أيام عالمية في قطر

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ١٢/ديسمبر/٢٠٢٢ ١٠:٠٠ ص
أيام عالمية في قطر

بقلم  : عيسى المسعودي

كأس العالم لكرة القدم حدث عالمي وتظاهرة رياضية وثقافية وترفيهية لا مثيل لها ينتظرها شعوب العالم كل اربع سنوات بفارغ الصبر وبشغف كبير لكي يعيشوا الحدث بكل تفاصيله الصغيرة والكبيرة ويعيشون كواليسه ويكتشفون اسراره ومفاجآته ، هذا العام كأس العالم مختلف تماماً فهو يقام في دولة قطر الشقيقة كأول دولة عربية تستضيف هذا الحدث العالمي وهذا انجاز مابعده انجاز لدولة قطر وللعرب مع كسب ثقة دول العالم في اننا قادرون على استضافة مثل هذه الاحداث والبطولات العالمية بل قادرون على تنظيم بطولة استثنائية فريدة ومختلفة تبقى ذاكرة للتاريخ يقف عليها جيل بعد جيل والاستفادة منها كتجربة تدرس في مجال تنظيم البطولات العالمية وكيفية استثمار التقنيات والافكار والتصاميم الحديثة التي تم تطبيقها واخذ العبرة من هذا النجاح الباهر الذي حققته دولة قطر الشقيقة في كافة تفاصيل هذا الحدث العالمي .

الحديث يطول عن هذا الانجاز التاريخي لدولة قطر في استضافة هذا الحدث العالمي فقد تحدث الجميع عن هذا النجاح الباهر وعن البطولة وعلى كافة المستويات من رؤساء دول وخبراء في تنظيم مثل هذه البطولات ونجوم عالميين ليس فقط في رياضة كرة القدم وانما نجوم عالميون في مجالات متعددة زاروا قطر وتابعوا البطولة وانبهروا بما شاهدوه من تنظيم واستعداد ومزايا متعددة لم يشاهدوها في بطولات سابقة فهذه البطولة مختلفة تماماً وتتميز بأمور عديدة والحديث بلاشك عنها سيستمر لسنوات عديدة وهذا يعد فخرا كبيرا لدولة قطر ولنا جميعاً خاصة عندما نقارن هذه البطولة ببطولات اخرى لكأس العالم لكرة القدم ومن خلال رأي الجمهور انفسهم ومن خلال تجربتهم الشخصية فهذه التجارب تضل شاهد عيان على كل مايحدث ويدور في هذه البطولات وعلى سبيل المثال فلقد كنت محظوظاً شخصياً بتجربة حضور ومتابعة بطولة كأس العالم في البرازيل عام 2014 لذلك حرصت كل الحرص على حضور كأس العالم في قطر والتعرف عن قرب على هذا الانجاز الذي تابعنا تفاصيله لأكثر من 10 سنوات والحقيقة نرفع “المصر” والقبعة للاشقاء القطريين على التنظيم الرائع والامكانيات الهائلة التي وفروها لانجاح هذا الحدث العالمي ليس فقط على المستوى المادي وتجهيزات وبناء الملاعب او البنية الاساسية وانما التخطيط والحرص على انجاح التفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة والتي تعطي الفارق الكبير بين بطولة وبطولة فمنذ وصولنا مطار الدوحة وجدنا الضيافة العربية الاصيلة .

ووجود اكثر من 20 الف متطوع مهمتهم فقط راحة الجمهور وتقديم أفضل الخدمات والتسهيل علينا وجعل تجربتنا اكثر من رائعة وسهلة فالوصف صعب لما شاهدناه فلقد رأينا تنظيما رائعا واستقبالا اجمل ابهرنا فكل شيء محسوب ومنظم بالساعة فلكم التصور بعد خروجنا من المطار وجدنا عددا من الحافلات جاهزة لنقلنا لأي محطة او مكان نرغب فيه وبالمجان مع استقبال رائع لنذهب بعد ذلك الي سوق واقف المكان التراثي والتقليدي الاشهر في قطر ووجدنا العديد من الجماهير في هذا السوق ومن كل دول العالم خليجي واسيوي وافريقي واوروبي وامريكي واسترالي والجميع منبهر بهذا التجمع العالمي في دولة عربية خليجية نفتخر بها وبكل ما تقدمه من امكانيات وتخطيط منظم وكذلك الذهاب الى ملاعب البطولة ومن بينها ملعب الثمامة والوصول بكل سهولة وفي وقت قياسي ومع توفر خيارات متعددة للنقل مثل المترو والباصات وسيارات الاجرة ومن خلال هذة الزيارة يتضح التطور الكبير الذي تشهده دولة قطر وفي كل المجالات وخاصة في البنية الاساسية اما اذا تحدثنا عن الملاعب والتصميم وجمال هذه الملاعب فحدث ولاحرج لقد ابهرتنا قطر بكل هذه الامور وكأننا ليس في ملاعب كرة قدم وانما تحف معمارية وقطع من الالماس مجهزة بأحدث الاجهزة والامكانيات وهنا يأتي الفرق بين بطولة قطر والبطولات الاخرى فكما ذكرت لقد حضرت بطولة البرازيل ولاتوجد اي مقارنة فدولة قطر كسبت الرهان وفازت على الجميع ومن سينظم بطولة كأس العالم في السنوات المقبلة سيكون امام تحد لتنظيم الافضل او على الاقل كما نظمت دولة قطر.


من الامور التي شدتني وابهرتني واعجبتني ايضا في تنظيم دولة قطر لكأس العالم مستوى التخطيط والتنظيم الرائع ومتابعة كل صغيرة وكبيرة في البطولة وان الاستعداد لهذا الحدث كان أكثر من ممتاز ويعكس النجاح الكبير الذي تحقق حتى الآن كذلك علينا الاشادة بنقطة مهمة ومميزة في هذه البطولة وهي حجم الفعاليات المصاحبة ففي كل مكان هناك فعاليات متنوعة للاطفال والشباب والكبار بحيث لايشعر الزائر او الجمهور بأي ملل ويجد نفسه امام برنامج حافل بالانشطة والمهرجانات المختلفة التي تزيد البطولة بهجة وجمالا وتعرف الجمهور بثقافة وتاريخ العرب وكذلك نجحت دولة قطر الشقيقة في توحيد شعوب العالم على المحبة والتسامح والتعاون وتقبل الاخر فوجدنا كل الشعوب تتجمع في مكان واحد ولايوجد بينهم اختلاف رغم الثقافات المتعددة كما نجحت قطر في تعريف شعوب العالم بالدين الاسلامي وبالعادات والتقاليد العربية الاصيلة وفق خطة اعلامية وتسويقية على مستوى كبير لايزال الناس يتحدثون عنها في كل مكان وسيستمر ذلك لسنوات كما ساهمت هذه الاستضافة في تغير مفاهيم ومعتقدات العديد من حضر البطولة عن الخليجيين وعن العرب ومدى حبهم للسلام وللتعايش وان العديد منهم لم تكن لديه الصورة واضحة او انها تصل بشكل مختلف وغير صحيح وهذا والحمدلله ماقالته شعوب العالم التي اكتشفت بنفسها الحقيقة وعلى ارض الواقع بعد تعايشها مع الشعوب العربية والاسلامية.

شكراً لدولة قطر قيادة وحكومة وشعبا على كل هذه الامكانيات والجهود المخلصة في اظهار قدرة العرب على استضافة مثل هذه البطولات العالمية فما قمتم به انجاز كبير واعجاز في الوقت نفسه، فلكم منا كل التقدير والمحبة والى مزيد من التقدم والنجاح وتنظيم البطولات والفعاليات العالمية الناجحة فالمشوار العالمي لم ينتهِ بهذه الاستضافة وانما بدأ الآن، فالاحلام والطموحات كبيرة وعلى الجميع الاستفادة من الدروس والعبر وترجمتها على ارض الواقع عند استضافة أي حدث عالمي او اقليمي في المستقبل فدولة قطر بهذا النجاح والتميز ستحرج وتتعب من سيستضيف البطولات المقبلة.