الشبيبة - وكالات
اتخذ هوس (جيل زد) بالأشياء القديمة أبعاداً جديدة، ليصل إلى الهواتف القابلة للطي، فهذه الهواتف الصغيرة، التي قد يصل سعر الواحد منها إلى 20 دولاراً فقط، أصبحت تتصدر منصة «تيك توك» بيد الشباب مواليد الفترة من 1997 إلى 2012، إذ يصورون أنفسهم أثناء فتحهم علب الهواتف القابلة للطي منبهرين بحجمها الصغير وإمكانياتها البسيطة.
يفضل بعضهم تصوير مقاطع الفيديو القصيرة بكاميرات الهواتف القديمة، للوصول لصورة ضبابية خالية من تعقيدات اليوم المعتادة، والوصول لأفضل جودة تصوير، والأهم هو أنهم يستمتعون بالانفصال عن العالم الرقمي على قدر المستطاع.
لاقى الهوس الجديد تشجيعاً من بعض المشاهير، مثل المغنية كاميلا كابللو والممثلة دوف كاميرون، التي قالت خلال لقاء لها إنها بدلت هاتفها الذكي بهاتف قابل للطي، بعد أن وجدت نفسها تقضي أوقاتاً طويلة تتصفح فيها مواقع التواصل الاجتماعي.
ويقع عدد كبير من أبناء جيل زد في فخ قضاء ساعات طويلة على مواقع التواصل الاجتماعي، ما يؤثر على صحتهم النفسية.
فبحلول عام 2012، ومع انتشار الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي، بدأ يرتفع معدل الإصابة بالاكتئاب بين المراهقين، ويقول علماء النفس إن معدل الاكتئاب بين المراهقين زاد بواقع المثلَين في الفترة ما بين 2004 و2019، وفقاً لإدارة خدمات الإدمان والصحة النفسية الأميركية.
وجدت سامي بالازولو، الفتاة الجامعية ذات الثمانية عشر عاماً، نفسها تبكي معظم الليالي التي تقضيها في المدينة الجامعية بسبب اطلاعها على منشورات منفرة على مواقع التواصل الاجتماعي أو استقبالها رسائل من حبيبها السابق، فبدأت تستخدم الهاتف القابل للطي أثناء خروجها ليلاً مع أصدقائها، وسجلت مقطع فيديو ونشرته على موقع تيك توك لتشجع الآخرين من أبناء جيلها على شراء الهاتف القابل للطي، ولاقى مقطع الفيديو هذا رواجاً كبيراً، محققاً 14 مليون مشاهدة، وتقول بالازولو «يبعدني (الهاتف القابل للطي) عن كل مساوئ الجامعة، في حين يجمع كل مميزات الهاتف، إذ يحقق التواصل بين الناس وبعضها، ويلتقط الصور والفيديو… أحب الصور الضبابية التي يلتقطها الهاتف القابل للطي، فهي تعكس أجواء الجامعة بشكل عظيم».
أما ريجان بويدر، البالغة من العمر 18 عاماً، فتقول «لا أريد أن أظل منغمسة في تصفح هاتفي طوال الوقت، ويساعدني الهاتف القابل للطي على تحقيق ذلك، من قبل اعتاد الناس أن يختلطوا مع بعضهم البعض، كان تواصلهم حقيقياً وتلقائياً».
قد يكون السبب وراء حنين جيل زد إلى إعادة تجربة التسعينيات ومطالع الألفينات هو تمتع الأشخاص في هذه الفترة بالخصوصية من ناحية، وعدم الاكتراث المبالغ فيه بمثالية الصور التي يلتقطونها من ناحية أخرى.
تسبب هذا الحنين في آلاف التحميلات لتطبيقات مثل Hisptamatic وDazz Cam، وهي تطبيقات تعيد تجربة التصوير بالكاميرات التقليدية والكاميرات الرقمية، ومن المتوقع أن ينمو سوق الكاميرات أحادية الاستخدام بمقدار مليار و230 مليون دولار بحلول 2030.
وقالت شركة «آتش دي إم»، صاحبة الرخصة الحصرية لإنتاج هواتف نوكيا، إن جيل زد لم يكن من الفئات التي تستهدفها الشركة، إذ قالت جاكي كايتس، رئيسة قسم التسويق بالشركة: «إن هذا الجيل لم يمتلك يوماً هواتف نوكيا، وعلى الأرجح اكتشفوها من خلال شبكات التواصل».
ورجحت الشركة أن يكون سبب هذا التغيير إدراك مستخدمي الهواتف الذكية لطول الوقت الذي يقضونه في استخدام هواتفهم الذكية، ورغبتهم في الانفصال عنها لينخرطوا في الحياة بشكل أكبر، ويحسنوا من جودة تواصلهم مع من حولهم.
في عام 2022، توقعت شركة البيانات الدولية أن يرتفع سوق الهواتف القابلة للطي ليصل إلى 29 مليار دولار بحلول عام 2025، ما يعني أن يصل معدل نموه المركب السنوي إلى 70 في المئة.
وأنتجت شركة سامسونغ هواتف ذكية قابلة للطي، وقامت بشحن ما يزيد عن 10 ملايين وحدة منذ إصدار الجيل الأول، وهو ما يعادل نسبة 88 في المئة من كل سوق الهواتف القابلة للطي في 2022، لكن على عكس الهواتف الرخيصة التي يستخدمها الشباب للهروب من ضغط شبكات التواصل، يصل سعر هاتف Galaxy Z Fold4 الذكي القابل للطي إلى 1799.99 دولار، وأرجعت شركة أومديا، المتخصصة في تغطية الاتصالات والتكنولوجيا والإعلام، ارتفاع سعر هواتف سامسونغ القابلة للطي إلى ضعف المبيعات لموديلاتها السابقة، لكن المبيعات زادت بسرعة إلى 9 ملايين وحدة في عام 2021، بزيادة 309% على أساس سنوي.