مسقط - خالد عرابي
أكد أمير كنعان، المدير التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا لدى "كاسبرسكي" أن صانعو القرار يهتمون دائما بالحصول على ضمان مستمر بأن حلول تقنية المعلومات التي يستخدمونها في مؤسساتهم تعمل بوضوح وبطريقة موثوق بها. وللتدقيق في مصداقية منتجات كاسبرسكي وإجراءاتنا الداخلية وعملياتنا التجارية، والتحقق منها، أطلقنا مبادرة كاسبرسكي العالمية للشفافية في العام 2017. وفي الوقت الحالي، نشغل تسعة مراكز شفافية في أوروبا وآسيا المحيط الهادئ وأمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية. وننوي أيضاً افتتاح مراكز لشفافية البيانات في الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا إذا كان هناك طلب من الحكومات ومتطلبات في السوق. ويسرنا القول إن البيانات المتعلقة بالتهديدات والواردة من مستخدمي منتجات كاسبرسكي في معظم دول المنطقة تتم معالجتها في مراكز البيانات الخاصة بنا في سويسرا.
وعن القطاعات المستهدفة أكثر من غيرها قال كنعان: القطاع الحكومي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هو الأكثر تعرضاً للتهديدات الرقمية. وتعتبر مؤسسات المال والتجارة الإلكترونية ومتاجر التجزئة أهدافاً رئيسية كذلك. وفي الأصل، فإن كل ما يتعلّق بالمال والبيانات سوف يحظى باهتمام مجرمي الإنترنت.
و أضاف: نود أيضاً أن نلفت انتباهكم إلى أن قطاعات البنية التحتية الحيوية كالتصنيع والنفط والتعدين والمواد الكيميائية وما إلى ذلك، تواجه أيضاً هجمات موجهة بشكل متزايد. وتُظهر بيانات كاسبرسكي أن 43% من أجهزة الحاسوب الصناعية في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا قد استُهدفت في الأرباع الثلاثة الأولى من هذا العام، في هجمات قد تعطّل عمليات الإنتاج أو قد تؤثر في حياة الناس ضمن سيناريوهات أسوأ.
وأردف قائلا: كاسبرسكي حريصة باستمرار على توسعة قدراتها في الأمن الرقمي، ولديها أكثر من 1,350 براءة اختراع حول العالم، بما لا يدع مجالاً أمام وقوع الأخطاء. أما نهج كاسبرسكي للمناعة الرقمية (Cyber Immunity)، بجانب نظام التشغيل KasperskyOS، الذي طُوّر لتوفير الحماية الأساسية من الهجمات الرقمية الحالية وغير المعروفة، فقد جاء نتيجة للحفاظ على الابتكار في صميم عملياتنا. ويستخدم النظام KasperskyOS منهجية فريدة لمساعدة المطوّرين على بناء حلول قائمة على المناعة الرقمية، وهي خطوة نراها ضرورية لضمان حماية عمليات البنية التحتية الحيوية.
- حدثنا عن عمليات كاسبرسكي في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا؟
بدأت عملياتنا في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا منذ أكثر من 15 عاماً، فيما نحتفل هذا العام بالذكرى السنوية الخامسة والعشرين لتأسيس الشركة، واصلنا فيها وسنواصل التعاون مع أهمّ الجهات الحكومية وأبرز القطاعات في المنطقة لنقدّم أفضل ما في وسعنا لحماية عملائنا وأصولهم. وسيبقى رفع الوعي بالأمن الرقمي وبناء القدرات الوطنية بالمنطقة في هذا المجال على رأس أولوياتنا، ونتعاون في سبيل ذلك مع العديد من الجهات التخصصية والأكاديمية مثل الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وجامعة زايد في دولة الإمارات، لتعزيز الجاهزية الرقمية.
إذا تكلمنا بالأرقام، نستطيع القول إننا حققنا نمواً مطرداً في أعمالنا بالشرق الأوسط على مدار السنوات الماضية. ففي العام الماضي زادت مبيعاتنا بنسبة 16% في الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا. وشهدت الأرباع الثلاثة الأولى من العام الجاري نمواً بنسبة 13% على أساس سنوي في المبيعات المؤسسية على امتداد المنطقة، ونسعى إلى مواصلة نجاحاتنا الإقليمية. وفي وقت سابق من هذا العام، افتتحنا مكتباً في المملكة العربية السعودية، في إضافة مهمة إلى شبكتنا المتنامية باستمرار، ويعدّ علامة فارقة في استراتيجياتنا الهادفة لحماية أكثر من 400 مليون مستخدم و270 ألف مؤسسة في أنحاء العالم. وقد قمنا حتى الآن بتتبع أنشطة أكثر من 900 من عصابات التهديدات المتقدمة المستمرة، وجمعنا أكثر من مليار من ملفات البرمجيات الخبيثة.
- هل أنتم منفتحون للتعاون مع الشركات المصنعة المحلية لإنتاج منتجات مبنية على نموذج المناعية الرقمية بالاعتماد على نظام تشغيل KasperskyOS؟
نحن منفتحون على العمل مع الشركات المصنعة المحلية والإقليمية لإنتاج منتجات تتسم بالمناعة الرقمية مبنية على أساس نظام التشغيل الخاص بنا، لضمان حمايتها الشاملة.
لدينا منتجان مبنيان على نموذج المناعة الرقمية وقد دخلنا في علاقات شراكة عالمية لتطوير المزيد من المنتجات حيثما كانت هناك حاجة تجارية. وكان Kaspersky IoT Secure Gateway 1000، المصمم ليكون بمثابة بوابة آمنة لإنترنت الأشياء في الشبكات المؤسسية، أحدث منتج أطلقناه في هذا الجانب.
- بعد انقضاء العام الجاري، ما هي النصيحة التي تسديها كاسبرسكي للجهات الحكومية والمؤسسات للحفاظ على أنظمتها وبياناتها آمنة؟
الخطر قائم وحقيقي، لكن هناك ثلاثة أشياء يمكن للمؤسسات فعلها لحماية أنفسها:
• إشراك القيادات التنفيذية في فرق الأمن الرقمي: فمن المهم مشاركة مجلس الإدارة وفرق الأمن الرقمي في الحوار المتبادل حول معايير الأمن؛ فلهؤلاء التنفيذيين رؤية استراتيجية واسعة، بينما سيكون على فريق الأمن الرقمي ملء التفاصيل الموضحة للأسباب والمحددة للأوقات والتي تُعرّف بسبل التنفيذ.
• الاستثمار في برنامج تدريبي قويّ على الأمن الرقمي: إذ يربح نصف المعركة من لديه موظفون مهرة جيّدو التدريب، ويعتمد على منصات استقصاء التهديدات لمساعدته في تطوير جلسات تدريبية منتظمة، والتعرّف على الأساليب الجديدة التي يلجأ إليها مجرمو الإنترنت، وما هي المجموعات النشطة والمهدّدة لمؤسسته، وما منهجياتها وكيف يمكن الحماية منها.
• وأخيراً نقول للمؤسسات إن عليها أن تجعل فريق الأمن الرقمي أكثر تنوعاً: فهناك أكثر من 3 ملايين وظيفة شاغرة في مجال الأمن الرقمي حول العالم. وهذه فرصة لكل مؤسسة للاستفادة من إمكانات موظفيها الحالية والارتقاء بمهاراتهم أو إعادة صقلها ليكتسبوا مجموعة مهارات متنوعة أيضاً.