مسقط - الشبيبة
قال سعادة الدكتور علي أبو سنة ، الرئيس التنفيذي لجهاز شؤون البيئة المصري، حول إمكانية الاستغناء عن النفط بشكل تام في المستقبل ، إنه في وجود الأزمة الحالية التي يشهدها العالم والمخاوف من نفاذ موارد الطاقة عالميا في المستقبل، فلابد من البحث عن مصادر بديلة وجديدة.
واضاف سعادته في تصريحات خاصة لموقع "الشبيبة" : " علميًا مثل هذه الموارد الطبيعية سيأتي يوم من الأيام وسينتهي ، ولكن يجب أن يكون لدينا خطة مدروسة للتخارج التدريجي جنبًا إلى جنب ، مع زيادة الموارد الطبيعية والطاقات المتجددة ، كالهيدروجين الأخضر وهو نوع من أنواع الطاقات الجديدة والمتجددة ، الذي (يحبو) الان ، ولكن فرصه الواعدة كبيرة جدًا ، واعتقد من المهم بالنسبة للدول العربية أن تسير بخطى حثيثة للتخارج التدريجي ، واللجوء إلى الاستدامة في مصادر متنوعة ، لأن الطاقة هي الحياة وهي الصناعة وكل شيء".
وعبّر ابو سنة ، عن سعادته بالمشاركة في النسخة الأولى لمؤتمر عُمان للاستدامة البيئية قائلا :"سعيد جدًا أن سلطنة عمان مهتمة في جانب الاستدامة البيئية لأنه يُعد أحد المتطلبات الرئيسية في تغير المناخ التي تؤثر على جميع دول العالم".
وقال المسؤول المصري: "العلاقة بين سلطنة عمان وجمهورية مصر هي علاقات أبدية وتعاون مستمر ، ونحن كوزارة البيئة في مصر مرتبطين بتعاون كبير جدًا مع هيئة البيئة العمانية ، و بيننا زيارات متبادلة كثيرة ، لتبادل الأفكار والخبرات ؛ على سبيل المثال في مجال رصد تلوث الهواء ومؤشرات تقييم الأداء البيئي والمحميات الطبيعية وإلخ ، لذا فهي علاقات مستمرة".
جاء ذلك خلال افتتاح أعمال “مؤتمر عُمان للاستدامة البيئية” في نسخته الأولى، ويتضمن العديد من الفعاليات التي تركّز على محور تلوث الهواء وتغيُّر المناخ.
وأضاف :" من ضمن الأمور الهامة بالنسبة لسلطنة عمان هي مشاركتها في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ ، بالإضافة إلى إنتاج الهيدروجين الأخضر".
وأوضح :"مصر أطلقت استراتيجية للهيدروجين الأخضر ، ومنها نتبادل خبراتنا مع أشقائنا في الدول العربية ، وجذب الاستثمارات في مجال التكنولوجيا ، والهيدروجين الأخضر مهم جدًا بالنسبة لمصر ، ونأمل أن نكون مركز للطاقة للعالم ، بوجود مقومات كطاقة الشمس".
وأفاد بأن هناك العديد من المبادرات للتعاون من خلال مجلس وزراء البيئة العرب ، وجامعة الدول العربية ، وفي هذا الإطار العربي والبيت العربي الواحد توجد العديد من الأنشطة في مجال على سبيل المثال تغير المناخ ، والتعامل مع تلوث الهواء بصفة عامة ، والعديد من المجالات ، وكل مجال له برنامج جماعي تشترك فيه الدول العربية ، ويتم سنويا عمل العديد من التقارير على معدل الإنجاز ، إضافة إلى التعاونات الثنائي كمثال بين مصر وسلطنة عمان.
وحول جودة الهواء خلال فترة فيروس كورونا "كوفيد19" ، قال سعادته :"خلال هذه الفترة الطبيعة انتصرت لنفسها ، وهذا الشيء بحد ذاته فريد جدًا ، حيث أن الإنسان يعتقد بأن قادر على السيطرة على البيئة ، ومجرد فيروس لا يُرى بالعين المجردة قلب الموازين ، كل سكان العالم بقو في منازلهم ، وانطلقت الطبيعة لوحدها نحو التعافي ؛ كل ذلك أثبت لنا أن علينا التعامل مع البيئة بشكل مختلف ، ولن نقدر على جمح آثار التغيرات المناخية"... مؤكدًا بأن هذا درس مهم جدًا من دروس فيروس كورونا "كوفيد19" :"بعض الدول بدأت بعمل خطط بما يسمى التعافي الأخضر ، وهو مرجع للتعامل مع البيئة بشكل صحيح ".
وأردف :"التغير المناخي هو واقع نعيشه ، وتأثيره لا يكون محدودًا على مكان أو دولة معينة التي قد تكون مصدر للتلوث ، بل يؤثر على العالم أجمع ؛ وهو حقيقة من الضروري التعامل معها ، وهو ما أصرت عليه مصر في مؤتمر المناخ cop27 وكان شعارها التنفيذ ثم التنفيذ ثم التنفيذ ، لأننا منذ أكثر من 20 عامًا نتحدث في مفاوضات ، وكان فيه عدم تعهد من الدول المتقدمة بتقديم 100 مليار دولار للدول النامية منذ عام 2015م ، فكان من المهم في مؤتمر شرم الشيخ للمناخ أن نُصِر على التنفيذ وتوفير التمويل العادل ، والانتقال العادل للطاقة".