غزة - علاء المشهراوي
اقتحم عشرات المستوطنين اليهود؛ صباح أمس الأحد، باحات المسجد الأقصى المبارك بمدينة القدس المحتلة، من "باب المغاربة" (أحد أبواب الأقصى ويخضع لسيطرة الاحتلال بشكل كامل؛ منذ احتلال مدينة القدس).
وذكرت وكالة "قدس برس" أن 20 مستوطنًا، إضافة إلى 70 "مرشدًا يهوديًا"، اقتحموا المسجد الأقصى من "باب المغاربة"، وتجولوا في باحاته "ضمن فترة الاقتحامات الصباحية"، حيث أمنت شرطة الاحتلال والقوات الخاصة الإسرائيلية الحماية لهم حتى خروجهم من "باب السلسلة" (من أبوب الأقصى).
وأشارت إلى أن عددًا من المصلين الذين تواجدوا؛ منذ الصباح الباكر، في حلقات العلم والقرآن داخل المسجد الأقصى، تصدوا للمجموعات الاستيطانية بـ "التكبير"، قرب المصلى القبلي.
وفي السياق ذاته، منعت شرطة الاحتلال الإسرائيلية أمس المواطن المقدسي مروان الهشلمون من دخول المسجد الأقصى، لحين صدور قرار رسمي يقضي بإبعاده عنه لفترة معينة.
وكانت قوات الاحتلال قد سلمت الهشلمون أمس الأول استدعاء للمقابلة في مركز تحقيق "القشلة" (غربي القدس)، كما قامت الشهر الماضي بإبعاده عن المسجد الأقصى لمدة 15 يومًا وفرض الحبس المنزلي عليه لمدة أسبوع.
ورصدت "قدس برس" اقتحام نحو ألف و868 مستوطنًا وطالبًا ومرشدًا يهوديًا باحات المسجد الأقصى؛ منذ بداية إبريل الفائت وحتى نهايته، حيث تكثّفت تلك الاقتحامات خلال "عيد الفصح العبري" (الذي صادف الأيام من 22- 29 أبريل الفائت)، وذلك خلال فترتيْ الاقتحامات الصباحية والمسائية؛ حيث تجاوزت ألف مستوطنٍ في ذلك الأسبوع وحده.
كما أن أكثر من 67 عنصرًا شُرَطيًّا وضابط مخابرات إسرائيلي، اقتحموا باحات المسجد ضمن جولات استكشافية شملت اقتحام المصلّيات المسقوفة، إضافة إلى اقتحامات عناصر شرطة الاحتلال والقوات الخاصة التي تؤمّن الحماية للمستوطنين اليهود بشكل يومي أثناء الاقتحام منذ لحظة دخولهم من "باب المغاربة" حتى خروجهم من "باب السلسلة"، حيث تعلو أصواتهم بالغناء إضافة للرقص وأداء الصلوات التلمودية.
وفي الأثناء؛ أدى مستوطن ومستوطنة طقوسا تلمودية صامتة في منطقة باب الرحمة، المعروفة باسم "الحُرش" الواقعة بين المُصلى المرواني وباب الأسباط في الأقصى، بحماية عناصر من قوات الاحتلال.
وقال شهود عيان، "إن المستوطنين ينفذون جولات استفزازية داخل المسجد، وعادة ما يتوقفون في منطقة باب الرحمة للاستماع إلى شروحات من "حاخامات"، أو "مرشدين"، حول أسطورة "الهيكل المزعوم" مكان الأقصى، ويحاولون خلالها أداء طقوس وشعائر تلمودية في المكان، يحبطها حراس المسجد في معظم الأحيان".
وتصدى المصلون وطلبة مجالس العلم بهتافات التكبير الاحتجاجية ضد اقتحامات وجولات المستوطنين، في الوقت الذي تواصل فيه شرطة الاحتلال فرض إجراءاتها المشددة على دخول الشبان والنساء للمسجد، وتحتجز بطاقاتهم الشخصية، إلى حين خروجهم منه.
وفي غضون ذلك؛ رفض الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، اقتراح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بتنظيم مؤتمر حول تاريخ اليهودية لموظفي الأمم المتحدة، بعد اعتماد اليونيسكو قرارا حيال المسجد الأقصى.
ورد ملادينوف، على اقتراح نتنياهو بالرفض: "إذا اراد أحد إرسال دعوات فليوجهها إلى باريس وسفراء الدول الأعضاء في اليونيسكو هناك"، مضيفًا أن "العاملين في الأمم المتحدة في القدس ملمون جيدا بتاريخ المنطقة وشعوبها ودياناتها".
وتبنى المجلس التنفيذي لليونيسكو الشهر الفائت قرارا يدين بشدة الاعتداءات الإسرائيلية والتدابير غير القانونية التي تتخذها إسرائيل، والتي تحد من حرية العبادة التي يتمتع بها المسلمون ومن إمكانية وصولهم إلى الموقع الإسلامي المقدس المسجد الأقصى".
وأثار هذا النص غضب إسرائيل، وندد نتنياهو بقرار وصفه بأنه "سخيف"؛ لأنه برأيه "يتجاهل العلاقة التاريخية الفريدة بين اليهودية وما أسماه "جبل الهيكل". ولم يستخدم النص تسمية "جبل الهيكل" التي يطلقها اليهود على المسجد الأقصى، الذي يعتبر ثالث الأماكن المقدسة للمسلمين.