القدس المحتلة – نظير طه
نفت حركة الجهاد الإسلامي بشدة مزاعم جيش الاحتلال بوجود تفاهمات تتيح لها العمل لمسافة مئات الأمتار داخل قطاع غزة، مؤكدة رفضها فكرة وجود نقطة عازلة شرق القطاع.
وأكدت الحركة في بيان لها يوم أمس الأحد، أن هذه التسريبات عارية عن الصحة تماما، وأن الفريق الفلسطيني رفض خلال المفاوضات التي جرت أثناء العدوان برعاية مصرية هذا الطلب، موضحة أن ذلك كان أحد الأسباب في إطالة أمد العدوان.
وشددت الحركة على أن "ما عجز العدو عن تحقيقه في عدوان 2014، لن يحصل عليه عبر بعض أشكال العدوان الجديدة على حدود القطاع مؤخرا، والتي يسعى العدو من خلالها لفرض واقع جديد وتغيير قواعد الاشتباك على طول خط الهدنة شرق قطاع غزة"، حسب تعبير البيان.
ودعت حركة الجهاد الإسلامي "رجال المقاومة من كل القوى إلى التصدي لأي محاولة اقتحام او تجاوز لقوات العدو خط الهدنة عام 1948 شرق القطاع، حتى يأذن الله بالنصر والتمكين و إنهاء الاحتلال وتحرير المقدسات"، حسب ما جاء في البيان.
يشار الى أنه يسود هدوء على الجبهة بين قطاع غزة وإسرائيل، منذ أمس، وكما يبدو أنه جرى التوصل إلى تفاهمات لوقف إطلاق نار في أعقاب تصعيد دام أربعة أيام وأعقب توغل آليات عسكرية إسرائيلية في القطاع، بادعاء الكشف عن أنفاق، وتصدي المقاومة في القطاع لهذا الاختراق.
وقالت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' العبرية،اليوم الأحد، إن الهدوء ربما عاد إلى جنوب البلاد، بفضل جهود كبيرة بذلتها عدة جهات دولية عملت في الأيام الأخيرة مقابل إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
وبحسب الصحيفة، فإن هذه الجهود الدولية شملت تبادل رسائل بين إسرائيل وحماس، وافقت فيها الأخيرة على العودة إلى التهدئة.
إلا أن التهدئة أصبحت ناجزة، ربما، بعد أن وافقت إسرائيل على سحب آلياتها لكشف الأنفاق من القطاع. وقالت الصحيفة إن إسرائيل سحبت القوات التي تبحث عن أنفاق في مدى 100 متر من حدود القطاع، وأنه بالأمس لم تجر أعمال بحث عن أنفاق في هذا المدى.
يضاف إلى ذلك أن الجانبين، حماس وإسرائيل، ليسا معنيان بتصعيد ولا بحرب جديدة، بموجب تصريحات أطلقها مسؤولون في قطاع غزة وإسرائيل.
ومنذ يوم الأربعاء الماضي، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي 17 غارة جوية على عدة أهداف في غزة، إضافة إلى استهداف آلياته المدفعية، بأكثر من 40 قذيفة، الأراضي والمناطق الحدودية، ما أسفر عن استشهاد فلسطينية وجرح اثنين آخرين.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن، الخميس الفائت، أنه اكتشف نفقا تابعا لحركة حماس، قرب الحدود مع قطاع غزة، لكن كتائب القسام أكدت أن النفق 'قديم'، وتتخذه إسرائيل ذريعة لاستمرار عدوانها على قطاع غزة.
لكن أجواء القطاع تشهد تحليقا لطائرات حربية، واستطلاع، ومروحية إسرائيلية، خاصة في المناطق الحدودية، إضافة إلى حركة اعتيادية للجيبات العسكرية على طول الحدود، وللزوارق التابعة لسلاح البحرية الإسرائيلي في عرض البحر قبالة شواطئ غزة، بحسب مصادر أمنية، وشهود عيان.
ويعتقد أن حالة الهدوء، التي عادت إلى المنطقة الحدودية جاءت بعد جهود بذلتها تركيا وقطر ومصر، لإنهاء التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة، وتهدئة الأوضاع الميدانية.