مسقط - الشبيبة
تتبع وزارة الصحة المنهاج التخطيطي في تطوير النظام الصحي في السلطنة والذي يعتبر من أهم الممكنات التي أدت الي استمرار الإنجازات في تقديم الرعاية والخدمات، وتستند الوزارة في خططها الخمسية على رؤية عمان 2040 وعلى اللبنات الست في النظرة المستقبلية للنظام الصحي 2050 والتي تهدف إلى تطوير النظام الصحي على مدى السنوات الأربعين المقبلة، ويتمثل الهدف الأسمى الذي تسعى إليه سلطنة عمان تحقيقه بأن يعيش المجتمع العُماني حياة صحية راقية وصحة مستدامة، وذلك من خلال تطوير النظام الصحي ليكون متوازيًا مع النظم الصحية المتقدمة.
يعد عام 2021م هو العام الأول من تنفيذ الخطة الخمسية العاشرة للتنمية الصحية (2025-2021، م) حيث قامت هذه الخطة بعد عمل تحليل للنظام الصحي الحالي والخروج بعدد من الرؤى والأهداف والمؤشرات وأنشطة بما يتناسب مع رؤية عمان 2040 وبما يتناسب أيضا مع أهداف التنمية المستدامة وذلك لضمان تمتّع جميع أفراد المجتمع بعناية راقية وصحة مستدامة، وتعمل الوزارة جاهدة على إنجاح جميع أهدافها وذلك لتحقيق الهدف الأسمى وهو تحقيق الرفاهية الصحية للمجتمع العماني مع التركيز على التشارك في عملية التنفيذ ومشاركة القطاعات الصحية الأخرى والجهات ذات العلاقة.
كما تترتكز الخطة العاشرة للتنمية الصحية على مجموعة من المرتكزات أهمها رؤية عمان 2040 والنظرة المستقبلية للصحة 2050 وأهداف التنمية المستدامة (2030-2016)، حيث يعتبر الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة مرتبط بشكل مباشر بالصحة حيث يتضمن هذا الهدف 13 غاية تم ترجمتها إلى مؤشرات وذلك لمتابعة وتقييم الغايات بشكل دقيق، وينص الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة على ضمان تمتّع الجميع بأنماط عيش صحية وبالرفاهية في جميع الأعمار.
الخطة العاشرة للتنمية الصحية 2025-2021
وكما تستند الخطة العاشرة للتنمية الصحية 2025-2021 على مجموعة من الممكنات التي تدعم عملية التنفيذ أولها الهيكل التنظيمي للوزارة والتزام المديريات العامة بعملية التنفيذ للحصول على أفضل المؤشرات محليا وعالميا تسهم في ارتقاء الخدمات الصحية في السلطنة وأيضا وجود وقدرات وكفاءات وطنية مؤهلة لتقديم خدمات صحية بجودة عالية ووجود نظام معلوماتي متقدم وجود أنظمة وأجهزة متطورة ووجود موازنة تشغيلية وطرق استخدام الموارد بطريقة ممنهجة، واستحداث طرق تسهل تمويل الابتكارات والبحوث في المجال الصحي ووجود شركاء في كافة القطاعات وغيرها الكثير من الممكنات التي ستسهم في نجاح هذه الخطة. وتتألف الخطة من خمس أهداف استراتيجية وهي (مجتمع يتمتع بصحة مستدامة تترسخ فيه ثقافة «الصحة مسئولية الجميع« ومصان من الأخطار ومهددات الصحة-نظام صحي يتسم باللامركزية، والجودة والشفافية، والعدالة، والمساءلة، ومصادر تمويل متنوعة ومستدامة للنظام الصحي، وكوادر وقدرات وطنية مؤهلة ورائدة في البحث العلمي والإبتكار الصحي. وأنظمة وخدمات طبية تقنية ورعاية صحية وقائية وعلاجية ذات جودة عالية بجميع مستوياتها. ومبادرات أساسية ذات أولوية و(44) نتيجة متوقعة تشترك فيها الوازرة بما فيها المديريات المركزية والمحافظات حسب مستويات التنفيذ. ونظام الكتروني للمتابعة والرصد والتقييم. وصل عدد المستشفيات بالسلطنة لعام 2021م (88) مستشفى منها (51) مستشفى تابعًا لوزارة الصحة. كما بلغ عدد أسرة المستشفيات في السلطنة 7,096 سريرًا منها 5,166 سريرًا تابعًا لمستشفيات وزارة الصحة ويوضح الرسم رقم(1) أعداد أسرة المستشفيات ((2000 الي 2021م.
مؤسسات الصحة
بلغ اجمالي المؤسسات التابعة لوزارة الصحة في نهاية عام 2021م عدد 263 مؤسسة صحية منها 51 مستشفى و21 مجمعًا صحيًا و191 مركزًا صحيًا، أما بالنسبة للقطاع الصحي الخاص، فقد توزعت المؤسسات الصحية الخاصة حتى نهاية عام 2021م إلى 31مستشفى، 498 مجمعًا وعيادة تخصصية و365 عيادة أسنان و640 عيادات عامة ومراكز تشخيصية، بالإضافة إلى 883 صيدلية خاصة متوزعة في جميع محافظات السلطنة. تعتبر القوى العاملة في المجال الصحي العمود الفقري لأي نظام صحي، ويشير التقرير الصحي السنوي لعام 2021م بأن بلغ إجمالي العاملين في القطاع الصحي في سلطنة عمان في نهاية عام 2021م عدد 56119 موظفا منهم 37732 في وزارة الصحة (بنسبة تعمين تصل إلى 73%)، كما يوضح التقرير أيضًا بأن في نهاية عام 2021م، يوجد في وزارة الصحة 5807 طبيبا، و14361 ممرضا و782 صيدلانيا، كما بلغت نسبة التعمين في هذه الفئات 36.7% و65%و 96% على التوالي.كما يوجد حوالي 11,000 عاملًا في الفئات الطبية المساعدة الأخرى.
الرعاية الصحية
تتكون منظومة الرعاية الصحية من ثلاثة مستويات متكاملة هي الرعاية الصحية الأولية الفعالة وعالية الجودة التي تقدمها المراكز والمجمعات الصحية والمستشفيات المحلية التي تغطي كافة محافظات وولايات السلطنة، ثم المستوى الثاني وهو الرعاية الصحية الثانوية التي تقدمها المستشفيات المرجعية الموجودة في كل محافظات السلطنة ومستشفيات الولايات الموجودة في بعض الولايات الرئيسة التي تقدم رعاية طبية للمشاكل الصحية التخصصية، وتوفر رعاية أكثر مهارة وتخصصا، ثم المستوى الثالث وهو الرعاية الصحية التخصصية عالية التقنية، والتي توفرها المستشفيات المرجعية في محافظة مسقط وهي المستشفى السلطاني ومستشفى خولة ومستشفى النهضة ومستشفى المسرة، وهي جميعها مستشفيات ذات طبيعة شاملة تعمل كمستشفيات مرجعية لكافة أنحاء السلطنة. كما يعتبر مستشفى المسرة بمحافظة مسقط المستشفى التخصصي على المستوى الثالث للأمراض النفسية والعقلية. اهتم النظام الصحي في السلطنة خلال مراحل تطوره بالحد من انتشار الأمراض المعدية، واعتمد في ذلك على عدد من الاستراتيجيات من أهمها إنشاء نظام لترصد الأمراض المعدية، وقد أدت هذه الاستراتيجيات إلى التحكم في الأمراض المعدية لتصبح في مستوياتها المتوطنة.
كورونا
ومع انتشار جائحة كورونا في نهاية عام 2019م على المستوى العالمي، تم تسجيل أكثر من 291 مليون حالة على المستوى العالمي، في حين بلغ عدد الوفيات أكثر من 5 ملايين وفاة، خلال الفترة من بداية الجائحة وحتى تاريخ 31 ديسمبر 2021م، أما بالنسبة لسلطنة عمان فقد بلغ عدد حالات الإصابة بمرض كوفيد -19 المثبتة مخبريا أكثر من 305 آلاف حالة مؤكدة لكوفيد-19، منها: 27745 حالة استدعت التنويم، و7142 استدعت الرعاية في العناية المركزة، فيما سجلت 4100 وفاة. هذا وقد أشار التحديث الأخير للبيانات إلى تراجع ملحوظ في عدد الإصابات والوفيات ونسبة إيجابية الفحوصات منذ منتصف شهر يوليو 2021م
لقد أثرت جائحة كورونا على جميع الخدمات الصحية المقدمة في عام 2021م، حيث بلغت أعداد الزيارات للعيادات الخارجية بمؤسسات وزارة الصحة أكثر من (12.5) مليون زيارة خلال عام 2021م وذلك بانخفاض كبير مقارنة بعام 2019م (15.7 مليون زيارة) ويوضح الرسم (3) توزيع الزيارات للعيادات الخارجية بوزارة الصحة موزعة حسب نوع المؤسسة وكما يشير الرسم (3) فإن أعداد الزيارات للعيادات الخارجية تتركز في المؤسسات الصحية التي تقدم خدمات الرعاية الصحية الأولية حوالي 79% (42.8% في المراكز الصحية و25.7% في المجمعات الصحية و10.8% في المستشفيات المحلية).
كما انخفض اجمالي المنومين في مستشفيات وزارة الصحة من 331 ألفا في عام 2019م إلى حوالي 226 ألفًا في عام 2021م، مما أدى كل ذلك إلى انخفاض في العمليات الجراحية والخدمات الأخرى كخدمات المختبرات الطبية والأشعة.
تحسين جودة الحياة
وكانت سلطنة عمان بالمقاييس العالمية وما زالت من الدول المتقدمة في مجال تحسين جودة حياة سكانها، حيث احتلت السلطنة مركزاً متقدماً في الحفاظ على حياة الأطفال، فعلى الرغم من تأثير جائحة كورونا في ارتفاع معدل الوفيات الخام للعمانيين ليصل إلى 3.6 لكل 1000 من السكان في عام 2021م، كما أن وفيات الأطفال الأقل من سنة والأطفال الأقل من خمس سنوات قد أرتفعت إلى 8.1 و10.1 لكل 1000 مولود حي على التوالي، اعترفت المنظمات العالمية بالتقدم الذي حققته سلطنة عمان من أجل بقاء الطفل والحفاظ على نموه بشكل صحي. ويعزى التحسن في هذه المؤشرات إلى اهتمام السلطنة بمكافحة أمراض الطفولة الخطرة عن طريق تطبيق برنامج التحصين الموسع الذي استهدف الأمراض الآتية: الدرن (السل الرئوي) والتهاب سنجابية النخاع الحاد (شلل الأطفال) والدفتيريا والسعال الديكي والتيتانوس والحصبة. هذا وتم أيضا إضافة لقاحات ضد التهاب الكبد الفيروسي والحصبة الألمانية والغدة النكافية وطعم المستدمية النزلية النوع ب (هيموفيلس إنفلونزا). ومنذ يوليو 2003م تم استخدام الطعم الخماسي تماشياً مع التطور الدولي فيتطوير إجراءات التحصين ضد الأمراض الخطرة، وفي عام 2008م تم إضافة طعم ضد المكورات الرئوية وكذلك طعم ضد شلل الأطفال بالحقن كإضافة للطعوم الأخرى، وبسبب ارتفاع معدلات التحصين بنسب تقارب من 100% كما هو موضح في جدول (2) ظلت السلطنة خالية من مرض شلل الأطفال للسنة الثامنة عشرة على التوالي. وتجدر الإشارة إلى أنه لم يتم تسجيل أي حالة تيتانوس (كزاز) حديثي الولادة منذ عام 1995م، ومرض الدفتيريا (أو الخناق) منذ عام 1992م. وبالنسبة لأمراض الجهاز التنفسي لدى الأطفال فقد انخفض معدل الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الحادة لدى الأطفال الأقل من خمس سنوات من 1394 في عام 2015م إلى 1366 لكل ألف طفل أقل من 5 سنوات في عام 2021، وفي المقابل فقد ارتفعت معدلات الإصابة بالإسهال لدى الأطفال الأقل من خمس سنوات خلال عام من 214 في عام 2015م إلى 116 لكل ألف طفل أقل من 5 سنوات في عام 2021م. كما انخفضت أعداد الحالات المؤكدة المصابة بالملاريا من (32) ألف حالة عام 1990م إلى(822) لعام 2015م واستمر هذا الانخفاض في العام 2021م ليصل إلى (172) علمًا بأن أغلبها حالات وافدة.