تعرف على قصة دخول العمانيون للإسلام .. وكيف استجابوا لنداء الرسول ؟

بلادنا الاثنين ٢٣/يناير/٢٠٢٣ ١١:٤٣ ص
تعرف على قصة دخول العمانيون للإسلام .. وكيف استجابوا لنداء الرسول ؟
دخل العمانيون في الغسلام بإرادتهم، ليلعبوا بعدها دورًا مهمًا في دعم الدعوة الإسلامية

مسقط – الشبيبة

يروي لنا التاريخ العديد من القصص التي توثق الفترات التاريخية المهمة في مسيرة الشعوب، ومن تلك القصص قصة تكسير الصنم في ولاية سمائل بداخلية سلطنة عُمان، وبطلها مازن بن غضوبة – رضي الله عنه – لتكون تلك القصة وما أعقبها من أحداث البداية الفعلية لإسلام أهل عُمان.

كانت رسالة الإسلام الحنيف إلى عُمان نقلة نوعية لشعب عمان، فقد استجابوا لنداء الرسول سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – ودخلوا فيه بإرادتهم، ليلعبوا بعدها دورًا مهمًا في دعم الدعوة الإسلامية ونشرها في مشارق الأرض ومغاربها.

واستقبل عبد وجيفر إبنيّ الجلندى رسالة رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برحابة صدر دون خوفٍ أو وجل، واستجابوا للدخول في الإسلام طواعيةً دون إكراه ولا حمل سلاح.

لتكون بذلك عُمان من أوائل الدول التي اعتنقت الإسلام، لتشرق شمس الدين الإسلاميّ عليها، ويعيّن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عمرو بن العاص – رضي الله عنه – على عُمان ليعلمهم شؤون دينهم ودنياهم، هذا بحسب ما أشار إليه كتاب تحفة الأعيان للإمام السالمي.

ويوثق التاريخ كما يقول الباحث في التاريخ العمانيّ المكرم الدكتور محمد الشعيلي في لقاء سابق على إذاعة "الشبيبة": أن بناء مسجد المضمار بولاية سمائل يعود للسنة السادسة للهجرة وهو أول مسجد بني في عمان، ومن خلال ذلك يمكن الاستدلال على تاريخ دخول مازن بن غضوبة في الإسلام وبداية انتشاره في عُمان. فيمكن القول إن تلك الفترة تنحصر بين العامين الخامس والسادس للهجرة من سنة بناء المسجد.

وقد ساهمت عُمان بعد إسلامها في الفتوحات الإسلاميّة، ولم تتخلف منذ فجر إسلامها عن المشاركة في الفتوحات برًا وبحرًا. إذ تذكر الروايات التاريخيّة في كتاب فتوح البلدان للبَلَاذُري تولي عبد بن الجلندى سرية كان فيها حسان بن ثابت الأنصاريّ لحرب الغساسنة. وكان عبد حسن الرأي والتدبير.

ويشير الكتاب إلى مشاركة أهل عُمان في حروب الردّة في حياة أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – إذ تعاونت عدد من القبائل العمانيّة معه وواجهوا جيوش الروم في الشام.

وبالإضافة إلى دور عُمان في فتح العراق وفارس وخاصة من ناحية البحر دورًا عظيمًا. إذ توثق الروايات التاريخيّة ذلك في أن الخليفة عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – طلب من والي عُمان عثمان بن أبي العاص الثفقي آنذاك عام 16 هجري ليعبر عباب البحر لمحاربة كسرى ملك الفرس فخرج الثقفي ومعه آلاف المحاربين من أزد عُمان.

وبحسب صفحة رسالة الإسلام من عمان على موقع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية يقول التاجر والدبلوماسي الأمريكي أدموند روبيرتز الذي زار السيد سعيد بن سلطان عام 1833م، وكتب تقرير عن تلك الحقبة: "جميع الأديان، تحت حكم السلطان، ليس مجرد التسامح، ولكنها محمية من قبل جلالته. وليس هناك أي عائق مهما كان لمنع المسيح، او اليهود أو غير اليهود من التمسك بتعاليم دياناتهم وبناء دور العباد لهم".

وهكذا عُرفت عُمان بتسامحها الديني، وخدمتها للإسلام وتعاليمه منذ بزوغ فجر الإسلام فيها مطلع السنة السادسة للهجرة وإلى يومنا هذا.