وكالات - الشبيبة
في نظر الجميع، كان بيليه أفضل لاعب كرة قدم على الإطلاق، لكن ما لا يعرفه كثيرون أن الفتى الأسمر وأسطورة كرة القدم البرازيلية كان له باع كبير في مجالات أخرى كالسياسة والتمثيل والموسيقى إلا أنها أقل شهرة مما حظى به في عالم الساحرة المستديرة.
وتوفي بيليه، الخميس، بعد صراع طويل مع مرض سرطان الأمعاء عن عمر يناهز 82 عاما، وسيطرت حالة من الحزن على الوسط الرياضي في جميع أنحاء العالم حيث عبر عدد كبير من نجوم وأندية كرة القدم حول العالم عن حزنهم لوفاة الأسطورة.
هدنة مؤقتة للحرب الأهلية بنيجيريا
نجومية بيليه ومتعته الكروية ساهمت في وقف حرب أهلية مؤقتا في نيجيريا، ففي عام 1969، توجه بيليه مع فريقه سانتوس لإقامة مباراة ودية في نيجيريا، وكانت وقتها واقعة في أهوال حرب أهلية، إلا أن بيليه كان له مفعول السحر أو أكبر، وكان كافيا لأن يعلن طرفا الحرب الأهلية عن هدنة، وفقا لسكاي نيوز.
وفي موقف أصاب العالم كله وقتها بالذهول، قرر الفصيلان المشاركان في الحرب الأهلية النيجيرية وقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة، حتى يتمكنا من مشاهدة بيليه وهو يلعب مباراته الاستعراضية في لاغوس، وفق صحف نيجيرية وغربية.
وأشارت إلى أن أسطورة كرة القدم البرازيلية نجح فيما فشل فيه الدبلوماسيين والمبعوثين لمدة عامي "عندما دخل بيليه وشركائه إلى المدينة، صمتت المدافع".
أول وزير أسمر البشرة
وبعد صولات وجولات في عالم كرة القدم حطم فيها كافة الأرقام القياسية، تم تعيين بيليه وزيرا استثنائيا للرياضة في وطنه البرازيل عام 1995، وعبر آنذاك عن رغبته في القضاء على الفساد بكرة القدم وتحطيم المصالح الخاصة واستمر في منصبه 3 سنوات ليكون أول وزير أسود يصل للمنصب.
الممثل بيليه
وإلى جانب كرة القدم، خاض بيليه عدة تجارب تمثيليه مختلفة، كان أبرزها دور العريف لويس فرنانديز خلال الفيلم الكلاسيكي "ايسكايب تو فيكتوري" بجانب الفنانين الشهيرين الأميركي سيلفستر ستالون والإنجليزي مايكل كاين.
ويحكي الفيلم محاولة مجموعة من أسرى الحرب الهروب من معسكر اعتقال ألماني خلال الحرب العالمية الثانية، وأيضا كان له دور بارز في فيلم الأكشن البرازيلي "أوس ترومباديناس" إنتاج 1980.
بيليه المطرب
وإلى جانب كرة القدم والموسيقى، سجل أشهر لاعب في العالم العديد من الأغاني بدأها في ستينات القرن الماضي، وفي 2006، صدر له ألبوم بعنوان "بيليه غينجا" تعاون فيه مع الفنان وكاتب الأغاني البرازيلي الشهير غيلبرتو جيل.
وفي 2016، أصدر أغنية (الأمل/ ايسبيرانسا) للاحتفال بأولمبياد ريو دي جانيرو حيث أقيم الحدث العريق للمرة الأولى في أميركا الجنوبية.
وفي عيد ميلاده الثمانين عام 2020، سجّل أغنية مع الثنائي المكسيكي رودريغو وغابريال المتوج بجائزة "غرامي" للموسيقى وصفها بـ "هدية صغيرة بمناسبة عيد ميلاده وللمشجعين".
بطل من ذهب
أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأميركية في القاهرة سعيد صادق قال لسكاي نيوز إن نجاح بيليه لم يأت من قبيل المصادفة، فهو اجتهد وحقق أرقاما قياسية في مجاله لم يحطمها آخرون حتى اليوم رغم التطور الكبير الذي عرفته اللعبة.
واعتبر أن "بيليه كان بمثابة أعظم سفير لبلاده بمجرد حضوره في أي مناسبة، فهو هناك بطل قومي من ذهب لإنجازاته في كرة القدم ودعمه الصريح للسياسات التي تعمل على تحسين ظروف االفقراء الاجتماعية".
ودعا صادق من يمارسون كرة القدم إلى "الاقتداء بالأسطورة البرازيلية في تعزيز الصداقة العالمية والبعد عن العصبية التي باتت السمة الغالبة في الوقت الحالي، فليس لمثل ذلك تلعب كرة القدم".