خاص - الشبيبة
طالب عدد من أطباء الأطفال العمانيين، بضرورة إنشاء مستشفى تخصصي للأطفال في سلطنة عمان لضمان تقديم الرعاية الكاملة للأطفال.
وقال الدكتور زيد بن الخطاب الهنائي، أستاذ مساعد بقسم صحة الطفل بكلية الطب والعلوم الصحية في جامعة السلطان قابوس لموقع "الشبيبة" إن هناك 3 تحديات كبيرة تواجه صحة الأطفال في سلطنة عمان، وأن أكبر هذه التحديات التي تواجه الرعاية الصحية للأطفال في سلطنة عمان اليوم هو عدم وجود مستشفى واحد يوفر جميع التخصصات والخدمات للأطفال المرضى تحت مظلة واحدة.
وأضاف: "مثلًا الطفل الذي يحتاج إلى رعاية في جراحة العظام، وجراحة الأنف والأذن والحنجرة، ومتابعة للجهاز الهضمي، يتوجب عليه المراجعة في ثلاثة مستشفيات مختلفة".
وقال أستاذ صحة الطفل: "إن التحدي الثاني هو أن طب الأطفال اليوم يوفَّر في أقسام للأطفال من ضمن مستشفيات بنيت بشكل أساسي لتقديم الرعاية الصحية للكبار، بينما الأمراض التي تصيب الأطفال، واحتياجاتهم أثناء التنويم، والمعدات المستخدمة تختلف عن ما يحتاجه الكبار".
وعن التحدي الثالث قال الهنائي إن هناك نقص في الأسرة المخصصة للأطفال، فنجد صعوبة كبيرة في إيجاد أسرة في أقسام العناية المركزة للأطفال في مواسم الخريف والشتاء، فقد يواجه الطفل انتظار خطير لمدة أيام لإيجاد السرير وهو في حالة صحية حرجة.
وتابع الهنائي: "إنشاء مستشفى مخصص للأطفال في عمان سيرتقي بمنظومة صحة الطفل في البلاد إلى المستوى العالمي الذي نصبو إليه، لأنه سيوفر للأطفال المرضى وأهاليهم أفضل بيئة تحتويهم في وقت العسرة، وتوفر لهم أفضل فرصة للشفاء".
وأضاف: "تجتمع في المستشفى جميع التخصصات تحت مظلة واحدة، وتتوفر فيه أعلى مستويات الرعاية الصحية للأطفال، تغني الأهالي عن مشقة السفر للخارج بحثًا عن العلاج. كما تتركز في المستشفى أفضل الخبرات والكوادر لتقديم أفضل علاج ممكن للحالات النادرة والمستعصية".
وأكد أن وجود مستشفى تخصصي للأطفال في عمان سيكون مركزًا متقدمًا للتعليم والتدريب والبحث العلمي، بحيث يدفع مسيرة الصحة في البلاد للأمام، ويساهم في بناء مستقبل زاهر ومستدام، كما أن المستشفى يصبح مركزًا إنسانيًا للأعمال الخيرية والعمل التطوعي.
وأضاف أن إنشاء مستشفى مخصص للأطفال سيكون بلسمًا على قلوب الأطفال المرضى وأهلهم الذين يمرون بأصعب الأوقات، وإذا نجح، نتوقع أن يصبح من المراكز الرائدة على المستوى الإقليمي والعالمي، ويكون دليل ذلك قدوم المرضى إليه من شتى الدول للعلاج، واستقطاب الطلاب للتعلم والتدريب.
وأوضح الهنائي: "قد يبدو الأطفال صغارًا اليوم، لكنهم سيكونون رجال ونساء الوطن في سنين قليلة، واليوم يشكل الأطفال أكثر من ٤٠% من المواطنين، تصيب بعض الأطفال من وقت لآخر أمراض خطيرة، كالأمراض المعدية، والسرطان، وأحيانًا يعانون من أمراض مزمنة، ويذكر هنا أنا أعداد الحالات المرضية لدى الأطفال ليست قليلة".
وأضاف: "على سبيل المثال يتم تسجيل أكثر من ٦٠٠ ألف إصابة تنفسية لدى الأطفال في سلطنة عمان سنويًا، والشئ الإيجابي في الرعاية الصحية للأطفال هو أن معظم الأمراض التي تصيب الأطفال يمكن شفاؤها اليوم، ونسب الشفاء تزداد مع تقدم العلم، فنرى معظم الأطفال الذين يصابون بأمراض خطيرة بما في ذلك السرطان مثلًا- يتماثلون للشفاء الكامل، ويكملون مسيرتهم في الحياة متمتعين بصحة ممتازة".
وأستطرد قائلا: "بات في غاية الأهمية أن نصبو إلى أعلى مستويات الرعاية الصحية لأطفالنا في عمان، الأمر الذي يصلح حالنا اليوم، ويعزز مستقبلنا".
وقال إن صحة الطفل في سلطنة عمان شهدت تقدمًا كبيرًا وإنجازات مهمة في العقود الأخيرة، ربما أهمها هو انخفاض معدل الوفيات لدى الأطفال دون سن الخامسة من ١٩% عام ١٩٧٠ إلى أقل من ١% اليوم.
وأضاف أن العقود الماضية شهدت توسع في الإجراءات الوقائية كالتطعيم، وتقدم في الجانب القانوني تبلور في قانون الطفل.
وأوضح أنه خلال السنين الأخيرة تحقق تقدم ملحوظ في تدريب أطباء الأطفال، فتم تدريب الأطباء العمانيين في شتى مجالات صحة الطفل في أفضل مراكز التدريب العالمية عن طريق الابتعاث، وكذلك أنشئ برنامج تدريب الأطباء المقيمين في صحة الطفل عن طريق المجلس العماني للاختصاصات الطبية، وهو برنامج معترف به من قبل المجلس الأمريكي للتعليم الطبي. فاليوم يوجد أطباء عمانيون في جميع تخصصات صحة الطفل، تدربوا على أعلى المعايير العالمية.
وفي الوقت نفسه، قالت الدكتورة وطفة سعيد مرهون المعمرية، استشاري أول طب أطفال تطوري مستشفى جامعة السلطان قابوس لـ"الشبيبة": "نظرا لتزايد أعداد المواليد و نسبة الأطفال في السلطنة وعلى الرغم من التغطية الممتازة بالخدمات في مجال الصحة ، تبرز مؤشرات مختلفة للحاجة إلى التصدي لبعض التحديات التي تواجه الأطفال".
وأضافت: "حسب موقع مكتب اليونيسف، فأن نسبة انخفاض الوزن عند الولادة قد أرتفعت في عمان إلى 11.7 % في عام 2019 ، وقد ازداد معدل انتشار التقزم إلى 11% والهدر إلى 8.7% بين الأطفال دون سن الخامسة ، كما أن واحد من كل أربعة أطفال مصاب بفقر الدم ومعدل الرضاعة الطبيعية الحصري للأطفال دون سن السادسة منخفض إلى 23.2%".
وقالت استشاري أول طب أطفال ، إن مؤشر تنمية الطفولة المبكرة في عمان أصبح منخفضا بنسبة 68% و هذا يدل على أن برامج صحة الطفل لن تكون مستدامة على المدى الطويل مالم تتم تقوية كفاءة النظم الصحية من خلال تطوير سياسة وطنية لصحة الطفل وإيجاد مؤوسسة ترعى وتنفذ و تطور هذه البرامج كإنشاء المستشفى الوطني المرجعي لطب الأطفال بمعايير عالمية وفي ظل وجود الكفاءات و الخبرات العمانية المتميزة في طب الاطفال.
وأشارت المعمرية إلى أن وجود المستشفيات التخصصية للأطفال التى تشمل كل التخصصات لتقديم خدمات علاجية للأطفال وتوفير المناخ المناسب للأطفال تحت إشراف متخصصين فى علاج الأطفال من أطباء، مثل هيئة تمريض وجميع التخصصات يعد حاجة ملحة من كل الجوانب، فالمستشفى التخصصي سيوفر عالم خاص بالأطفال، مجهز بكافة الأجهزة والكوادر الطبية التي تتكلم لغتهم وتتفهم احتياجاته و يضمن تكييف كافة الخدمات والمرافق للتخفيف من حدة التوتر والقلق الذي قد يؤثر على الأطفال أثناء وجودهم في مستشفى تقليدي،سيكون لهذا المستشفى الفرصة لتطوير السياسات الوطنية لصحة الطفل ووضع استراتيجية التدبير المتكامل لصحة الطفل و توطيد روابط قوية بين النظم الصحية والمجتمع.
الجدير بالذكر، أن المؤسسات الصحية في سلطنة عمان تسعى إلى خفض معدل أمراض ووفيات الأطفال مع التركيز على فئة الأطفال حديثي الولادة والرضع والأطفال أقل من 5 سنوات إضافة إلى تحسين نوعية وجودة الخدمات الصحية المقدمة للطفل مع التركيز على فئات الأطفال ذوي الإعاقة والأطفال ذوي الأمراض المزمنة والأطفال المعنفين وتعزيز دور المجتمع في مجال رعاية المرأة والطفل.