الشبيبة - العمانية
رعى صاحبُ السُّموّ السّيد بلعرب بن هيثم آل سعيد اليوم بالمتحف الوطني افتتاح المعرض السويسري "التصميم اللاتماثلي" المقام بالتعاون مع سفارة الاتحاد السويسري في سلطنة عُمان في إطار الاحتفال بمرور خمسين عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الصديقين، كما دشن سُموُّه معرض "الأمل 2023: الإسكان والناس والبيئة" الذي تنظمه الجامعة الألمانية للتكنولوجيا.
وتجوّل سُموُّه في المعرض السويسري للتصميم اللاتماثلي الذي يحتفي بتفرد التصميم السويسري الحداثي والمعاصر من مطلع القرن الـ (20م) مع بزوغ حركة "دادا" في زيوريخ، ووصولًا إلى التعابير ما بعد الحداثية.
ويعدّ هذا المعرض الذي يستمر حتى 22 يوليو القادم أول ظهور للتصميم السويسري اللاتماثلي في الشرق الأوسط، وأحد أول المعارض من نوعها على مستوى العالم خارج سويسرا، ويتميز بالتركيز على التصميم اللاتماثلي، حيث أن قرابة 40 بالمائة من القطع المعروضة بمسقط، لم يتم عرضها من قبل ومنتقاة بعناية ومن تصاميم متحفيه عالية المستوى لأشهر رواد العمارة، والتصميم خلال القرن الـ(20م) ومطلع القرن الـ(21م) الميلاديين.
واستمع سُمُوّه لشرح مفصّل عن القطع المعروضة وبشكل خاص موضوع الكراسي وثقافة الجلوس، إذ يكتسب الجلوس والتواصل بين الناس معنى خاصًّا وجديدًا، لا سيما بعد جائحة فيروس كورونا.
وقال سعادة جمال بن حسن الموسوي، الأمين العام للمتحف الوطني في كلمته أثناء حفل الافتتاح: "نحتفي بالتصميم السويسري وبالمصممين السويسريين المهتمين بالمبادئ الأساسية المؤكدة على المفاهيم الثقافية العُمانية والسويسرية القديمة، وتربطنا بعمق الجماليات والمفاهيم التي تحاول الإجابة على الأسس المعززة لنا وهي نمط المعيشة القائم على البساطة، وعدم التكلف، والانضباط، وضبط النفس، والإتقان، والكشف عن البساطة، والرقة، وكل يسير".
وأضاف: "نتعرف على أنفسنا بقوة الطبيعة، ونُعجب بمفاهيم الانعدام وحذف التعابير التي يكتنفها الغموض، وأهمية اللامتناهي، والعدم، والفراغ، والتوليف بين الفنون على خطى "الدادائية"، و"پول كلي"، و"ألبرتوا جياكوميتي"، و"إدوارد هوفمان"، ونظرائهم من المبدعين العُمانيين من الحرفيين المهرة صانعي المباخر الأثرية والأواني من الحجر الصابوني، وصانعي المراكب، والخطاطين، والمعمارين".
من جانبه قال سعادة توماس أورتليه سفير الاتحاد السويسري المعتمد لدى سلطنة عُمان في كلمته إنه عبر معرض "التصميم اللاتماثلي" سيتم عرض بعض القطع التي لم تُعرض من قبل منها أثاث بيير جانيريه من قائمة اليونسكو للتراث العالمي ومجمع شانديغار كابيتول في الهند، وبعض التصاميم السويسرية المعاصرة لفنانين منهم توم سترالا.
وأضاف سعادته أن المعرض يقام ضمن الاحتفالات بالذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الثنائية بين سلطنة عُمان والاتحاد السويسري، مشيرًا إلى أن هناك المزيد من الفعاليات التي سوف تقام احتفاءً بهذه المناسبة.
ووضح أن المتحف الوطني عبر هذا المعرض يُوفر مساحة مفتوحة للتفكير الإبداعي وتبادل الأفكار ووجهات النظر العُمانية / السويسرية حول الفن والتصميم الذي سيضيف بعدًا جديدًا للعلاقات الثنائية القائمة بين البلدين الصديقين.
وقال المهندس المعماري بيجا حاجي-مانوفيتش مصمم المعرض ومؤسس پ! غاليري في مدينة زيوريخ السويسرية إن ملامح التصميم الحالية تتشكل من عدد من التوجهات العصرية المملوءة بالرغبة في النجاح المشتعلة لدى المصمم أو صناع التصميم.
وأضاف أن معرض "التصميم اللاتماثلي" يستعرض مسيرة 100 عام من التصميم السويسري في اختيارات متعددة الاتجاهات؛ التجريبية، والبدائية، والمتواضعة، والصاخبة، والطفولية التي تكشف جوانب مختلفة للكيان الإنساني.
كما تجوّل سُمُوّه في معرض "الأمل ٢٠٢٣: الإسكان والناس والبيئة" الذي يركز على فكرة تطبيق منهجية إنشاء مدن صحية حديثة ومستدامة، من خلال تصميم وتحسين جودة المساحات الخارجية في الأحياء السكنية وجعلها قابلة للمشي وإحياء بيئات نشطة وصحية وحيوية.
وشاهد سُمُوُّه عرضًا مرئيًّا لدراسة افتراضية توضح كيف يمكن تحويل حي سكني في سلطنة عُمان إلى بيئة أكثر صحة ونشاطًا عن طريق تغيير بعض من سماته وفقًا لمبادئ المدن الصحية القابلة للمشي، حيث تم عرض نموذجين ثلاثيي الأبعاد يوضحان قبل وبعد التحويل مدعومًا برسوم مرئية متحركة تشرح خطوات هذه العملية.
وقال البروفيسور مايكل براون رئيس الجامعة الألمانية للتكنولوجيا في سلطنة عُمان في كلمته إن "معرض الأمل ٢٠٢٣: الإسكان والناس والبيئة" هو مبادرة لتعزيز التخطيط الذي يعتمده الناس لتنشيط البيئات الحضرية في عُمان بهدف إنشاء مدن بشرية وبيئات حضرية أكثر صحة وشمولية وأمانًا لتعزيز الرفاهية والحياة الاجتماعية.
وأضاف أن هذه المبادرة تجمع بين الهندسة المعمارية والتخطيط الحضري والعلوم الاجتماعية والتكنولوجيا والجوانب البيئية والاستدامة وغيرها الكثير، مشيرًا إلى أن نهج الجامعة الألمانية للتكنولوجيا متعدد التخصصات لمواجهة مثل هذه التحديات.
ويقام هذا المعرض الذي يستمر حتى 16 فبراير الجاري ضمن مبادرة "الأمل ٢٠٢٣" بدعم من الجامعة الألمانية للتكنولوجيا في سلطنة عُمان، والمتحف الوطني، ووزارة الصحة، ومنظمة الصحة العالمية، وبلدية تيرانا في ألبانيا، إلى رعاية الحوار بين العلماء والمخططين وصناع القرار مع المجتمع المدني والصناعة في الشرق الأوسط ومنطقة شمال إفريقيا (MENA) للنهوض بأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة والأجندة الحضرية الجديدة التي تبدأ في سلطنة عُمان.
وفي ختام جولة سُمُوّه في المعرضين، قدم المصمم السويسري بيجا حاجي-مانوفيتش هدية تذكارية لسُمُوّه ، كما سجل سُمُوُّه عقب ذلك كلمة في سجل كبار الزوار بالمتحف الوطني عبّر فيها عن إعجابه بالمعرضين وما ضمّاه من أبعاد فنية وإنسانية متنوعة.