لميس الكعبي
عراق الحب وعُمان السلام يلتقيان اليوم في عرس خليجي25 في المباراة النهائية الحاسمة التي ستقرر من سيحمل لقب بطولة كأس الخليج 25 .
هكذا هي الأقدار كالأهداف أصبحت تجمعنا ، كم تمنيت بخاطري لو كان بدر شاكر السياب بيننا لكتب أحلى القصائد عن لقاؤنا التاريخي في البصرة الفيحاء .
عندما يكون الخصم الذي تواجه حبيب ورفيق وصديق وقريب من القلب يكون الأمر في غاية الصعوبة ، الجمهور العماني صاحب الحضور الطاغي في البطولة كان له وقع مختلف مميز هذه المرة عن غيره لقد نقل الصورة الحية والأوضح للعالم أجمع .
لأول مرة أقولها طعم الفوز يشبه طعم الخسارة بالنسبة لي إما الحب او السلام سينتصر وكـلاهمـا مكمـلان لبعضهمـا البعـض لم تبقى الا ساعات قليلة وتبدأ المباراة التي ستجمع المنتخب العراقي بشقيقه المنتخب العُماني على أرض ملعب "جذع النخلة" ذلك الملعب الذي أستوحي تصميمه من جذع شجرة النخيل التي تشتهر البصرة بزراعتها، على أرضه سيلتقي 65000 الف متفرج عراقي وعماني يهتفون ويغنون أجمل الأغاني والأناشيد بالروح بالدم نفديك ياعراق، شعارنا سيفين والخنجر عماني .
هذا الملعب الذي تحيطه بحيرة اصطناعية على شكل خارطة العراق تضم 18 بوابة كل واحدة منها تحمل أسم محافظة في العراق شكلت صورة تاريخية ملحمية للعالم وكأن العراق يحتضن بداخله كل إخوته أبناء دول الخليج عُمان وقطر والسعودية والبحرين والأمارات والكويت واليمن وكأن الفراق الذي طال سنين لم يكن ودبت الحياة في البصرة من جديد وعاد إليها الشوق والحنين وجاء بعد الفراق العيد وأجتمع كل الأخوة في بيتهم العراق العظيم.
مابعد العسر يسر ومابعد الصبر عوض جميل ، لايوجد ماهو مستحيل مع الله ، أهالي البصرة فرحتهم لا تضاهيها فرحة بطولة كروية استثنائية لاتشبه من سبقتها أظهرت للعالم جوانب إنسانية واجتماعية عظيمة ميزت إبناء البصرة بكرمهم الذي فاق الوصف ، لقد كانت العرب تقول السخاء حاتم إذا أراد بعض الناس أن يضرب مثلا للكرم فإنه يذكر حاتم الطائي فيقول بعضهم : كرم حاتمي، واليوم كل العالم يقول السخاء بصرة والدنيا بصرة .
لطالما كنت أردد مقولة الأفعال دائماً أبلغ من الأقوال وصدق البصريين عندما قالوا "بيوتنا مفتوحة لضيوف البصرة" واليوم أصبحت بيوت البصريين ملاذاً آمناً لكل إخوتهم الخليجيين.
رسالتي اليوم الى كل أبناء الخليج العربي انا بنت البصرة بنت العراق لا يهم بالنسبة لي من سوف يفوز او يخسر يكفينا أننا فزنا بمحبتكم وحضوركم وسط أبناء ديرتكم البصرة .
نحن إعلاميين البصرة الأصلاء لم نكن حاضرين لكننا كنا جنود مجهولين خلف الستار كنا حلقة وصل بين أهلنا البصريين وأهلنا من عُمان، مبارك لك ياوطني العراق هذا العرس الخليجي الكبير ومبارك لمدينتي عروسة الخليج البصرة هذه الاستضافة التاريخية العملاقة التي أبهرت العالم بحسن تنظيمها وقدمت لنا بطولة كروية استثنائية لم تنسى في تأريخ البطولات الخليجية شكراً لكل من ساهم في نجاح البطولة وأولهم اهل البصرة الأصلاء، الأوفياء، الكرماء واتوجه بالشكر الجزيل الى محافظ البصرة أسعد العيداني ورئيس الإتحاد العراقي لكرة القدم عدنان درجال على المجهود الكبير المبذول من اجل إنجاح بطولة كأس الخليج 25 وكل القائمين عليها والشكر موصول لكل أبناء سلطنة عُمان على حضورهم الجميل وتواجدهم بين أهلهم وناسهم العوائل البصرية البسيطة المحبة لهم .
واخيراً وليس اخراً خليجي25 بصراوي وأتمنى في المستقبل القريب رفع الحظر عن جميع الملاعب العراقية واستضافة بطولة كأس آسيا 2027 في البصرة
ومسك الختام العراق وعُمان القلب والعشق المعتق مبارك لنا الفوز ونجاح بطولة كأس الخليج 25.