مسقط - الشبيبة
كشفت دراسة جديدة عن السن الذي ينام فيه الناس أقل من المعتاد، وما إن كان الرجال ينامون أكثر من النساء أو العكس، وتأثير العامل الجغرافي على العملية.
ربما يعتقد البعض أن العشرينات هو السن الذي ينام فيه الناس أقل من المعتاد، لكن الدراسة الجديدة التي نُشرت في دورية "Nature Communications" العلمية المرموقة، وجدت أن الأمر ليس كذلك.
النوم ضروري لرفاهيتنا، وله تأثير عميق على وظائفنا الجسدية بدءا من الطريقة التي تعمل بها جيناتنا وخلايانا، مرورا بالعمليات الفسيولوجية المختلفة، من المناعة والتمثيل الغذائي إلى وظائف الدماغ المعقدة التي تنطوي على الإدراك والصحة العقلية.
ينام الناس بشكل أقل من أوائل الثلاثينات إلى أوائل الخمسينات من العمر. فما هو السبب؟
نظر الباحثون في التغيرات في نوم الناس طوال حياتهم وكيف يمكن أن تختلف بين البلدان من خلال تقييم بيانات ما يزيد عن 730 ألف مشارك من 63 دولة.
تختلف إجابة السؤال عن مدة نوم الأشخاص من شخص لآخر، لكنها أحد العوامل التي تحدد "العديد من المجالات الصحية والاجتماعية".
أوضح الباحثون أن العمر يفسر الكثير من التباين في مدة النوم لدى عامة السكان، حيث ينام الأطفال لفترة أطول وأفضل من البالغين، وينام الشباب أقل من كبار السن.
وجد الباحثون أن هناك ثلاث مراحل "متميزة" في مسارات حياة الناس – المرحلة الأولى (من سن 19 إلى 33)، والمرحلة الثانية (من 34 إلى 53 عاما) والمرحلة الثالثة (من سن 54 عاما فما فوق).
في حين أن أصغر المشاركين (الحد الأدنى من العمر 19 عاما) ينامون أكثر من غيرهم، بدأت جودة النوم في الانخفاض مع تقدمهم في العمر (حتى سن 33)، ثم يتباطأ الانخفاض، لتعود فترات النوم وتتزايد لديهم منذ أوائل الخمسينات.
بعبارة أخرى، كان الناس ينامون أقل منذ أوائل الثلاثينات من عمرهم إلى أوائل الخمسينات، وكان هذا هو الحال بالنسبة لكلا الجنسين، في جميع البلدان، وحتى في جميع مستويات التعليم.
وكتب الباحثون: "يرتبط هذا الانخفاض في النوم بحلول منتصف العمر بمتطلبات رعاية الأطفال وحياة العمل (..) من المحتمل أن يكون النوم المتزايد المبلغ عنه بعد سن 53 مرتبطا بتقليل مسؤوليات تربية الأطفال وتخفيف العوامل الأخرى التي تؤدي إلى قلة النوم في منتصف العمر".
ووجدوا أيضا بعض الاختلافات المثيرة للاهتمام في أنماط نوم الأشخاص بين المجموعات. على سبيل المثال، على الرغم من أن متوسط مدة النوم في العالم كان 7.01 ساعة كل ليلة، فإن النساء ينمن بمعدل 7.5 دقيقة أكثر من الرجال.
وبينما كان النمط العمري "مستقرا بشكل ملحوظ عبر البلدان"، لا تزال هناك بعض الاختلافات الجغرافية في مدة نوم المشاركين حسب البلد.
على وجه التحديد، أولئك الذين يعيشون في دول أوروبا الشرقية ينامون أكثر من غيرهم، مع 20 إلى 40 دقيقة إضافية من النوم كل ليلة. من ناحية أخرى، فإن أولئك الذين يعيشون في دول جنوب شرق آسيا، بما في ذلك إندونيسيا وماليزيا والفلبين، ينامون بشكل أقل.
قال الباحثون إنه بينما نظرت الدراسات السابقة في أنماط نوم الناس، فقد ركزت عادة على فئة عمرية معينة فقط، أو مشكلة نوم معينة، أو اعتمدت على عينات أصغر.
وقال قائد البحث البروفيسور، هوغو سبايرز، من جامعة كاليفورنيا: "لقد وجدت دراسات سابقة وجود علاقة بين العمر ومدة النوم، لكن دراستنا هي أول دراسة كبيرة تحدد هذه المراحل الثلاث المتميزة طوال الحياة (..) وجدنا أنه في جميع أنحاء العالم، ينام الناس أقل في المرحلة الثانية، لكن متوسط مقدار النوم يختلف بين المناطق وبين البلدان".