اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان تكشف: 70 حالة وفاة بسبب إهمال الأطفال خلال 3 سنوات فقط

بلادنا الاثنين ١٢/ديسمبر/٢٠٢٢ ١٨:٤٠ م
اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان تكشف: 70 حالة وفاة بسبب إهمال الأطفال خلال 3 سنوات فقط

مسقط - خالد عرابي

احتفلت سلطنة عمان ممثلة باللجنة العمانية لحقوق الإنسان أمس باليوم العالمي لحقوق الإنسان – الذي يصادف العاشر من ديسمبر- وذلك بقاعة هيئة الطيران المدني ، تحت رعاية صاحب السمو السيد كامل بن فهد آل سعيد ، مساعد الأمين العام لمكتب نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء وعضو مجلس إدارة دار الأوبرا السلطانية مسقط .وبحضور لفيف من أصحاب المعالي، والمكرمين، وأصحاب السعادة، والمعنيين والمهتمين بحقوق الإنسان في السلطنة.

وقال المكرم الشيخ عبدالله بن شوين الحوسني ، رئيس اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان في كلمته خلال الحفل: " إن الاحتفال الذي يقام بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، والذي يصادف العاشر من ديسمبر من كل عام، حيث يتم التوقف خلاله بكل الاهتمام والتقدير مع ما وضعته الأمم المتحدة من أسس ومبادئ وأهداف لرعاية وصون حقوق الإنسان في كافة أنحاء العالم، وبهذه المناسبة تجدد اللجنة العمانية لحقوق الإنسان التزامها وحرصها على العمل بتلك المبادئ والآليات الدولية، مستندة إلى أحكام الدين الحنيف، وأسس التشريعات والقوانين المحلية التي ترعى حقوق الإنسان وتصون مصالحه في وطننا العزيز سلطنة عمان. "

وأضاف المكرم الشيخ قائلا: في هذا العام كان أهمَّ حدثٍ شهدته اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان صدورُ المرسوم السلطاني السامي رقم (57 / 2022) والذي منح اللجنة صلاحيات أوسع ومسؤوليات أشمل، تلخّصت في الاستقلالية التامة للجنة في ممارسة أعمالها والقيام بمسؤولياتها، وانتخاب الرئيس ونائبه بعد أن كان بالتعيين، وعدم أحقية الأعضاء - ممثلي الجهات الحكومية في اللجنة - التصويت على قراراتها، كما يجوز للجنة إنشاء فروع لها في المحافظات، وتكون مدة العضوية أربعة أعوام، تتزامن مع فترة مجلس عُمان قابلة للتجديد لفترة واحدة.

وأكد رئيس اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان على أن اللجنة خلال هذا العام كانت حاضرة بنشاطها وأعمالها محليا وخارجيا، حيث تلقّت أكثر من 272 موضوعًا إنسانيًّا من المواطنين والمقيمين، فقامت بتقديم الرأي القانوني والحقوقي لأصحابها، ثم توجيههم نحو الجهات المعنية لاتخاذ اللازم بشأنها، كما تلقّت ورصدت 74 بلاغًا، حيث تدخلت مع الجهات المختصة فتم إيجاد الحلول المناسبة لها. كما ذكر أنّ اللجنة نفذت أكثر من 15 محاضرة للتعريف باللجنة وأهدافها ومسؤولياتها، إضافةً إلى المحاضرات التوعوية للحد من الإساءة والإهمال نحو الطفل، وذلك بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية ومن خلال جمعيات المرأة العُمانية، والتي حققت نجاحًا كبيرًا وتفاعلًا طيبًا ليشمل ذلك قريبًا كافة المحافظات.

كما أكد المكرم على أنه تم العمل أيضا على تعزيز التنسيق والتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني من خلال الاشتراك في إعداد التقارير الوطنية المستقلة التي يتم تقديمها إلى المنظمات الدولية إضافةً إلى رفع التوصيات والملاحظات الخاصة بها إلى الجهات المختصة.

وضرب مثالا لما قدمته اللجنة العمانية لحقوق الإنسان بتنظيمها ندوة (دور الأليات الوطنية في تعزيز وحماية حقوق الإنسان) في يونيو الماضي وذلك لتعزيز التعاون والتنسيق مع الجهات المعنية بالحكومة وفي المجتمع بصورة عامه، و تنظيمها حلقة عمل في سبتمبر الماضي حول الاتفاقيات الدولية المتعلقة بمناهضة التعذيب، والحماية من الاختفاء القسري، والعهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، حيث حضرها وحاضر بها وفد من المفوضية السامية للأمم المتحدة برئاسة سعادة محمد النسور، رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمفوضية السامية للأمم المتحدة.

جهود اللجنة خارجيا

وعن جهود اللجنة على الصعيد الخارجي، أوضح المكرم الشيخ عبدالله بن شوين الحوسني أنه تم الرد على أكثر من سبعة تقارير دولية من منظمات حكومية وغير حكومية، أوضحت اللجنة خلالها كافة الحقائق والمواضيع التي كانت مثار طرح أو تساؤل من قبل تلك المنظمات حول قضايا ومواضيع حقوق الإنسان في سلطنة عُمان. وأضاف المكرم قائلا : "سيتمُّ رفع التقرير السنوي الخاص للجنة متضمنًا التوصيات، إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم، كما سيتمُّ نشر التقرير العام مع نهاية هذه السنة"، مؤكّدًا عزم كافة الأعضاء والعاملين باللجنة بالمضي بكل عزيمة وإخلاص، للعمل على ترسيخ تلك الصلاحيات وتنفيذ المسؤوليات المناطة باللجنة وفق الأهداف المرسومة لها.

وأوضح أنّ اللجنة تابعت من خلال تلقي البلاغات أو وسائل الرصد خلال الفترة الماضية قضية الإهمال بشكل عام ونحو الطفل بصورة خاصة والتي يُخشى أن تتحول تلك الممارسات المؤسفة إلى ظاهرة لا تُحمد عقباها. ولفت المكرم إلى أنّ اللجنة تابعت ارتفاع الإحصائيات والأرقام الصادرة من الجهات المختصّة، حيث بلغ عدد حالات الوفاة بسبب إهمال الأطفال خلال السنوات الثلاث الماضية أكثر من 70 حالة وفاة، بين حادثة غرق أو نسيان في حافلة أو سيارة، أو تجاوز الأودية أثناء جريانها ما أدى إلى فقدان أرواح بشرية غالية. وأضاف قائلا: إنّنا ندرك ونقدِّر عاليًا الجهود الكبيرة التي تبذلها الجهات المعنية لمجابهة هذه المشكلة، إلاَّ أنه كما يبدو لابد من مضاعفة الجهود للحد من تلك المخاطر والتجاوزات؛ وذلك بالتطبيق الحازم لمواد القانون المتعلقة بذلك، وتعزيز التوعية من أجل حماية أرواح بريئة لا نزال نفقدها بسبب الإهمال، أو التقصير في أخذ الحيطة والحذر، مع الإيمان التام بمشيئة الله وقدره.

وتوجه المكرم الشيخ رئيس اللجنة بالشكر إلى كافة الجهات المختصة بالحكومة، وإلى مؤسسات المجتمع المعنية، لما تلقاه اللجنة العمانية لحقوق الإنسان من تعاون متواصل وتجاوب دائم في إطار دعم الجهود المشتركة لخدمة وحماية الحقوق الإنسانية.

وخلال الحفل تم عرض فلم يُعرف بجهود الجهات الحكومية، ومؤسسات المجتمع المدني، واللجنة العُمانية لحقوق الإنسان لتعزيز حقوق الطفل في سلطنة عُمان، وعرض مسرحي يناقش مشكلة الإهمال بشكل عام ونحو الأطفال بصورة خاصة، ويسلط الضوء على جانب من تلك الممارسات المؤسفة للإهمال ومنها تهور أب الأسرة ومجازفته في قطع مجاري الأودية دون مراعاة للظروف الجوية والتنبيهات التي تطلقها الجهات المعنية ودون أخذ الحيطة والحذر من المخاطر التي قد تقود الأسرة إلى الهلاك.

تكريم ست مبادرات إنسانية

وخلال الحفل تم تكريم ست مبادرات إنسانية تقوم بجهود مقدرة في إطار العمل الإنساني عموما وفي مجال رعاية حقوق الطفل خصوصا، وهي: (دار الحنان، طفولتي آمنة، أسمعني، حدثني عنهم، أحمي نفسي، وفريق مصيرة الخيري ). ومن جانبهم، أعرب أصحاب المبادرات المكرمة عن سعادتهم بهذا التكريم لكونه يمثل حافزا ودعما كبيرا لتقديم المزيد لكافة فئات المجتمع، وهذه المبادرات هي:

- دار الحنان: تعد دار الحنان من المبادرات المنضوية تحت مظلة الجمعية العمانية للسرطان وهي عبارة عن دار لإيواء الأطفال مرضى السرطان وأسرهم القادمون من خارج محافظة مسقط، والذين يتلقون علاجهم في المركز الوطني للأورام بالمستشفى السلطاني؛ وتقدم الدار الإقامة والغذاء للأطفال المصابين بالسرطان وأسرهم وخدمة التوصيل إلى المستشفى، وتدعم الأطفال المصابين نفسيًا وإرشاديًا، وتوفر لهم الدعم التعليمي. وتسلمت الجائزة بالنيابة عن الدار الفاضلة يؤثر بنت محمد بن مسلم الرواحية

- مبادرة طفولتي آمنة: وهي مبادرة اجتماعية في محافظة ظفار لرصد أهم التحديات النفسية، والاجتماعية، والثقافية والصحية التي يواجهها الناشئة، وقد قامت المبادرة بالعديد من الحملات التوعوية والتثقيفية لفئة الأطفال، وقدمت الدعم لهم في المجلات النفسية والإرشادية والسلوكية، وهدفت إلى اخراج جيل واعي ومحمي ضد التحديات المختلفة والمعاصرة.

وتسلمت الجائزة مؤسسة المبادرة الفاضلة سلمى بنت مسلم بن سعيد العمرية.

- مبادرة اسمعني: وهي مبادرة مجتمعية مجانية وغير ربحية تهتم بالتأتأة، تأسست في محافظة مسقط، وتعتبر الأولى من نوعها في سلطنة عُمان، أصبحت اليوم تحت مظلة وزارة الرياضة والثقافة والشباب وتضم أكثر من ١٣٥ متأتئ ومتأتئة عُمانيين، وساهمت المبادرة في تقديم الدعم لأولياء الأمور، وضمان التدخل المبكر لعلاجهم، وعملت على زيادة الوعي حول هذا الاضطراب والتعامل الصحيح مع الطفل المتأتئ. وتسلم الجائزة بالنيابة عن المبادرة الفاضل/ يعقوب بن ناصر النعماني.

- مبادرة حدثني عنهم: وهي من المبادرات التي يشرف عليها فريق أسرار العطاء التطوعي التابع لنادي صُحار وتستهدف طلبة المدارس، وطلبة الكليات والجامعات، وأفراد المجتمع، وذلك بهدف رفع مستوى الوعي المجتمعي حول اضطراب طيف التوحد وتفعيل دور المصابين وتعزيز مشاركتهم في المجتمع. ساهمت المبادرة في تثقيف المجتمع بطرق وأساليب تأهيل أطفال التوحد، إضافة الى تعزيز المساواة من خلال حث المجتمع نحو إشراك أطفال التوحد في الأنشطة والبرامج المجتمعية والثقافية والرياضية. وتسلم الجائزة بالنيابة عن المبادرة الفاضل إسماعيل بن حمد بن حمدان الحامدي.

- مبادرة احمي نفسي: وهي مبادرة تحت مظلة جمعية المرأة العُمانية في ولاية صور، وتعنى بحماية الأطفال من التعرض إلى أي أذى أو استغلال بالإضافة الى تعزيز ثقتهم بأنفسهم وبمجتمعاتهم من خلال الحفاظ على كرامتهم الشخصية، وقد قامت المبادرة بجهود حثيثة لضمان توفر بيئة آمنة، ووفرت الدعم لمساعدة الأطفال على حماية أنفسهم من مختلف أنواع الإساءة التي قد يتعرضون إليها، بالإضافة إلى توعية المجتمع، وتقدم باستمرار الخبرات والتدريب اللازمين والتوعية بمخاطر الابتزاز الالكتروني. وتسلمت الجائزة بالنيابة عن المبادرة الفاضلة يسرى بنت صالح بن يوسف الغيلانية.

- فريق مصيرة الخيري: تم اشهار الفريق في عام 2018 وله جهود في الجوانب الإنسانية خلال السنوات الماضية، كما حقق الفريق رؤيته وأهدافه التي تجسدت في العديد من البرامج التي أشرف على تنفيذها وشملت فئات ذوي الإعاقة، والمعسرين، والأيتام. وقام بالعديد من المشاريع منها صيانة وترميم المنازل وتوفير وجبات للطلبة، ودعم الأسر المنتجة، والمساهمة في شراء وتوفير أجهزة طبية للفئات الأحق بالرعاية. وتسلم الجائزة بالنيابة عن الفريق الفاضل سليم بنت مسلم بن سلطان الساعدي.

يذكر أنّ الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان يأتي إحياءً لذكرى اليوم الذي اعتمدَت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في العاشر من ديسمبر من عام 1948م.