بقلم: سالم العبدلي
تعتبر الصين أكبر دولة من حيث عدد السكان حيث يعيش فيها اكثر من بليون نسمة من البشر.كما إنها ثاني أكبر قوة إقتصادية على مستوى العالم فهي سوق واعد وكبير للمنتجات الخليجية،وترتبط الصين بعلاقات تاريخية تمتد لمئات السنين خاصة مع سلطنة عمان والتي ترتبط معها بعلاقات قديمة منذ أكثر من 200 سنة وقد وصلت السفن العمانية الى ميناء كانتن بالصين محملة باللبان والبخور وبعض المنتجات الزراعية مثل الليمون والاسماك المجففة وغيرها وتعتبر الصين شريكاً استراتيجياً لدول مجلس التعاون . وتصدر دول الخليج الى الصين الغاز الطبيعي والنفط ومشتقاته وقد وقعت بعض دول الخليج مثل قطر اتفاقية طويلة الاجل لتصدير الغاز القطري الى الصين بينما تسورد دول الخليج من الصين اغلب السلع والمنتجات الاستهلاكية. وفي القمة الاخيرة التي عقدت بالرياض بحضور الرئيس الصيني وقادة دول مجلس التعاون او ممثليهم تم الاتفاق على تعزيز الشراكة الاستراتيجية القائمة بين مجلس التعاون والصين وأكدوا على دفعها نحو آفاق أرحب في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، وقد تم إعتماد خطة العمل المشترك للفترة من 2023 الى 2027م لتحقيق ذلك.
من ابرز ما اتفق عليه القادة في القمة الخليجية الصينية في الجانب الاقتصادي هو استمرار التشاور والحوار حول القضايا التي تهم الطرفين ودعم جهود التعافي الاقتصادي الدولي ومعالجة الاثار السلبية لجائحة كورونا وضمان مرونة سلاسل الامدادات وامن الامدادات الغذائية والطاقة ومساعدة الدول الاقل نموا، كما تم التأكيد على ضرورة مواصلة تعميق التعاون بين الجانبين في مجالات الطاقة والتجارة والاستثمار والمالية والصناعة والتكنولوجيا المتقدمة والفضاء والصحة، بما يحقق المصلحة المشتركة للجانبين، بما في ذلك استكمال مفاوضات التجارة الحرة بينهما في أقرب وقت ممكن وهذه جميعها مواضيع هامة للغاية. خلال الفترة المقبلة ينبغي ان تستغل دول مجلس التعاون الخليجي الفرصة لإقامة منطقة تجارة حرة مع الصين وزيادة التبادل التجاري وزيادة الصادرات الخليجية والتركيز على احتياجات هذا السوق الواعد ولا نكتفي فقط بتصدير الغاز والنفط الخام بينما هناك سلع ومنتجات يمكن ان يستوعبها السوق الصيني مثل الاسماك والتمور ومنتجات الصلب والحديد والرخام والسلع المصنعة من منتجات البتروكيماويات وغيرها، كما ينبغي الاستفادة من الخبرات الصينية في مجال الطاقة النظيفة وإقامة شراكات استراتيجية بين الشركات الصيبنية و الخليجية، ولابد من تشجيع الاستثمار الصيني وفي مجال السياحة من خلال استقطاب السواح الصينيين لزيارة المنطقة والاستمتاع بالمقومات السياحية المتوفرة والاجواء الجميلة خصوصا في فصل الشتاء.