مسقط - سارية بنت سعيد الغنيمية
الصحافة ولدت لتعيش وتبقى حرة، تنير العقول وتنقل الأخبار ووجهات النظر وتشحذ عقول الناس وتحفزها على التفكير، وهي أول وأهم حماية حقيقية لحرية الإختلاف في الرأي، طالما أنها تمارس وفق القانون ودون المساس بالإطار العام المحدد، وهي تكتسب أهميتها كلما كانت مثار اهتمام ومتابعة واثارة للتفكير والإختلاف.
في الحوار التالي يتحدث الكاتب علي المطاعني عن الصحافة ودورها وابرز ما يتعرض له كردود افعال حول مقالاته.
كيف تجد الصحافة الآن وإهتمامها بالقضايا المعاصرة؟
-اهتمام الصحافة بقضايا المجتمع المعاصرة في خطر بسبب تخوف الإعلاميين من الانتقادات أو رقابة المجتمع، فهناك تخوف عام لدى الصحفيين من التعاطي مع قضايا الرأي العام و مناقشة سلبيات المجتمع، فاليوم لم تعد رقابة من الحكومات او الجهات، و إنما من المجتمع، فالصحفي يتوجس من انتقادات في مواقع التواصل الاجتماعي مع ايمان البعض بأن هناك أخطاء مجتمعية تحتاج إلى معالجة، وظواهر تحتاج إلى نقد صحفي، الأمر الذي سوف يسهم في تراجع دور الصحافة إلى مستويات غير معروفة و يثير شكوك حول قيادة الرأي العام هل ستكون لمواقع التواصل الاجتماعي ام لوسائل الإعلام الجماهيرية التي يجب عليها أن تعي دورها الصحيح.
ماهي المرتكزات التي تبني عليها رأيك ووجهة نظرك؟
- المرتكزات التي ابني عليها وجهة نظري هي قناعتي بالذي اكتبه قناعة تامة، وإيماني العميق بأهمية تغيير المجتمع ليكون مسؤولا وقادرا على الإيفاء بالاستحقاقات الحالية، كمعرفة قيمة الوقت واهمية الإنتاج والعمل للنهوض بالوطن، فالدول هي شعوب، وهذه القناعات ناتجة عن غيرتي وحبي لوطني والمواطنين، لأن الوطن يحتاج للجميع ويحتاج إلى عمل مضني و دؤوب من كل الفئات و الشرائح. فهناك ممارسات خاطئة كثيرة في المجتمع تحتاج إلى تقويم و تصحيح، والكاتب يلامس المجتمع بكل الاتجاهات سواء مع المجتمع أو ضد تصرفاته.
كيف تجد تقبل المستمع أو القارئ لرأيك وكتاباتك؟
-أجد تقبل القارىء و المستمع للاراء التي اكتبها ينقسم إلى عدة أقسام الأول غير واع لما اكتب فيه ويتعاطى معه بشكل سلبي وهذه شريحة الشباب الذين يكتفون بالإنكباب على مواقع التواصل الاجتماعي، فالبعض لا يقرأ ما تضمنته المقالات ولا يعرف ما تهدف إليه و يطلق تغريدات لمجرد أنه شارك في الحملة أو التغريدات التي أطلقت من الآخرين، وأكثر هؤلاء من مواقع واتساب وتويتر و فيس بوك.
والقسم الثاني يمكن أن نطلق عليهم المتضررين، مثل هؤلاء الذين شعروا بانهم قد يتضرروا من مقال الإجازات على سبيل المثال، حيث تصادف أن الحكومة قلصت الإجازات بشكل لم تشهده السلطنة خلال عشرين عاما، مما اضر بالكثيرين خاصة في عيد الأضحى المبارك، رغم أن الاجازة جاءت وفق النظام المحدد، إلا أن البعض فهم خطأ، و هذا ليس معناه بأن المطالبات بتقليص تمديد الإجازات التي كتبت فيها مقالات كثيرة ربما ضغطت بعض الشىء لوضع حد لتمديد الإجازات، وغيرها من المقالات التي أوجدت اهتماما واسعا من القراء و المجتمع.
والقسم الثالث مؤيد لمقالاتي وما تهدف إليه وهذا القسم يضم الفئات الواعية والمتعلمة و المثقفة، فقد تقليت اتصالات كثيرة من فئات من المجتمع تؤيد المقالات وتعزز من معنوياتي وتشد على ما اكتب بأنها هي الصحيحة لبناء المجتمع، والاعتماد على الذات، وعدم التأثر بما يثار في مواقع التواصل الاجتماعي، وبعض المتصلين لاول مرة اعرفهم، إلا أنهم من تحمسهم للاراء التي كتبتها سارعوا بالبحث البحث عن رقم هاتفي والاتصال بي، وتشجيعي على الاستمرار في طرح هده الأفكار البناءة والقوية التي تطرح لأول مرة في المجتمع بهذه الصراحة التي تفتقدها الصحافة، وهذه الشريحة واسعة أيضا.
هل تتواصل مع القراء؟
-نعم يحدث هذا كثيراً، ذات ليلة على سبيل المثال تلقيت اتصالا في وقت متأخر، وكان المتصل شخص مثقف ومتحدث ومفكر جيد ، وفاجأني أنه يعمل كسائق سيارات ثقيلة، تحدث معي حول عدد من المواضيع الوطنية والاقتصادية وكان ملهما لي في عدة مقالات وهذا دليل على الخبرات الموجودة في البلد ووجود عدد كبير من المثقفين وانا استفدت من هذا الشخص كثيراً وصارت بيننا صداقة منذ ذلك الوقت .
ويمكن للكاتب أن يستمد بعض أفكاره من الجمهور ولكن لابد أن يكون مقتنعاً بها ومتأكداً من المعلومات والأرقام .
ماهو أكثر موقف أحزنك حدث معك بسبب مقالاتك ؟
- تلقيت إتصالاً من أحد الأقارب يسألني عن حقيقة ماتردد حول وفاتي، وكانت تلك الاشاعة قد ترددت في وقت اثارة موضوع الاجازات وكان الأمر محزناً للغاية بالنسبة لي، لأن مستوى التعاطي غير إيجابي ووصل الى مستويات غير مناسبة لطبيعة المجتمع العماني.
ماهو المقال الذي تعتز به وتحقق على ارض الواقع ؟
-مقال كان عن البيع في الظلام وكان يطالب بتغيير الية البيع في مشروع الموج مسقط، وهناك الكثير من المقالات تحقق على أرض الواقع مثل مقال البترول والاجازات وغيرها.
هل المجتمع أصبح همه السخرية والنقد غير بناء أكثر من احترام آراء الصحفيين؟
-السخرية أو النقد غير البناء موجود من عامة الناس أو الفئات الشابة غير المتعلمة أو المراهقة التي لا تدرك ماهية النقد وكيفية النقد، والكاتب يجب أن يتوقع مثل هذه الممارسات الخاطئة ويتحمل هذه الممارسات في سبيل التغير في المجتمع وتوصيل اراءه سواء قبل البعض ام لم يقبل بها، فهو ليس معنى بأن كل القراء أو المجتمع يشاطره اراءه ويوافق عليها، وهذه من المسلمات التي يجب أن يؤمن بها كل فرد منا، فالسخرية موجودة ولا يجب أن تهز شعرة منا كاعلاميين، ومن الطبيعي أن يلاحق الناجحين بمثل هذه الممارسات الخاطئة، فلا بد من التضحية والصبر على ذلك.
ماهي العوائق التي يمر بها الصحفي وكيف تتقبلها؟
-العوائق التي يواجهها الصحفي مثل أي عمل يواجهه الآخرون الذين يعملون في مجالات أخرى فكل عمل له تحديات وصعاب بدون تغييب لذة العمل وحلاوته، فالعمل الصحفي المهم والكبير والقوي من الطبيعي أن لا يكون سهلا، وإنما صعبا لكن تخرج بقصة خبرية لم يخرج بها غيرك و هنا تميز، فالصحافة تعرف بمهنة البحث عن المتاعب و لكن رسالة مهمة في المجتمع تأثيرها يفوق غيرها ومن هنا تكمن صعوبتها.
كيف ترد على سخرية البعض من كتاباتك ورأيك؟
-أعتبر أن هذه الردود هي إفراز طبيعي في مجتمع لم يتعود على النقد بهذا الشكل القوى، و من الطبيعي تكون ردود الفعل القوية سلبية كنوع من تفريغ شحنات إزاء ما كتبته و لكن أتفهم هذه الردود ككاتب صحفي متمرس في الكتابة، ولا اتحسس منها إبدا، إنما اتفاعل معها بكل إيجابية و لا ارد على الإساءات إبدا و البعض يدخل في نقاشات و أقنعه من خلال التواصل معي وهنا اكتشفت بأن المجتمع يحتاج للمزيد من التوعية النوعية حول بعض الجوانب لكي يكون أكثر إيجابية و تفاعلا مع الواقع بكل واقعية، وهناك ازعاجات كثيرة تعرضت لها من اتصالات وادخالي في جروبات الواتساب من أناس لا أعرفهم يريدوا التعليق.