مسقط - خالد عرابي
تحت رعاية صاحب السمو السيد الدكتور فارس بن تركي آل سعيد، أفتتح مساء أمس المعرض الفني لأعضاء هيئة التدريس - قسم الفنون الجميلة بالكلية العلمية للتصميم ، وضم أكثر من 40 عملا فنيا لأساتذة قسم الفنون الجميلة بالكلية جاءوا من خلفيات ثقافية متنوعة من عدة دول منها: سلطنة عمان، مصر، تونس، إيران، الهند، وغيرها مما أثرى المعرض و جعله يعكس مدى ما تتمتع به الكلية من أساتذة و أكاديميين يمثلون قامات و رموز فنية معروفة، ينعكس تميزها وتفردها على طلاب الكلية.
وقال صاحب السمو السيد الدكتور فارس بن تركي آل سعيد: سعدت برعاية معرض أعضاء هيئة التدريس بالكلية العلمية للتصميم، و وجدت أنه معرض متميز جدا من ناحية تباين الأفكار والأعمال والاطروحات الفنية والتي تنم عن بيئة غنية بالعطاء الفني، وبالطبع مثل هذا الثراء الفني سيمتد بالعطاء بشكل أو بأخر لأبناءنا وبناتنا الطلاب والطالبات والمنتسبين للكلية .
وأضاف صاحب السمو قائلا: "الجميل في المعرض أنه أعطى صوت لأعضاء هيئة التدريس القائمين على الكلية بأن يعرضوا بعض إبداعاتهم التي تعبر عن الجانب الفني لهم، وتجعلهم قدوة للطلاب والطالبات ومنتسبي الكلية، أيضا الجميل جدا تواضع قامات فنية عالية جدا في هذا المعرض وعرضها لأعمالها بشكل مبسط لجميع الطلاب، أتمنى لهم كل التوفيق، و أن يستمر هذا الحدث وأن يتطور ويكون بشكل أكبر في النسخ القادمة."
ثراء فني وثقافي بالكلية
وقالت الدكتورة منى كمال إسماعيل، عميدة الكلية العلمية لللتصميم: "سعداء بإقامة هذا المعرض السنوي ، الذي يقام في نسخته الثالثة، ويبرز مستوى أعضاء هيئة التدريس والكوادر والقامات الفنية التي تتمتع بها الكلية والتي أتت من خلفيات ثقافية و فنية متنوعة من عدة دول من حول العالم، وهذا بدوره يعكس ويبين مدى الثراء الفني والثقافي الذي تتمتع به الكلية ، ويجعل له عظيم الأثر على طلبة وطالبات الكلية ، كما يجعلنا نخرج أجيالا متميزة من الفنانيين والفنانات الذين ستعكس أعمالهم الفنية مستقبلا مدى الثراء الذي تتمتع به السلطنة في مختلف القطاعات والمجالات."
وقال الفاضل محمد الزعفراني، من وزارة التربية والتعليم في قراءة للأعمال الفنية للمعرض: ضم المعرض تنوعا وثراءا فنيا كبيرا يعكس مستوى التنوع والثراء الفني في المعرض وبالتأكيد في الكلية. وأضاف: جاءت الأعمال متنوعة ما بين أنماط ومدارس فنية مختلفة ، فمثلا الأعمال التي قدمتها الفنانة العمانية بشرى الشبيبية استخدمت الزيت والأكريلك واعتمدت على الثقافة العمانية في أعمالها فجاءت ألوانها من البيوت التراثية العمانية ، و حتى ألوان الزي العماني القديم برزت في أعمالها وبقوة و منها الأحمر والأصفر و الأزرق والبرتقالي وغيرها. أما الأعمال التي قدمها الدكتور ناصر بالنجي في المعرض فاعتمدت على ما يسمى بالفن المفاهيمي، وهو فن لا يصل للفنان بشكل سهل إلا بعد تراكم خبرات كبيرة ، لأنه يعتمد على شكل مبسط من حيث الأدوات والخامات ولكن له عمق فكري وثقافي كبير وهي تعتمد على ما يسمى بفن الفكرة، وقد استخدم الأعمال التركيبية التي تجمع ما بين الرسم والنحت وهي أعمال صعبة.
وأشار الزعفراني إلى أن أعمال المعرض زخرت بأعمال فنية تصل إلى أكثر من 40 عملا فنيا ما بين الرسم على القماش أو الخشب والمنحوتات الفنية وجمع ما بين الأعمال الواقعية والتعبيرية والتجريدية وحتى السريالية، وكان متنوعا بتنوع ثقافات الأساتذة المشاركين في المعرض، أعني أن أساتذة الكلية والمشاركين أتوا من جنسيات وخلفيات ثقافية متنوعة باختلاف جنسياتهم وهذا خلق تنوعا وتباينا كبيرا في الأعمال والثقافات الفنية، ففي المعرض شاهدنا أعمال فنية تعكس الثقافة العمانية، المصرية ، الأردنية ، العراقية ، الهندية، التونسية، الإيرانية ، فهذا خلق نوع من التنوع الثراء في الأعمال بل في الأساليب الفنية، فمثلا في الأعمال التي قدمها الدكتور محمد طارق عكست الثقافة المصرية وأنها متشربة بنسبة 100 % وأنه استخدم أسلوب التصوير بالألوان. أما الدكتور عابد فجمع بين أكثر من فن ما بين الفن المعاصر الذي جمع ما الواقعي والتعبيري والتجريدي.
وقالت الدكتورة بشرى الشبيبية، عضو هيئة التدريس بالكلية: سعدت بالمشاركة في هذا المعرض المهم مع نخبة من كبار الفنانيين من عدة دول من حول العالم، وقد عرضت خلال تلك الأعمال جزء من الثقافة العمانية الأصيلة التي تمثلت في الأعمال من حيث التعبير والألوان والخامات علاوة على الفكرة والمضمون، وأوضحت الشبيبية أنها جمعت ما بين فكر الألوان، أو الأبيض والأسود كما استخدمت أيضا اللون الأزرق بشكل كبير. وأردفت قائلة: " سعدت أكثر بمدى الثناء على تلك الأعمال وأنها تمكنت بصدق من إبراز جانب من جوانب الثراء الفني والثقافي للسلطنة."
وقال الدكتور ناصر بالنجي، عضو هيئة التدريس بالكلية : " استطاع هذا المعرض الفني المتميز أن يعكس تنوعا كبيرا وممتازا من التكنيك والأنواع والمواد والموضوعات والتي تنوعت أيضا من حيث التنوع الفني حيث ضمت أعمال للرسم على القماش والخشب والسيراميك وكذلك النحت ، ففي هذا المعرض ترى في أعمالي التي عرضتها أنها تجمع ما بين مدارس فنية وأنماط مختلفة من الفنون ما بين الرسم والنحت والتجسيد وغيرها في لوحات واحدة وهو نمط مركب ومعقد نوعا ما من الفنون ولكنه يعكس القوة والثراء الفني للأعمال والبيئة التي يصورها.
خبرات فنية تصل لـ 40 عاما
وأشار الدكتور محمد طارق، عضو هيئة التدريس بالكلية إلى أن المعرض يقدم خبرات فنية بعضها يتراوح ما بين عشرين أو ثلاثين أو حتى 40 عاما من خلال الفن، وحينما يطلع عليها طلاب الكلية فكأنهم يحصلون على خبرة تلك السنوات التي قد تجسد في عمل فني واحد، وهذا في حد ذاته نوع من الثقل الفني بشكل مباشر لهم. و اشار إلى أن أعمال المعرض تنوعت بتنوع الخلفيات الثقافية التي جاء منها أعضاء هيئة التدريس المشاركون، و أنه شخصيا شارك بأربعة أعمال جاءت متشربة بالبيئة الثقافية الفنية المصرية ون أعماله اعتمدن على فكرة عروسة المولد و أن الألوان التي غلبت عليها الألوان المصرية و منها ألوان العلم المصري الأحمر والأبيض والأسود.
أما الدكتورة أمل عزت، عضو هيئة التدريس بالكلية فقالت: سعدت بأن أشارك في المعرض ضمن كوكبة من الأساتذة الأكاديميين بالكلية وفي ذات الوقت هم قامات فنية كبيرة، وقد نجح المعرض في كشف مدى التباين والتنوع الفني الذي يحمله المشاركون وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مدى ما تزخر به الكليه من ثقل فني.
وقالت الدكتورة سارة المرابطي، عضو هيئة تدريس بالكلية: قدمت أعمال تجريدية وتكوينية اعتمدت على فن النحت وجاءت تحت عنوان: "الغوص في التمرجح في أعماق البحار" انطلاقا من الطحالب البحرية وأنها في المياه تبدو كأنها تتمرجح وقد تعمقت في طرحها من منطلق جديد وحاولت إعادت طرحها بطريقة جديدة تعتمد على التعمق الفني في ملمسها والحياكات و ألوان الطحالب.