سول : تعهدات بيونجيانج بلاقيمة

الحدث الأحد ٠٨/مايو/٢٠١٦ ٢٣:٣٧ م
سول : تعهدات بيونجيانج بلاقيمة

سول – ش – وكالات

قللت كوريا الجنوبية امس الاحد من أهمية تعهد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج-أون بـ"السعي من أجل إخلاء العالم من الاسلحة النووية" مشددة على أن هذا التعهد لم يكن مختلفا عن موقف بيونج يانج السابق ضد تخليها عن سلاحها النووي، طبقا لما ذكرته وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية للانباء.
وخلال المؤتمر الحالي لحزب العمال الكوري الحاكم، قال كيم إن بلاده ستفي بـ"صدق" بالتزامها بعدم انتشار الاسلحة النووية وستستعى لاخلاء العالم من الاسلحة النووية.وتعهد أيضا بعدم استخدام الاسلحة النووية ما لم تتعرض سيادة كوريا الشمالية لانتهاكات.
ونقلت يونهاب عن مسؤول حكومي كوري جنوبي بارز طلب عدم الكشف عن هويته قوله في تصريحات هاتفية "بينما يصف (كيم) بلاده بأنها دولة مسلحة نوويا مسئولة، أشار إلى إخلاء العالم من الاسلحة النووية وهذا يعني أن كوريا الشمالية لن تسعى للتخلي عن سلاحها النووي".
وأضاف "ما تعنيه كوريا الشمالية بإخلاء العالم من الاسلحة النووية هو أنه ستتخلى عن أسلحتها النووية عندما يتخلى العالم بأسره عن أسلحته النووية".
وتابع أنه لم يكن هناك أي "رسالة إيجابية" في بيان كيم.
وكانت وكالة الانباء المركزية الكورية الشمالية قد نقلت في وقت سابق من امس الاحد عن كيم قوله إنه مستعد أيضا لتحسين العلاقات مع الدول "المعادية". كما دعا إلى إجراء المزيد من المباحثات مع كوريا الجنوبية للحد من سوء الفهم وانعدام الثقة بين الجانبين.
وحث كيم الولايات المتحدة على البقاء بعيدا عن المشكلات بين الكوريتين، وفقا لما ذكرته وكالة الانباء المركزية الكورية الشمالية.
وجاءت تصريحات كيم أمس السبت أثناء المؤتمر العام لحزب العمال الحاكم الذي افتُتح يوم الجمعة واستمر على مدى يومين.
وكان الزعيم الكوري الشمالي قد أشاد في افتتاح أول مؤتمر لحزب العمال الكوري الشيوعي الحاكم منذ 1980 بتجربة القنبلة الهيدروجينية التي أجرتها بلاده في يناير الماضي واعتبرها نجاحا كبيرا.
وقال كيم في خطاب افتتاح المؤتمر أمس الاول الجمعة إن اختبار القنبلة الهيدروجينية الذي أجرته القوات المسلحة بمساعدة الأقمار الصناعية يعتبر "تعزيزا لكرامة البلاد وقوتها".
وكان مجلس الأمن الدولي شدد الإجراءات العقابية على كوريا الشمالية ردا منه على الاختبار النووي، وعلى إطلاق بيونج يانج صاروخ فضاء أثار الكثير من الجدل.

دفاع فقط
واعلن زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ-اون امام المؤتمر العام للحزب الحاكم في بيونغ يانغ امس الاحد ان بلاده لن تستخدم السلاح النووي الا اذا تعرضت لهجوم من قبل قوة نووية، معبرا عن امله في تحسين العلاقات مع البلدان التي "كانت معادية في الماضي".
وامام آلاف المندوبين المجتمعين في اول مؤتمر لحزب العمال الكوري منذ 36 عاما، وعد الزعيم الكوري الشمالي بان بلاده "ستفي بالتزاماتها" في مجال حظر الانتشار النووي وستمارس ضغوطا في سبيل جعل العالم خاليا من السلاح النووي.
وتأتي تصريحات كيم جونغ اون التي نشرتها وسائل الاعلام الرسمية الاحد، بينما يثير احتمال اجراء بيونج يانج تجربة نووية خامسة قلقا.
وكان الزعيم الكوري الشمالي افتتح المؤتمر الجمعة باشادة بالتجربة النووية "التاريخية" التي جرت في كانون الثاني/يناير وبرهنت على "القوة غير المحدودة" لبلده، على حد قوله.
وكانت كوريا الشمالية اكدت حينذاك انها تجربة لقنبلة هيدروجينية لكن الخبراء يشككون في صحة ذلك نظار لكمية الطاقة التي انبعثت عن هذا الانفجار.
وفي مواجهة قلق الاسرة الدولية، سعى كيم جونغ-اون بشكل واضح الى تقديم نفسه على انه زعيم "مسؤول".
ونقلت وكالة الانباء الكورية الشمالية عن كيم قوله ان "جمهوريتنا، بصفتها دولة مسؤولة لديها اسلحة نووية، لن تستخدم السلاح النووي الا اذا انتهكت سيادتها من قبل اي قوة معادية وعدوانية بقنابل ذرية".
وتشير تصريحات باللغة الكورية بشكل واضح الى ان استخدام السلاح النووي سيناريو يتطلب هجوما نوويا على الشمال.

عقيدة متغيرة
وكانت كوريا الشمالية انسحبت من معاهدة الحد من انتشار السلاح النووي الذي يجبر الدول على ان "تجري بحسن نية مفاوضات حول اجراءات متعلقة بالحد من السلاح النووي".
والعقيدة الكورية الشمالية في ما يتعلق باللجوء الى الترسانة النووية كانت دائما متقلبة.
فعندما اجرت اول اختبار لها في 2006، اكدت كوريا الشمالية انها لن تستخدم ابدا اسلحتها النووية. ومع ذلك تطلق التهديدات باستمرار بشن هجمات ذرية وقائية ضد واشنطن او سيول.
في السنوات الاخيرة شددت بيونغ يانغ على تطوير اسلحة تكتيكية وضاعفت تجاربها التي باتت تشمل اكثر فاكثر انظمة اطلاق من غواصات.
وقال الزعيم الكوري الشمالي في خطابه السبت ان بلاده ستعمل على تحسين وتطبيع العلاقات مع الدول الصديقة وحتى تلك "التي كانت معادية في الماضي"، في موقف اراد ان يبدو مبادرة تهدئة.
يرى خبراء ان بيونغ يانغ يمكن ان تنتهز فرصة هذا المؤتمر التاريخي لتمد اليد الى واشنطن.
وشارك مسؤولون اميركيون وكوريون شماليون في السنوات الاخيرة في لقاءات غير رسمية. لكن هذه الاجتماعات تعثرت على ما يبدو حول مسألة شروط استئناف حوار بين البلدين.
وانتهت الحرب بين الكوريتين (1950-1953) بهدنة لم يوقع بعدها اتفاق سلام، مما يعني ان سيول وبيونغ يانغ ما زالتا تقنيا في حالة حرب.
ولم يذكر كيم خلال هذا المؤتمر الاول منذ 1980، اي شىء يوحي بان بلاده قد تكون مستعدة للتخلي عن برنامجها النووي المحظور مقابل مفاوضات. وقد اكد العكس بتشديده على اهمية الردع النووي في نظر نظامه الاكثر انغلاقا وعزلة في العالم.
وتعززت التكهنات باجراء تجربة نووية خامسة. فقد افادت مجموعة خبراء أميركيين كوريين في تقرير السبت ان صورا التقطت عبر الاقمار الاصطناعية تشير الى وجود آليات بالقرب من موقع بونغي-ري الكوري الشمالي للتجارب النووية.
وقال المعهد الاميركي الكوري في جماعة جون هوبكينز في تقرير ان "وجود آليات ليس شائعا بدون استعدادات لتجربة".
ومنذ وصول الزعيم الشاب الى السلطة في ديسمبر 2011 بعد وفاة والده، اجرت كوريا الشمالية تجربتين نوويتين وتجربتي اطلاق صواريخ ادرجتا في خانة تجربتي اطلاق صواريخ بالستية.
وحشدت البلاد كل طاقاتها لتنظيم المؤتمر خلال سبعين يوما في حملة دانتها منظمة "هيومن رايتس ووتش" المدافعة عن حقوق الانسان، معتبرة انها عمل قسري.