإضافة إلى أن السفير الأمريكي ديفيد ماك وهو مساعد زير الخارجية الأسبق لشئون الشرق الأوسط ويعمل في الوقت الحالي كخبير بالمجلس الأطلسي بأن الحرب بين روسيا وأوركرانيا عززت من الوضع الحالي من نفوذ كبار مصدرين الطاقة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وبصفة خاصة عززت موقف كلا من الإمارات العربية المتحدة، وكذلك والمملكة العربية السعودية.

ولكن من الجدير بالذكر أن كلا من العراق وليبيا كان هذا الحدث بالنسبة لهما ايجابيا، ويرجع السبب في ذلك في أنهما بالرغم من أنهما مضطربان إلا أنهما قادران على تحسين أوضاعهم لزيادة الدخل من حجم الاحتياطي من النفط والغاز لكلا منهما بشكل سريع وكبير.

وقد اتفق عدنان مازاري وهو نائب مدير الشرق الأوسط بصندوق النقد الدولي مع الرأي الذي صرح به ديفيد ماك، هذا وقد أضاف من خلال أحد تصريحاته لأحد الصحف أنه لاشك أن الدول المنتجة للغاز والنفط حققت ومازالت تحقق عوائد مالية ضخمة بسبب اندلاع الحرب فيما بين روسيا وأوكرانيا.

وبالرغم من أنه حدث انخفاض في سعر تداول النفط خلال الفترة القليلة الماضية ووصل إلى أقل من 100 دولار أمريكي إلى أن هذا السعر يعتبر أكبر بكثير مما كان عليه سعر برميل النفط قبل اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا في نهاية شهر فبراير للعام الماضي.

ولكن أكد كازاري أن اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية لا يعني أن الأمور على ما يرام بالنسبة للدول المنتجة للبترول في الشرق الأوسط ويرجع السبب في ذلك في أن تبعات هذه الحرب كانت سلبية على مستوى العالم، هذا بالإضافة إلى غياب اليقين، وانخفاض معدل النمو في حجم الطلب على الطاقة.

• معسكر الخاسرين

وبالتأكيد بم أنه يوجد جانب للرابحين من الحرب، فإنه يوجد جانب خسران من هذه الحرب، وذلك لأنه الدول الشرق أوسطية والغير مصدرة للغاز أو النفط فإنها بلا شك ستكون على غير ما يرام، ويرجع السبب في ذلك في أن تكلفة استيراد هذه المواد سترتفع بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانية، هذا بالإضافة إلى وجود ارتفاع في أسعار المواد الغذائية والمحاصيل الزراعية.

وقد أضاف مازاري أن أسعار الذرة والشعير والقمح قد ارتفعت كثيرا، وستستمر ذلك لفترة وإن استمرار زيادة الأسعار أكثر من ذلك للدول المستوردة للغذاء مثل تونس ومصر ولبنان، فعلى سبيل المثال إن نظرنا إلى مصر كدولة مستوردة للمواد الغذائية سيؤدي إلى وجود العديد من المشاكل التي ستواجهها هذه الدول عند استيراد هذه المواد.

وبالرغم من كلا من مصر ولبنان تواجه العديد من الضغوط والمشاكل في كيفية التعامل بسبب ارتفاع الأسعار في المواد الغذائية إلا أن هذه الدولتان اعتمدت في صادراتها من زيت عباد الشمس والحبوب والبذور على اوركرانيا، وروسيا.

ومن الجدير بالذكر أنه في حالة استمرار ارتفاع الأسعار بسبب عدم استقرار الوضع السياسي بروسيا وأوكرانيا قد يؤدي إلى حدوث مجاعة جماعية بسبب عدم قدرة الأفراد على مواجهة ارتفاع الأسعار، بالإضافة إلى توقع تدهور الوضع الصحي للسكان، وحدوث حرب أهليه إلى هؤلاء.

وقد صرح أحد المختصين بأنه حتى الآن هناك نسبة كبيرة من عدم اليقين في وقوع العقوبات التي تم فرضها على روسيا بسبب تأثيرها سلبا على اقتصاديات العالم العربي.

هذا بالإضافة إلى أنه يوجد بعض المؤشرات التي تشير إلى أنه يوجد العديد من العلامات التي توضح إلى أنه هناك الكثير من الارتفاعات في تكاليف المواد الغذائية الخاصة ببعض الدولة العربية، ويأتي على رأس هذه القائمة مصر، والتي يمكن أنه في حالة ارتفاع أسعار السلع عن حد معين يمكن أن يؤدي ذلك إلى عدم قدرة سكانها على احتمال هذا الأمر.

• معسكر الوسط

وبالرغم من أنه يوجد مجموعة من الدول العربية الرابحة من هذه الحرب، وذلك بسبب تصديرها نسبة من الغاز والنفط إلى باقي الدول إلا أنه يوجد من بين هذه الدول بعض الدول الخاسرة، ويأتي على رأس هذه الدول الجزائر والعراق، ويرجع السبب في ذلك بسبب ارتفاع عدد السكان في هذه الدول، هذا بالإضافة إلى المشاكل التي تواجهها هذه الدول بسبب ارتفاع أسعار سلع المواد الغذائية التي تقوم باستيرادها.

وقد توقع مازاري من أن هذه الدول ستواجه مثل هذه المشاكل، ويرجع السبب في ذلك بسبب ارتفاع عدد سكانها، وهو على عكس المتوقع في بعض الدول الأخرى والتي يمكنها السيطرة على الموقف بسبب انخفاض عدد سكانها، وذلك مثل دول الخليج العربية.

• معضلة الديون الخارجية

وقد صرح ما زاري أنه يوجد مجموعة من الدول التي يوجد لديها مجموعة ضخمة من الديون وهذه الدول هي من دول الشرق الأوسط، ومن بين هذه الدول مصر وتونس، والتي يوجد لديها مديونية خارجية باهظة، ومن الجدير بالذكر أنه لا يوجد أزمة اقتصادية يمكن أن تحدث بلا سبب، ويرجع السبب في ذلك في أنها تكون متعلقة بأسباب ريما تكون بسبب أوضاع اجتماعية أو أوضاع سياسية.

ولكن ما يجدر به أن يقال أن علينا أن نتذكر أحداث الربيع العربي في أي جانب من جوانبها فعلى سبيل المثال في مثل هذا الوقت حدث ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية، إلا أن استمرار ارتفاع الأسعار كما هو في الوضع الحالي فإنه ينذر بأزمات اقتصادية كبيرة.

فيما سبق قدمنا لكم كل ما هو متعلق بالغزو الروسي وكيف أنه أعاق حركة تعافي النمو الاقتصادي بعد ما بدأ في الانتعاش بعد تجاوز المرحلة الصعبة من أزمة كورونا، والتي أثرت على العالم كله.