رسائل إلى أعضاء المجالس البلدية

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٢٨/ديسمبر/٢٠٢٢ ١٩:٤٩ م
رسائل إلى أعضاء المجالس البلدية
عيسى المسعودي

بقلم : عيسى المسعودي

عندما أعلنت اللجنة الرئيسية لانتخابات المجالس البلدية للدورة الثالثة 2023 – 2026 عن قرار استخدام ولأول مره تطبيق " أنتخب " الألكتروني للمشاركة في الانتخابات ودون الحاجة إلى الذهاب إلى مراكز الاقتراع شكك البعض في نجاح هذه الخطوة.

وتم طرح العديد من الصعوبات والتحديات والمخالفات التي قد تواجه العملية الانتخابية ولكن والحمدلله أثبتت هذه التجربة الرائعة نجاحها وبدرجة كبيرة وتحقيق العديد من المكاسب في خطوة تحسب للجنة الرئيسية ولكافة المؤسسات المشاركة في هذا الحدث الوطني والذي أشاد به الجميع وبالطريقة السريعة والسهلة التي تمت فيها العملية الانتخابية فمثلا تم توفير المبالغ الكبيرة التي كانت تصرف على مراكز الاقتراع وعلى الموظفين الذي يعملون في تجهيز هذه المراكز كذلك وفرت الوقت والجهد على المواطنين ولم تؤثر أيضا العملية الانتخابية في تعطيل الأعمال أو الحاجة إلى أخذ إجازة رسمية وغيرها من المكاسب والايجابيات التي تم تحقيقها من جراء استخدام تطبيق " أنتخب " الذي يعد نقلة نوعية أشاد بها الجميع.

وأكد على استعداد السلطنة في تطبيق التحول الرقمي في مختلف الأعمال والخدمات كجزء مهم من تنفيذ وترجمة رؤية عمان 2040 وكتجربة شخصية فقد شاركت في هذا الحدث الوطني يوم الأحد 25 ديسمبر 2022 وقمت بالعملية الانتخابية من خلال استخدام التطبيق وأنا في مكتبي بمرتفعات المطار حيث كانت العملية سريعة وسهلة جداً ولم تتجاوز الدقيقة وبلاشك أن الاعتماد على تقنية المعلومات وتعزيز مفهوم التحول الرقمي سيفتح آفاق جديدة فيما يخص الاستحقاقات القادمة في هذا المجال لذلك كلمة شكر وتقدير لكل الجهود التي شاركت في انجاح واخراج هذا العرس العماني الوطني وبهذه الصورة المميزة .

اليوم وبعد الإنتهاء من العملية الانتخابية للمجالس البلدية فأننا أمام مرحلة جديدة وعلينا أن لا ننظر للأصوات السلبية في بعض الأحيان والتي تتحدث عن عدم جدوى مثل هذه المجالس ودورها في تنمية المحافظات فهذا كلام غير واقعي وغير دقيق وإنما علينا ان ننظر للايجابيات والنجاحات والانجازات التي يمكن تحقيقها من خلال هذه المجالس خاصة وان هناك اهتمام سامي من قبل حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – وذلك ضمن منظومة واستراتيجية مستقبلية شاملة تهدف إلى إعطاء المزيد من الصلاحيات وإلا مركزية في عمل وخطط المحافظات وإنجاز الأعمال المختلفة واستثمار الفرص في مختلف المجالات والقطاعات وايضا تعزيز الجوانب الاجتماعية والبنية الاساسية بهدف تحقيق التنمية الشاملة في كافة محافظات السلطنة .

كما أن هذه المنهجية والخطوات التي يتم تنفيذها تأتي ضمن تنفيذ رؤية عمان 2040 ولكن هذا لن يتحقق إلا من خلال أدوار حقيقية وعمل متواصل وتعاون وشراكة بين كافة الأطراف سواء من خلال المجالس البلدية أو الأدوار الأخرى التي تقوم بها مكاتب المحافظين وأيضا الدور الكبير الذي يلعبه مجلس الشورى كلا حسب اختصاصاته ومهماته ، وبعودة للمجالس البلدية التي تتشكل من اطراف متعددة ومرشحين من قبل المواطنين ومن ممثلي الجهات الحكومية المعنية وأيضا من أصحاب الخبرة الذين يختارهم سعادة المحافظ لتكوين مجلس بلدي في كل محافظة يعمل على دراسة وتبادل الافكار وطرح المقترحات وابداء الرأي في كل مايعرض للمجلس من مشاريع واعمال خاصة لكل ولاية من ولايات المحافظة وبلاشك ان هذه الادوار والجهود ستعمل على تنمية وتطوير كل محافظة حسب امكانياتها وقدراتها والفرص الاستثمارية الموجودة بها وماتحتاجة كل محافظة من تطوير في ظل اهتمام حكومي بهذا التوجه بحيث ينعكس هذا ايجابياً على المواطنيين وعلى المحافظات بشكل عام وهنا لابد من اعظاء المجالس ان يتحملوا المسؤولية الملقاه على عاتقهم ليس فقط ممثلي كل ولاية وانما ممثلي الجهات الحكومية وذوي الخبرات كل هؤلاء عليهم مسؤولية كبيرة في ان يجعلوا مصلحة الوطن ومصلحة كل محافظة من محافظات السلطنة امام اعينهم وان يكونوا على قدر الثقة من خلال طرح الافكار والمقترحات والمبادرات التي تساهم في تحقيق النجاحات والانجازات لان عمل هذه المجالس سيكون تحت المجهر خلال الفترة المقبلة وسيتم قياس اداء هذه المجالس حسب الانجازات والتقدم الذي يتحقق في كل محافظة ومن الامور المهمة في عمل المجالس البلدية ان يكون هناك دور قيادي حقيقي وفعال من قبل سعادة المحافظ رئيس المجلس وان يقود العمل وتنفيذ البرامج والخطط بالشكل الذي يحقق اهداف التنمية في هذه المحافظات كذلك على اعضاء المجالس البلدية ان تنزل الي الشارع وتقوم بزيارات ميدانية للولايات بهدف الالتقاء بالمواطنيين ومعرفة احتياجات كل ولاية على ارض الواقع وتلمس اهمية واولوية المشاريع المختلفة التي يجب تنفيذها كل عام حسب خطة متكاملة وشاملة بحيث يشعر المواطن بالفرق وبالتطور المنشود .

من خلال معرفتي بالمجالس البلدية خلال الدورتين الماضيتين ومن خلال تواصلي مع بعض اعضاء هذه المجالس يتضح انه في السابق كان توجد مشكلة كبيرة بين اعضاء المجلس انفسهم وعدم توافقهم وتعاونهم بالشكل الصحيح وخاصة بين الاعضاء الممثلين للمواطنيين والاعضاء الممثلين للمؤسسات الحكومية المعنية فكانت تظهر الصراعات وكل عضو يعتقد ان القرار او تنفيذ المشروع من عدمه يرجع الية او للمؤسسة التي يمثلها وغيرها من الممارسات لذلك فان المرحلة المقبلة لن تكون هذه الصراعات والخلافات مسموح بها في عمل المجلس وعلى الجميع التعاون من اجل مصلحة البلد وعلى سعادة رئيس المجلس ان يقف على كل صغيرة وكبيرة في عمل المجلس وان تكون له رؤية واضحة في العمل للمصلحة العامة وان يكون قريب ومتواصل مع الجميع اذا اراد تحقيق النجاحات والانجازات لان هناك تقييم ومتابعة لدور المجلس خلال الفترة المقبلة كذلك على كل عضو من الاعضاء ان يتعرف على الاختصاصات والصلاحيات الممنوحة للمجلس ويعمل بهذا النطاق وان يكون متواصل مع الجميع وخاصة مع افراد المجتمع في كل ولاية يمثلها حتى نعكس الايجابيات ونرد على السلبيات وعلى كل المتشائمين من عمل ودور المجالس البلدية .

Ias1919@hotmail.com